وسائل إعلام أميركية تتساءل عن جدية ترامب في تهديداته الأخيرة لبوتين

الثورة – أسماء الفريح:

ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يفكر في فرض عقوبات جديدة ضد روسيا والانسحاب من المفاوضات الروسية الأوكرانية، إن لم تحقق نتائج ملموسة، لكن شبكة “CNN” شككت في ذلك.

وأعلن ترامب أمس أنه يبحث في تشديد العقوبات ضد روسيا في أعقاب شنها هجمات صاروخية وبطائرات مسيرة غير مسبوقة على أوكرانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وزعم أحد مصادر الصحيفة المذكورة أن “العقوبات لن تشمل القيود المصرفية فحسب، بل قد تستهدف الرئيس الروسي شخصيا لإقناعه بتقديم التنازلات”.

وقال وليم تيلور السفير الأميركي السابق لدى أوكرانيا في حديث للصحيفة: “من تصريحات ترامب يبدو أنه يحاول فهم الرئيس الروسي بوتين، والسؤال: هل هو جاد في طرحه؟ هل سيكون ذلك كافياً لاتخاذ خطوات ما، أو فرض عقوبات إضافية؟”.

وفي تحليل لها، ذكرت “CNN” أن الرئيس الأميركي علق على الضربات الروسية المكثفة بالطائرات المسيرة والصواريخ على أوكرانيا بالقول: “لطالما كانت علاقتي جيدة جداً مع فلاديمير بوتين، رئيس روسيا، ولكن حدث له شيء ما”.

وتابعت: وفي الواقع، يبدو أن زعيم الكرملين لم يتغير تقريباً، على الرغم من حثّ البيت الأبيض، بل يواصل سياسته القائمة على الحرب الطاحنة في أوكرانيا، حيث أصبحت الهجمات الجوية سمة شائعة جداً.

وتابعت أن السؤال الحقيقي هو ما إذا كان ترامب قد تغير، أو على الأقل ما إذا كان موقفه تجاه بوتين قد بدأ يتغير وسط ما يبدو أنه جهود أميركية عديمة الفائدة لإحلال السلام في أوكرانيا، وهو أمر تفاخر ترامب بأنه قادر على فعله في وقت قصير.

وأشارت إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يعتقد أن الوضع قد تغير، حيث صرّح للصحفيين في فييتنام أن توبيخ ترامب الأخير لنظيره الروسي ووصفه إياه بـ”المجنون تماماً”، يعني أن الرئيس الأميركي “يدرك” أن بوتين “كذب” بشأن الحرب في أوكرانيا، مضيفاً أنه يأمل أن “تترجم كلمات ترامب إلى أفعال”.

وتقول”CNN”: إن سجل الأحداث يُشير إلى خلاف ذلك فهذه هي المرة السادسة خلال هذه الولاية التي يُعرب فيها ترامب، الذي يُصرّ باستمرار على أن لديه علاقة قوية مع بوتين، علناً عن نفاد صبره أو انزعاجه الصريح من زعيم الكرملين.

وتضيف أنه في آذار الماضي، كشف ترامب عن “غضبه” من بوتين لرفضه الموافقة على وقف إطلاق نار لمدة 30 يوماً، وفي نيسان، طالب ترامب بوتين بالتوقف، بعد أن أسفرت ضربة صاروخية روسية على كييف عن مقتل 12 شخصاً، وتساءل لاحقاً: “ربما لا يريد حقاً وقف الحرب، ويستغلني فقط”.

وأشارت الشبكة إلى أنه لطالما صاحبت انتقادات ترامب تعبيرات عن خيبة أمل شخصية وتهديدات بالرد المحتمل، مثل فرض رسوم جمركية على “جميع النفط القادم من روسيا”، أو “عقوبات إضافية” غير محددة.

