عائلات تتحضّر للعودة إلى قراها في ريف إدلب بعد انتهاء الامتحانات الانتقالية

الثورة – سيرين المصطفى

مع انتهاء العام الدراسي للصفوف الانتقالية، بدأت عائلات نازحة من قرى وبلدات ريف إدلب بالتحضير للعودة إلى منازلها بعد سنوات من التهجير، شكل إتمام العام الدراسي عائقاً أمام العودة المبكرة، لكن انتهاء هذه المرحلة فتح الباب أمام حراك نشِط لإعادة الحياة إلى القرى التي هجرت قسراً بفعل الحرب.

تحضيرات العودة: صيانة، ترتيب، وتنظيف

بدأ الرجال بالتوجه إلى القرى والمدن في ريف إدلب في خطوة أولى لاستقبال عائلاتهم. يقول “أبو عبد الله” من قرية كفر سجنة: “نزلت قبل بضعة أسابيع وتركت الأولاد برعاية أمهم كي تتولى العناية بهم خلال فترة الامتحانات، وبدأت بإصلاح المنزل، قمت بصيانته وتركيب أبواب ونوافذ، وأزلت الركام من داخل وحول المنزل، والآن بدأت زوجتي بترتيب الأغراض كي نعود قريباً، خاصة أن الامتحانات انتهت”.

في المقابل، بدأت النساء في جمع الأغراض وترتيبها استعدادًا للرحيل. “أم وليد” من معرة حرمة تقول: “منذ انتهاء الامتحانات وأنا أرتب الأغراض. نزلتُ قبل أيام إلى القرية، ونظّفت البيت من الغبار والعناكب، واقتلعت الأعشاب التي غطّت الساحة بعد غيابنا الطويل”.

تأجيل العودة: الامتحانات والتحصيل العلمي أولاً
رغم شوق العائلات للعودة، لاسيما أنهم غابوا عنها سنوات بسبب احتلال قوات المجرم بشار الأسد لها، اختارت معظمها تأجيل هذه الخطوة حتى انتهاء الامتحانات الدراسية للصفوف الانتقالية، خوفاً من أن يؤثر الانتقال في منتصف العام الدراسي على التحصيل العلمي للأطفال.

تقول أم عمر من قرية مدايا: “لو عدنا قبل الامتحانات، كان سيتشتت أولادنا، خاصة وأن العودة تتطلب ترتيبات كثيرة وجهداً جسدياً ونفسياً. بعض القرى لا يوجد فيها مدارس أصلاً، وكان علينا أن ننتظر حتى نهاية العام”.

تشير “أم ياسر”، والدة طالبة في الصف السابع، إلى أن أبناءها كانوا بحاجة للاستقرار حتى يتمكنوا من الدراسة ومتابعة المنهاج بشكل صحيح وكما هو مفروض، :”المنهاج صعب، والتغيير في بيئة السكن ممكن أن يربكهم. ففضلنا أن نؤجل موضوع العودة حتى ينتهي العام ويقدموا امتحاناتهم، ثم نرجع إلى القرية إن شاء الله.”

طلاب الشهادات ما زالوا في أماكن نزوحهم
وفي حين بدأت عائلات الصفوف الانتقالية بالتحرك، ما زال بعض أهالي طلاب التاسع والبكالوريا يؤجّلون العودة حتى تنتهي امتحانات الشهادات، التي يعتبرونها مصيرية. يقول أبو محمد من حيش، والد طالب في البكالوريا الأدبي: “البكالوريا ليست سنة عادية، مستقبل ابني يتوقف عليها. ولا يوجد مجال لننتقل ونغيّر جوه الدراسي الآن. بعد الامتحانات سنفكر بالعودة، ونقوم بترتيباتها”.

وتضيف “أم بيان”، والدة طالبة تاسع: “الصف التاسع أساسي، أي تشويش يؤثر على الطالب، فالطلاب بشكل عام يعانون من القلق والتوتر كون الامتحان مهمة والنتائج أيضاً، عدا عن وجود منافسة بينهم وبين زملائهم، فكيف لو أضفنا فوق ذلك الانتقال من مكان لمكان وظروف التغيير التي من الممكن أن تفرضها العودة، والتي أحياناً لا يتأقلم معها الطالب.

أملٌ جديد رغم التحديات

رغم كل الظروف، تعيش العائلات لحظات من الأمل بعد سنوات من التهجير، فإعادة فتح البيوت، وتجهيز الخيام، وتنظيف الساحات، كلها خطوات تُعيد نبض الحياة إلى القرى المهجورة. تقول “أم رائد” من معرة حرمة بابتسامة: “رجعت إلى موطني، استنشاق هواء قريتي ينعش الروح، والتعب ننساه عندما نجتمع مع أهلنا وجيراننا وأحبتنا بعد طول غياب”.

وهكذا، تبدأ رحلة العودة من جديد، بين الحنين والحذر، وبين التخطيط والانتظار، على أمل أن تكون هذه الخطوة بداية استقرار طال انتظاره. فعودة الناس إلى قراهم ليست مجرد انتقال فيزيائي، بل استعادة لحياةٍ سُرقت منهم قسراً. هي محاولة لإعادة بناء ما تهدّم، ليس فقط في الجدران، بل في النفوس والذكريات والروابط المجتمعية التي مزّقتها سنوات التهجير.

آخر الأخبار
2.5 مليون دولار لدعم مراكز الرعاية  من مجموعة الحبتور   السعودية تمنح سوريا 1.65 مليون برميل دعماً لقطاع الطاقة وإعادة الإعمار  حملة “دير العز”.. مبادرة لإعادة صياغة المشهد التنموي في دير الزور إقبال كبير في طرطوس على حملة للتبرع بالدم  الشيباني: سوريا تدعم مبادرات السلام والاستقرار الإقليمي والدولي "الأشغال العامة": الانتهاء من تأهيل أتوستراد دمشق - بيروت آخر أيلول  القانون الضريبي الجديد بين صناعيي حلب والمالية  أزمة البسطات في حلب.. نزاع بين لقمة العيش وتنفيذ القانون  جسر جديد بين المواطن والجهاز الرقابي في سوريا  90 مدرسة خارج الخدمة في الريف الشمالي باللاذقية  غلاء الغذاء والدواء يثقل كاهل الأسر السورية بعد تدشين سد النهضة..هل تستطيع مصر والسودان الحفاظ على حقوقهما المائية؟! قافلتا مساعدات أردنية – قطرية إلى سوريا 90 بالمئة من الأسر عاجزة عن تكاليف التعليم الحد الأدنى المعفى من الضريبة.. البادرة قوية وإيجابية.. والرقم مقبول عملية نوعية.. القبض على خلية لميليشيا “حزب الله” بريف دمشق "الإصلاح الضريبي" شرط أساسي لإعادة الإعمار المال العام بين الأيادي العابثة أرقام صادمة .. تسجلها فاتورة الفساد في قطاع الجيولوجيا الأسعار في ارتفاع والتجار في دائرة الاتهام سرافيس الأشرفية – جامعة حلب.. أزمة موقف بين المخالفات ومعيشة الأسر