قصة هلال عون:
في قرية النمل تحت الأرض، حيث غرف الحضانة، وغرف تخزين الطعام وغرف النوم المتصلة ببعضها عبرأنفاق، كانت تعيش “نمولة”.. وهي نملة صغيرة، جميلة العينين، عسلية اللون، وقد بنى أهلها وأقرباؤها من عالم النمل “قريتهم” تلك تحت شجرة جوز كبيرة تقع على الطريق بين حمص وحماة.
وفي يوم من الأيام مر زيدان من جانب قرية النمل على ظهر حصانه الأبيض، عائداً من بستانه على أطراف المدينة إلى منزله في حمص، ونزل عن حصانه وربط رسنه بشجرة الجوزونام يستريح مدة نصف ساعة، ثم استيقظ، وركب حصانه عائداً إلى بيته، وحين وصل أنزل الخرج المليء بالقمح عن سرج الحصان فوجد “نمولة” فوق حبات القمح، تتحرك بكلّ الاتجاهات نتيجة الخوف، وحين نظر إليها اشتد خوفها ونزلت دمعتها، وأسرعت في حركتها على غير هدى.
وضعها زيدان في صحن ووضع به قليلاً من القمح وغطاه بشبك ناعم، وخرج يبحث لها عن عالمها.
قبل أن يصل إلى شجرة الجوزبنحو كيلومتر وجد أسرابا من النمل بجانب صخرة فوضعها بينها، لكن النمل ذا اللون الأسود المختلف عن لونها ارتبك وابتعد عنها، وكانت هي أيضاً قلقة وخائفة، تريد أن تهرب من بين النمل.
وكان زيدان يراقب ذلك.. وبعد أقل من ١٠ دقائق تيقن النمل الأسود من أن “نمولة” مسالمة، وهي ليست عدواً، ولا تريد الاعتداء عليهم، فجاؤوها بقطعة خبزصغيرة لتأكلها، فاطمأنت هي أيضاً، وبعد قليل دخلت مع النمل من نافذة في الأرض.
انتظر زيدان ليطمئن عليها، وبعد دقائق رآها تخرج مع النملات من نافذة أخرى، وكأن النمل أدخلها قريته ليعرفها على بيتها الجديد.