وأوضحت أنه عندما سُئل ترامب مجدداً، بعد توبيخه الأخير لبوتين، عما إذا كان سيفكر الآن في فرض المزيد من العقوبات على روسيا، أجاب: “بالتأكيد”.

وتقول: إنه حتى الآن، لم تظهر أي مؤشرات حقيقية على استعداد ترامب لاستخدام نفوذه الاقتصادي الكبير لإجبار الكرملين على إعادة النظر في موقفه المتشدد، موضحة أن هذا لم يحدث في مجلس الشيوخ الأميركي، حيث طُرح مشروع قانون مشترك بين الأحزاب ليصعّب على روسيا تمويل حربها.

وتبين أن مشروع القانون، الذي يحظى الآن بدعم 81 عضواً في مجلس الشيوخ، لا يقتصر على اقتراح فرض عقوبات مباشرة أكثر على روسيا فحسب، بل يتضمن أيضاً عقوبات ثانوية، مثل فرض رسوم جمركية ضخمة بنسبة 500% على الدول التي تشتري الطاقة الروسية.

وتتابع الشبكة أن هذه الإجراءات، التي ستؤثر بشكل خطير على الاقتصاد الروسي الهشّ والمعتمد على النفط، مثيرة للجدل للغاية، حيث أنها ستُعاقب أيضاً الصين والهند والاتحاد الأوروبي، وهي لا تزال من كبار مستهلكي الطاقة الروس.

وتضيف أن من الممكن بالطبع أن يُلقي ترامب بثقله الآن خلف مشروع القانون، أو ربما نسخة مُخففة منه لكن هذا سيُمثل تغييراً جذرياً في التوجه، نظراً لتردده المستمر في مواجهة الكرملين ومعاقبته حتى الآن.

وتختم “CNN” تحليلها بالقول: إنه على الأرجح فإن التصعيد الأخير في العنف في أوكرانيا قد يُقنع الرئيس الأميركي المُحبط أصلًا بأنه ببساطة غير قادر على جمع الأطراف المتحاربة في أي وقت قريب، ووسط كل غضبه وتهديداته لبوتين، قد يختار ترامب ببساطة الانسحاب.

وكان ترامب قال للصحفيين في ولاية نيوجيرسي في طريق عودته إلى واشنطن العاصمة مساء الأحد: “لست راضياً عما يفعله بوتين.. إنه يقتل الكثير من الناس، ولا أعرف ماذا حدث لبوتين.. أعرفه منذ زمن طويل.. لطالما كنت على وفاق معه، لكنه يطلق الصواريخ على المدن ويقتل الناس، وهذا لا يعجبني على الإطلاق”.

وأضاف ترامب: “نحن في خضم المحادثات، وهو يطلق الصواريخ على كييف ومدن أخرى”.

تصريح ترامب جاء في الوقت الذي قال فيه الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي: “صمت أميركا، وصمت الآخرين في العالم، لا يشجع سوى بوتين”.

من جانبهإ حاول الكرملين، أمس، التخفيف من انتقاد الرئيس الأميركي لنظيره الروسي فلاديمير بوتين وكذلك بتلويحه بعقوبات جديدة ، حيث قال المتحدث الرئاسي ديميتري بيسكوف، إن الكرملين “يربط تصريحات ترامب بعد هجمات القوات المسلحة الروسية على مؤسسات المجمع الصناعي العسكري الأوكراني، بالعبء العاطفي الذي يميّز جميع المشاركين في عملية التفاوض.

” وأشار بيسكوف وفقا لموقع قناة روسيا اليوم إلى أن بلاده تواصل إعداد “مذكرة تفاهم” تتضمن الرؤية الروسية للتسوية في أوكرانيا، فيما نقلت وسائل إعلام حكومية في موسكو، عن مصادر قائلة: إن الطرفين الروسي والأوكراني يواصلان العمل “خلف الكواليس” لدفع عملية التفاوض كما لم تستبعد عقد جولة مفاوضات جديدة في إسطنبول.

