الثورة – خاص:
أفاد وزير الخارجية الكويتي، عبد الله اليحيا، في تصريح على هامش الاجتماع الوزاري الـ164 لمجلس التعاون الخليجي، بأن دول مجلس التعاون الخليجي تعمل بشكل موحد لوضع خطط لدعم سوريا، مشيراً إلى قرب إعادة فتح السفارة السورية في الكويت.
جاء التصريح عقب زيارة الرئيس أحمد الشرع الأخيرة إلى الكويت، حيث أجرى مباحثات رسمية مع أمير الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وكانت أول زيارة رسمية له لدولة الكويت منذ توليه منصبه، وجرى خلالها بحث العلاقات الثنائية وتعزيزها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، إلى جانب مناقشة التطورات الإقليمية والدولية.
وكان أعرب الرئيس الشرع في بيان نقلته رئاسة الجمهورية، عن شكره لأمير الكويت على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكداً عمق العلاقات الأخوية التي تربط الشعبين السوري والكويتي، ووصف الزيارة بأنها خطوة مهمة لتوطيد التعاون والتنسيق في مختلف المجالات.
وجدد الشرع التزام سوريا بالتعاون مع الكويت لتحقيق تطلعات الشعبين في التنمية والتقدم، وتعزيز التضامن والعمل العربي المشترك، مؤكداً أن سوريا ستظل منفتحة على أشقائها العرب حريصة على مد جسور التعاون لما فيه خير الأمة وأمنها واستقرارها.
لطالما اتسم موقف الكويت تجاه سوريا بالوضوح الأخلاقي والسياسي، حيث كانت من أوائل الدول الداعمة للثورة السورية منذ 2011، وأعلنت قطع العلاقات الدبلوماسية مع نظام بشار الأسد عام 2012 على خلفية الانتهاكات ضد المدنيين، وتمسكت بالموقف الداعم لتطلعات الشعب السوري مع اشتراط حل سياسي شامل لاستئناف العلاقات الرسمية.
وبعد سقوط نظام الأسد، جددت القيادة الكويتية مواقفها الداعمة لسوريا، حيث بعث أمير الكويت برقية تهنئة للرئيس الشرع متمنياً له النجاح في قيادة البلاد نحو الأمن والاستقرار، وفي كلمة له خلال قمة مجلس التعاون الخليجي مع رابطة آسيان، أكد ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح دعم بلاده للتطورات الإيجابية في سوريا، معرباً عن دعم دول الخليج للمبادرات التي تعزز سيادة سوريا وأمن واستقرار المنطقة.
على الصعيد الإنساني، لعبت الكويت دوراً بارزاً في دعم السوريين داخل وخارج البلاد، من خلال تنظيم مؤتمرات للمانحين برعاية الأمم المتحدة بين 2013 و2015، وتقديم مساعدات ضخمة في دول الجوار ودعم مشاريع تعليمية وصحية في المناطق المحررة، بالإضافة إلى نشاط جمعيات خيرية كويتية معروفة.
وأكدت الحكومة الكويتية مراراً أن دعم الشعب السوري واجب إنساني وأخلاقي، وأن القضية السورية من أولويات سياستها الإغاثية والتنموية، ولا يقتصر الدعم الكويتي على الجوانب السياسية والإنسانية فقط، بل يعكس التزاماً بقيم العدالة والحرية، ومن المتوقع أن تشكل زيارة الرئيس الشرع محطة هامة لتعزيز التعاون الاستراتيجي وتحقيق تحول تاريخي في سوريا بعد سقوط نظام الاستبداد.