الوكالة الذرية تتهم إيران بتنفيذ أنشطة نووية سرية وطهران تحذر

الثورة-أسماء الفريح:

كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن طهران نفذت في السابق أنشطة نووية سرية بمواد لم تعلن عنها للوكالة التابعة للأمم المتحدة في ثلاثة مواقع قيد التحقيق منذ فترة طويلة، فيما حذر مسؤول إيراني من “استغلال صبر” بلاده.

وخلصت الوكالة في تقرير سري موسع للدول الأعضاء فيها اطلعت عليه رويترز إلى أن “طهران لم تعلن عن مواد نووية وأنشطة ذات صلة بالمجال النووي في ثلاثة مواقع غير معلنة في إيران، وتحديداً في لويزان-شيان وورامين وتورقوز اباد”.

وذكرت أن “هذه المواقع الثلاثة، ومواقع أخرى محتملة ذات صلة، كانت جزءاً من برنامج نووي منظم غير معلن نفذته إيران حتى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وأن بعض الأنشطة استخدمت مواد نووية غير معلن عنها.

” وأضاف التقرير أنه تم تخزين مواد نووية و/أو معدات شديدة التلوث من ذلك البرنامج في الموقع الرابع، وهو تورقوز اباد، بين عامي 2009 و2018.

ووفق التقرير فإن قرصاً مصنوعاً من معدن اليورانيوم في لويزان-شيان في طهران “استُخدم في إنتاج مصادر نيوترونية” مرتين على الأقل في عام 2003، وهي عملية مصممة لإحداث الانفجار في سلاح نووي”، موضحا أن ذلك كان جزءاً من اختبارات “صغيرة النطاق”.

وذكر التقرير أيضاً أن تعاون إيران مع الوكالة لا يزال “أقل من المستوى المُرضي” في “عدد من الجوانب”، كما أن الوكالة لا تزال تسعى إلى الحصول على تفسيرات لآثار اليورانيوم التي رُصدت منذ سنوات في اثنين من أربعة مواقع كانت تحقق فيها ووجدت أن ثلاثة منها شهدت إجراء تجارب سرية.

وأشارت رويترز إلى أن مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة طلب إعداد التقرير “الشامل” في تشرين الثاني الماضي، وهو ما يمهد الطريق أمام مسعى للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا لأن يعلن المجلس أن إيران تنتهك التزاماتها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

ويقول دبلوماسيون: إن القوى الغربية الأربع تخطط، استناداً إلى نتائج تقرير الوكالة، لطرح مسودة قرار على المجلس في اجتماعه المقبل في التاسع من حزيران الجاري، لتكون هذه هي المرة الأولى منذ ما يقرب من 20 عاماً التي يتم فيها اعتبار إيران رسمياً في حالة عدم امتثال.

 مسار خاطىء

مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية كاظم غريب آبادي قال في مقال رداً على تقرير وكالة الطاقة الذرية وفقاً لوكالة “إرنا”: ” إذا أرادت هذه الدول مواصلة مسارها الخاطئ السابق واستغلال صبر إيران وسَعَةِ نفسها ، فإن إيران ستضطر حينها إلى اتخاذ وتنفيذ القرارات المناسبة وفقاً لظروف وتطورات وتصرفات الأطراف الأخرى، وستتحمل هذه الدول عبء المسؤولية والعواقب والتبعات لذلك.

“وأضاف غريب آبادي أنه ليس للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي “أي حق أو حتى التزام بإدخال نشاط مشروع كنشاط مثير للقلق، وبالتالي فإن هذا الإجراء الذي اتخذه غروسي هو إجراء مسيس تماماً ويتماشى مع مصالح بلدان معينة، ويجب أن يتحمل المسؤولية عنه.

“كما ذكرت وسائل إعلام رسمية أن الخارجية الإيرانية رفضت تقرير الوكالة ووصفته بأنه “له دوافع سياسية”، وقالت إن طهران ستتخذ “الإجراءات المناسبة” رداً على أي محاولة لاتخاذ إجراء ضدها في اجتماع مجلس المحافظين، دون الخوض في التفاصيل.