بدورهم، قال خبراء روس :إن تلويح ترامب بفرض عقوبات جديدة ضد روسيا، لا يعدو كونه “جزءاً من تكتيك تفاوضي”.

كما صرح النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي أن روسيا طلبت عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي بسبب “تصرفات الدول الأوروبية التي تحاول عرقلة التسوية في أوكرانيا” ، وأضاف أن موسكو تتوقع أن تعقد هذه الجلسة في ال 30 من الشهر الجاري لتكون رداً على إجراءات الغرب الذي طالب بعقد جلسة للمجلس بشأن الوضع الإنساني في أوكرانيا يوم ال 29من الشهر ذاته.

وفيما يمثل تغييراً كبيراً في نهج حلفاء كييف الرئيسيين، الذين قاوموا حتى الآن طلبات أوكرانيا باستخدام الأسلحة التي يوفرها الغرب في عمق روسيا ، أعلن المستشار الألماني فريدريتش ميرز أمس :إن ألمانيا وحلفاء آخرين رفعوا القيود عن إطلاق كييف صواريخ بعيدة المدى على روسيا لأول مرة، بعد الاستهداف الروسي للعاصمة الأوكرانية ومناطق أخرى بهجمات جوية مكثفة.

وقال ميرز في منتدى أوروبي في برلين وفقا لشبكة “CNN”: “لم تعد هناك أي قيود على مدى الأسلحة الموردة لأوكرانيا”، وتابع: “لا من البريطانيين، ولا من الفرنسيين، ولا منا.. ولا من الأميركيين”. وكانت الولايات المتحدة قد رفعت هذه القيود في تشرين الثاني الماضي، حيث سمح الرئيس السابق جو بايدن لأوكرانيا باستخدام أنظمة الصواريخ التكتيكية بعيدة المدى التي تقدّمها الولايات المتحدة، أو ATACMS، داخل روسيا.

آخر الأخبار
عودة ضخ المياه إلى غدير البستان بريف القنيطرة النقيب المنشق يحلّق بالماء لا بالنار.. محمد الحسن يعود لحماية جبال اللاذقية دمشق وباكو.. شراكات استراتيجية ترسم معالم طريق التعافي والنهوض "صندوق مساعدات سوريا" يخصص 500 ألف دولار دعماً طارئاً لإخماد حرائق ريف اللاذقية تعزيز الاستقرار الأمني بدرعا والتواصل مع المجتمع المحلي دمشق وباكو تعلنان اتفاقاً جديداً لتوريد الغاز الطبيعي إلى سوريا مبادرات إغاثية من درعا للمتضررين من حرائق غابات الساحل أردوغان يلوّح بمرحلة جديدة في العلاقة مع دمشق.. نهاية الإرهاب تفتح أبواب الاستقرار عبر مطار حلب.. طائرات ومروحيات ومعدات ثقيلة من قطر لإخماد حرائق اللاذقية عامر ديب لـ"الثورة": تعديلات قانون الاستثمار محطة مفصلية في مسار الاقتصاد   130 فرصة عمل و470 تدريباً لذوي الإعاقة في ملتقى فرص العمل بدمشق مساعدات إغاثية تصل إلى 1317 عائلة متضررة في ريف اللاذقية" عطل طارئ يقطع الكهرباء عن درعا تمويل طارئ للدفاع المدني السوري لمواجهة حرائق الغابات بريف اللاذقية إغلاق مؤقت لمعبر كسب الحدودي بسبب الحرائق في ريف اللاذقية محافظ حلب يتابع انطلاق امتحانات الثانوية كبار في السن يتقدمون لامتحانات الثانوية العامة بدرعا 20482 متقدماً في اللاذقية لامتحانات الثانوية العامة والشرعيّة ارتفاع الكشفيات الطبية في درعا يدفع المرضى لحلول بديلة تسويق 29 ألف طن قمح في درعا