التصنيع الزراعي المهمل.. جفاء وعشوائية بين التصنيع وبين التخطيط الحكومي

الثورة ـ سنان سوادي:

أكد اختصاصي هندسة التصنيع الغذائي ومراقبة الجودة في كلية الهندسة الزراعية بجامعة اللاذقية الدكتور علي سلطانه أن التصنيع الزراعي في سوريا يتصف بالعشوائية، وعدم وجود الرقابة الفاعلة من جودة وسلامة صحية، مضيفاً إن السياسات الزراعية الحالية لا تزال تركز على زيادة الإنتاج دون توجيه هذه المنتجات للتصنيع الزراعي، وعدم التركيز على نوعية هذه المنتجات ومدى صلاحيتها للتصنيع، وعدم توافر مستلزمات التصنيع، ولا يدخل أكثر من 10ـ 14 بالمئة من الإنتاج الزراعي إلى دورة التصنيع، ما يؤدي إلى فقدان وهدر كمية كبيرة من الإنتاج تقدر بنحو 40 بالمئة في بعض المواسم.

خارطة صناعية وزراعية

وأشار الدكتور سلطانه في حديثه لـ”الثورة” إلى أن التصنيع الزراعي يعتمد بجزء كبير على ورش ومشاريع صغيرة، مؤكداً ضرورة وجود خطة فعالة لوضع التصنيع الزراعي ضمن أولويات التخطيط والتنفيذ الحكومي والقطاع الخاص والمشترك، وذلك لانعكاسه على الدخل القومي ومستوى معيشة المعنيين بالقطاع الزراعي، كونه يساهم بخلق قيمة مضافة وصناعات مرافقة، إضافة لحماية البيئة عن طريق إعادة تدوير واستغلال المخلفات الزراعية.

مضيفاً: هنا تبرز أهمية وجود خارطة صناعية وزراعية وطنية تطبق نظام الجودة الشاملة في الزراعة والتصنيع، بدءاً من المعاملات الزراعية في الحقل، من اختيار الأصناف التصنيعية والمعاملات الزراعية المناسبة من ري ومكافحة وتسميد، مروراً بمعاملات ما بعد الحصاد من قطاف وجني فني يراعي عوامل الجودة، وتجهيز وتخزين هذه الحاصلات الزراعية بالطرق الفنية المناسبة لتقليل الفاقد وانتهاءً بمعاملات التصنيع الجيد، وإدخال الأساليب التقنية الحديثة للحصول على منتج ذي جودة عالية وميزة تنافسية في الأسواق المحلية والخارجية، ووضع برامج تدريبية لتأهيل وتدريب العاملين في هذا القطاع واعتماد الزراعات التعاقدية كمدخل استثماري فعالٍ وتشاركية بين الزراعة والتصنيع.

وبين الدكتور سلطانه أن الاستثمار في التصنيع الزراعي يساهم في تحقيق الأمن الغذائي من خلال امتصاص الفائض من الإنتاج الزراعي وتحقيق قيمة مضافة للمنتجات الزراعية وموازنة العرض والطلب على المنتجات الغذائية.

جودة المنتجات

بدوره رأى رئيس غرفة زراعة اللاذقية المهندس ثابت علي أن حلّ مشكلة العشوائية في التصنيع يكون بالتوسع في زراعة المحاصيل القابلة للتصنيع، والتركيز على جودة المنتجات، وتقديم الخدمات بالمستوى المطلوب من خلال تأمين المواد الأولية اللازمة للزراعة وتدريب القائمين على هذا العمل، كما يجب الاهتمام بالمشاريع الزراعية الصغيرة والورش اليدوية في المناطق ذات الحيازات الصغيرة، والتي تعتبر رديفة للصناعات الغذائية الكبيرة، وزراعة كل منطقة بما يناسبها من أنواع زراعية، وتقديم الخدمات المناسبة لكل نوع من (الزراعة- القطاف- العبوات- النقل لمراكز التوصيل أو معامل التصنيع، بالإضافة لجودة الآلات التي يصنع بها)، فعلى سبيل المثال في مجال الحمضيات لدينا اكتفاء ذاتي وفائض للتصنيع والتصدير منذ سنوات، وما نحتاجه للقيام بتصنيع الحمضيات هو زيادة العناية بالأصناف التصنيعية سواء بتطوير الموجود أم الاكتفاء بالزراعة القابلة للصناعات.

وأوضح أنه على المعنيين بالقطاع الزراعي وضع خرائط تفصيلية لأماكن زراعة كل محصول والعمل على التقييد بزراعة المحاصيل في الأماكن المناسبة من حيث المناخ والتربة وتوافر المياه واليد العاملة الفنية، مبيناً أن نجاح التصنيع الزراعي يضاعف دخل المزارعين ويقدم للمستهلك مادة غذائية جيدة ومتطورة بأسعار مناسبة ويؤمن القطع الأجنبي عن طريق التصدير.

آخر الأخبار
مليارا دولار سنوياً.. هدف الشركات الحكومية خلال ثلاث سنوات "اليونيسيف " تقدم خدمات صحية لمهجّري السويداء بداعل  "العودة إلى المدرسة" يستقبل زواره في مجمع طرطوس الاستهلاكي  الفوسفات تحت المجهر… توضيحات تحسم الجدل حول "يارا" تحسين الواقع الخدمي في ريف دمشق جامعة اللاذقية تطلق "وجهتك الأكاديمية" 10 ملايين دولار لتأهيل الطرقات في حلب يمنح الخريجين أملا أوسع إدراج معاهد حلب الصحية تحت " التعليم التقاني" الاستثمار الوطني .. خيار أكثر استدامة من المساعدات الشرع.. رؤية جديدة للعلاقات الدولية منصة إلكترونية.. هل يصبح المواطن شريكاً في مكافحة الفساد؟ بمشاركة سوريا.. اجتماع وزاري تحضيري للقمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة انطلاق ملتقى "وجهتك الأكاديمية" في "ثقافي طرطوس" المنصة الإلكترونية.. تعزيز الرقابة المجتمعية في مكافحة الفساد لجنة بحجم "بلدية".. مشاريع خدمية متواصلة في كشكول "وجهتك الأكاديمية".. في جامعة حلب..مساعدة الطلاب لاختيار تخصصهم الجامعي الجفاف الشديد ينتشر في جميع أنحاء نصف الكرة الشمالي بين 3 و5 ملايين سنوياً.. أجور نقل الطلاب ترهق جيوب الأهالي "الغار الحلبي".. عبق التراث السوري اللجنة العليا تتوقع إجراء الانتخابات قبل نهاية أيلول الحالي