ويرجح دبلوماسيون أن يؤدي التقرير إلى إحالة إيران إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، على الرغم من أن ذلك سيحدث على الأرجح في اجتماع لاحق لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ووفق رويترز فإن ذلك سيدفع على الأغلب إيران مرة أخرى إلى تسريع أو توسيع برنامجها النووي الذي يتقدم بوتيرة سريعة، كما فعلت بعد التوبيخات السابقة في المجلس، ويمكن أن يزيد أيضاً من تعقيد المحادثات مع الولايات المتحدة التي تهدف إلى كبح جماح برنامج طهران النووي.

وفي السياق ذاته، نقلت رويترز عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله في بيان: إن أحدث تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أظهر أن البرنامج النووي الإيراني ليس سلمياً وأن “على المجتمع الدولي أن يتحرك الآن لوقف إيران”، مضيفاً أن مستوى تخصيب اليورانيوم الذي وصلت إليه “لا يوجد إلا في الدول التي تسعى بنشاط لامتلاك أسلحة نووية، وليس له أي مبرر مدني على الإطلاق”.

مقترح أميركي

وحول المحادثات الأميركية-الإيرانية بشأن برنامج طهران النووي، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن نظيره العماني بدر بن حمد البوسعيدي نقل خلال زيارة قصيرة لطهران أمس بنود مقترح أميركي بشأن التوصل إلى اتفاق نووي بين طهران وواشنطن.

وأضاف عراقجي في منشور على منصة “إكس” أن إيران “سترد على المقترح الأميركي بما يتماشى مع المبادئ والمصالح الوطنية وحقوق الشعب الإيراني”.

تصريح عراقجي جاء قبل جولة سادسة مرتقبة من المحادثات بين واشنطن وطهران لم يُعلن بعد عن موعدها ولا مكانها.

وفي وقت لاحق من يوم أمس ، نقلت رويترز عن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت قولها :إن ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس الأميركي “أرسل مقترحاً مفصلاً ومقبولاً للنظام الإيراني، ومن مصلحتهم قبوله”.وأضافت ليفيت في بيان “لقد أوضح الرئيس ترامب أن إيران لا يمكنها أبداً الحصول على قنبلة نووية”، مؤكدة أنه تمّ نقل المقترح الأميركي لإيران.

آخر الأخبار
وصول كامل الحجاج السوريين إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج   وزير الزراعة: تعزيز الأمن الغذائي و مواجهة التحديات التي تهدد الثروة الحيوانية  ازدياد الطلب على الخضار والفواكه مع قدوم عيد الاضحى الشؤون السياسية تكرّم الفرق التطوعية في "حلب مفتاح النصر"   مجلس مدينة حلب يشمِّع محال مخالفة  رويترز: الولايات المتحدة توافق على دمج جهاديين أجانب سابقين في الجيش السوري الجديد  المغيبون قسراً ... أمل لا ينطفئ  وزير الداخلية يبحث مع نظيره السعودي تعزيز التعاون الأمني  طفولة مهدورة في إدلب.. أطفال ينبشون النفايات بحثاً عن لقمة العيش  سوريا وباكستان تؤكدان الحرص على تطوير التعاون الثنائي  تحقيق لـ “بي بي سي”: أوستن تايس كان معتقلاً لدى نظام الأسد شعلةٌ تضيء ظلام الحرب..  الطفلة نور الكبب.. بين أصوات البراميل وهمسات الكتب  انطلاقة جديدة لمعمل حديد حماة بعد تحديث شامل  سوريا والأردن تخططان لربط شبكات الانترنت بسعة 100 تيرابايت  The New Arab: الإصلاح الوشيك للأمم المتحدة هل يؤثر على الشرق الأوسط؟  "التعاون  الخليجي": أهمية احترام سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها تتويج الطالب آدم منار الخالد..  تحدي القراءة العربي ينهي موسمه التاسع في طرطوس بورصة دمشق بين الأمل والتحديات في مشهد الاقتصاد السوري  بمشاركة سوريا.. المؤتمر الدولي لآثار الشرق الأوسط ينطلق في ليون  وزير المالية: افتتاح سوق الأوراق رسالة بأن  الاقتصاد بدأ بالتحرك