الثورة – خاص:
أعلن توماس باراك، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى سوريا، أن توقيع اتفاق الطاقة الثلاثي في دمشق يمثل “نقطة تحوّل” حقيقية في مسار التعاون الإقليمي، مشيراً إلى أن الطريق بات ممهداً أمام تدفّق الاستثمارات الدولية إلى سوريا، في ضوء المتغيرات السياسية والاقتصادية التي تشهدها البلاد.
وفي منشور على منصة “إكس”، وصف باراك الاتفاق، الذي تم توقيعه يوم الخميس في القصر الرئاسي بدمشق، بأنه أول نموذج كبير لشراكة استراتيجية جديدة، مشيراً إلى أنه يأتي بعد أيام فقط من قرار رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، والذي اعتبره خطوة جريئة من الرئيس ترامب فتحت الباب أمام تعاون أوسع مع المجتمع الدولي.
وأوضح المبعوث الأميركي أن الاتفاق، البالغة قيمته 7 مليارات دولار، يشمل بناء أربع محطات لتوليد الكهرباء تعمل بالغاز بطاقة إجمالية تبلغ 5000 ميغاواط، بالإضافة إلى محطة طاقة شمسية بقدرة 1000 ميغاواط في منطقة وديان الربيع جنوب سوريا، ما اعتبره “انطلاقة حقيقية” لمشاريع إعادة إعمار البنية التحتية الحيوية بدعم خارجي.
وخلال كلمته الرسمية في مراسم التوقيع، أكد باراك أن هذه اللحظة تُعد “فرصة نادرة” في تاريخ العلاقات الثنائية، مشددًا على التزام واشنطن الكامل بدعم الحكومة السورية الجديدة، ورغبتها في بناء شراكة طويلة الأمد تستند إلى المصالح المشتركة والاستقرار الإقليمي.
كما نقل تحيات الرئيس دونالد ترامب، مؤكداً أن القرار الذي اتخذه في 13 أيار الجاري برفع العقوبات لم يكن خطوة سياسية فحسب، بل ترجمة لتوجّه استراتيجي يهدف إلى دمج سوريا من جديد في شبكة التعاون الدولي، مضيفًا: “بفضل ترامب، سوريا اليوم منفتحة على عالم الأعمال، وبفضل قطر وتركيا، تسقط الحواجز القديمة”.
وكانت وقّعت وزارة الطاقة السورية مذكرة تفاهم استثمارية مع مجموعة UCC العالمية، بحضور الرئيس السوري أحمد الشرع، في خطوة وُصفت بأنها تحول نوعي في مسار استنهاض قطاع الكهرباء، وتأهيله ليكون ركيزة في جهود التعافي الوطني.
ويُنظر إلى هذه الاتفاقية، بحسب محللين، باعتبارها اختبارًا مبكرًا للقرارات الدولية المتعلقة بإلغاء العقوبات، وفتح الأسواق أمام سوريا، مؤكدين أن التقاء أطراف دولية من خلفيات متعددة — عربية، إقليمية، وغربية — حول مشروع اقتصادي مشترك في سوريا، يمثل رسالة سياسية واقتصادية مفادها أن البلاد باتت تخرج من حالة العزلة وتدخل مرحلة جديدة من التنمية المستدامة.