الثورة – لينا إسماعيل:
باشرت الفرق التطوعية ضمن حملة “نحن أهلها” بتنفيذ خطّة عمل تنظيمية في جديدة الفضل، وذلك بزخم وطني تحدوه الإرادة الجادة على تطويرواقع الحياة عموماً في البلدة التي عانت طويلاً من الإهمال الخدمي.
صندوق “نحن أهلها”
الثورة واكبت فعاليات الحملة، والتقت عضو المكتب الاستشاري في المجلس الأهلي والمدير التنفيذي لمبادرة “نحن أهلها” موسى حجازي، وأوضح أن الفرق التطوعية بدأت العمل على زيارة كلّ بيت في البلدة، وتسليم كلّ أسرة استمارة مخصصة لجمع البيانات الإحصائية والاجتماعية التي توثق المعلومات المطلوبة بهدف إطلاق صندوق “نحن أهلها” المخصص لتحسين الخدمات والبنى التحتية للبلدة، بالإضافة إلى إجراء المسح الإحصائي والاجتماعي لصالح الشؤون الاجتماعية والعمل وكذلك ترقيم الشوارع والمنازل.
وأضاف: تجنباً للالتباس أو انتحال الصفة لدى سكان البلدة عمد المجلس على تزويد كلّ متطوع تفويضاً ممهوراً بختم المجلس الأهلي ودفتر إيصالات واستمارات البيانات.
وأوضح حجازي أن المجلس الأهلي في جديدة الفضل منظمة مجتمع مدني، تجمع مجمل الأنشطة المدنية في البلدة، وقد بدأ بنيل ثقة المجتمع الأهلي مع تتالي أنشطته منذ فترة التأسيس بعد التحرير مباشرة، ومن خلال تلاقي أهداف شباب الثورة من الناشطين على تطوير بلدتهم، واجتماعهم على سياسة التشاركية وفتح الباب لمساهمة الجميع من دون إقصاء، وتم اقتراح فكرة مبادرة “نحن أهلها” من قبل بعض الأهالي الذين طلبوا أن تتم عبرالمجلس، كونها تتطلب وصولاً لكلّ منزل وشارع، وبالفعل قمنا بتطويرها لتحقيق أبرزالاحتياجات الإدارية والمتمثلة بالمعلومة الدقيقة والبيانات، وسبق أن فشلت أكثر من حملة لجمع البيانات الإحصائية حول الساكنين أو الفئات الضعيفة، لأن الإقبال كان ضعيفاً، أو التجاوب مع البوابة الإلكترونية لم يكن بنسبة تفي بالغرض، لذلك تمّ تطويرالمشروع ليشمل المسح الإحصائي، إضافة لعنونة وترقيم الأبنية بشكل مرتب متسلسل، وفق خط السير، ونسعى لتحقيق شيء من التنظيم على مستوى كافة الخدمات، إضافة لمحاولة تسريع وصول المساعدات الاجتماعية للمواطنين، بتقديم البيانات مقرونة بعنوان الأسرة والحالة الاجتماعية.
ثقافة العمل الجماعي
وركز حجازي في حديثه على أن أهم ما في المبادرة نشر ثقافة العمل الجماعي للنهوض بخدمات البلدة، وقد تمّ التجاوب مع المقترح الأهلي، بالمساهمة ولو بدولار واحد لما لهذا المبلغ الرمزي من أثر معنوي يحفز الشعور الجماعي بالمسؤولية عن مقدرات وحاجة الوطن للترشيد في استخدامها، قبل أن يصب هذا الدولار في شراء مستلزم ما يساهم في معالجة مشكلات خدمية.
أما عن مصادر التمويل الداعمة، فأوضح أن هناك تواصلاً دائماً مع الكثير من المنظمات منذ شهرين للمساعدة في تأهيل الخدمات، إضافة إلى التنسيق مع المؤسسات الرسمية المعنية بالخدمات في البلدة، وقد تلقى المجلس بعض الوعود المبشرة لتوفير الخدمات الأساسية والحقوق المشروعة للمواطن ،إلا أن الأعباء كثيرة والمشاريع الحيوية التي يراها البعض صعبة تبدأ بخطوة جادة ومخلصة.
آراء وانطباعات
وخلال جولتنا الميدانية التقينا عدداً من الأهالي الذين عبروا عن التفاؤل بالمبادرة والتحفيزعلى التبرع ولو بدولار واحد
لتحسين الخدمات في البلدة. وأوضح المدرس أسامة الرمادي، أن المطلب الرئيسي لدى جديدة الفضل هو مشكلة الآبار وتوفر المياه، والحدّ من استغلال أصحاب الصهاريج، تليها مشكلة حفريات الشوارع وواقع التزفيت المتردي، إضافة إلى الاهتمام بالنظافة وتفريغ الحاويات بشكل دوري، والاهتمام بالمراكز الصحية في البلدة.
فيما بيّن المواطن طلال عفاش أن حركة المرور تحتاج إلى تنظيم وضبط للدراجات النارية وكذلك توفير مكان مخصص للبسطات بعيداً عن الشوارع الرئيسية، وإعادة تقييم واقع الكهرباء الذي يعاني منذ سنوات من تحميل زائد نتيجة تمديد خطوط خارج رقابة مؤسسة الكهرباء.
تعاون عربي دولي
وعن أهمية معالجة مشكلة شح المياه، خاصة مع قدوم فصل الصيف وما يرافقه من تفاقم للمشكلات تحدثت سمر قلاش، مؤكدة أن هذه القضية يجب أن تتصدر أولويات العمل القادم.
بدوره تحدث المدير التنفيذي للحملة، أن هناك مساعي جادة قام بها المجلس الأهلي من خلال التنسيق لزيارة هيئة الأعمال الخيرية العالمية في الإمارات العربية المتحدة لجديدة الفضل، بهدف الاطلاع على المشكلات الخدمية، وفي مقدمتها مشكلة شح المياه والآبار التي تعرضت للتخريب في منطقة الفوج 100 والتي سيكون للثورة وقفة مستفيضة حولها.
بالمحصلة أولويات العمل في تجمع الفضل متشعبة، يتوقف تنفيذها على حجم التبرعات الرافدة لعمل المؤسسات الحكومية، إلا أن الجميع متفائل بهذه الخطوات التي تحفز المشاريع القادمة بمشاركة المجتمع الأهلي بالتوازي مع عمل المجلس على نشر ثقافة مفادها أن البلد بلدك، وهي لا تنتظر حلولاً من السماء، إن لم نعمل جميعاً على توفير مقوماتها، لذلك علينا المبادرة جميعاً للنهوض بالوطن.