الثورة – خاص:
سلّطت صحف إسرائيلية، الضوء على رفع العلم الأميركي فوق مقر إقامة السفير في العاصمة السورية دمشق، معتبرة أن هذه الخطوة تمثل تحولاً ملموساً في السياسة الأميركية تجاه سوريا، وتُشكل “رسالة قاسية لإسرائيل”.
ولفتت صحيفة “معاريف” إلى أن التصريحات الأميركية الأخيرة بشأن فتح صفحة جديدة مع سوريا لم تبقَ حبراً على ورق، بل تُرجمت إلى إجراءات ميدانية تُظهر توجهاً أميركياً مختلفاً في التعامل مع دمشق، يتضمن رفع العقوبات وحذف سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
من جانبها، رأت صحيفة “هآرتس” أن اختيار باراك، وهو أيضاً السفير الأميركي لدى أنقرة، مبعوثاً خاصاً إلى سوريا، يعكس تراجع الدور الإسرائيلي في مقاربة واشنطن للملف السوري، مقابل تصعيد دور تركيا بوصفها “اللاعب الإقليمي الأول” في هذا الملف.
وأشارت الصحيفة إلى تنامي المخاوف لدى القيادة الإسرائيلية من تبدّل الأولويات الأميركية في الشرق الأوسط، حيث بات الاستقرار السوري يحظى بالأولوية، بينما تتراجع ملفات أخرى كانت تُعتبر مركزية، كالتصدي للنفوذ الإيراني في سوريا.
ويأتي هذا الانفتاح في سياق أوسع من المتغيرات التي تشهدها المنطقة عقب سقوط النظام السابق في سوريا، حيث سارعت واشنطن ودول أوروبية إلى إعادة النظر في منظومة العقوبات، وفتح قنوات دبلوماسية جديدة مع الدولة السورية.
وتُفهم هذه الخطوات على أنها تعبير عن إدراك متزايد بأن دمشق لم تعد مجرد ملف أمني، بل أصبحت لاعباً ضرورياً في رسم استقرار المنطقة، ما يستوجب تطبيعاً تدريجياً لعلاقاتها الدولية.
ورغم عدم صدور إعلان رسمي بشأن إعادة افتتاح السفارة الأميركية في دمشق، إلا أن افتتاح دار إقامة السفير يبعث بإشارات واضحة إلى نية واشنطن إعادة ترسيخ وجودها الدبلوماسي، تمهيداً لتوسيع التعاون في الملفات السياسية والاقتصادية والإنسانية، بما يتناسب مع المتغيرات الجديدة في البنية السياسية السورية.
وأكد الطرفان في ختام حفل الافتتاح على أهمية بناء الثقة خطوة بخطوة، وتوسيع مجالات التعاون المشترك بما يخدم مصالح الشعب السوري، ويُعزز مسار الاستقرار الإقليمي.
تُعد خطوة رفع العلم الأميركي في دمشق بداية مفصلية في العلاقات السورية الأميركية، تعكس تحولاً جوهرياً في السياسة الأميركية تجاه سوريا ما بعد الأسد، وتضع المنطقة أمام مرحلة جديدة من التوازنات، قد تعيد رسم المشهد الإقليمي برمّته.