الثورة – فؤاد الوادي:
دخلت الحرب الإيرانية الإسرائيلية منعطفاً خطيراً بعد نحو خمسة أيام من الهجوم المتبادل والقصف العنيف، في ظل ظهور مؤشرات جديدة عن تحضيرات أميركية لدخول الحرب الى جانب “إسرائيل”، لكن وبالتوازي مع احتمالات التصعيد وتوسيع رقعة الحرب، لاتزال فرص الذهاب إلى المفاوضات قائمة برغم ضآلة نسبتها، كونها مفاوضات ” تحت النار” ما لم يكن هناك إعلان واضح لوقف الحرب من الجانب الإسرائيلي الذي لا يزال يصرّ على مواصلتها في محاولة منه لجرّ الولايات المتحدة عنوة إلى الحرب، خاصة بعد تقديم ثمانية أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قانون لمنع دخول الولايات المتحدة في حرب ضّ إيران.
موقع ” أكسيوس” الإخباري، نقل اليوم عن 4 مصادر أن الولايات المتحدة ناقشت مع إيران إمكانية عقد اجتماع هذا الأسبوع بين المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في حين طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الأمن القومي الاستعداد لعقد اجتماع.
وأضاف الموقع إن واشنطن تهدف من الاجتماع بين عراقجي وويتكوف مناقشة الاتفاق النووي وإنهاء الحرب بين إسرائيل وإيران.
بدورها، قالت شبكة ” سي إن إن” نقلاً عن مصدر مطلع ومسؤول أميركي إن ترامب وجّه مساعديه بمحاولة عقد لقاء مع مسؤولين إيرانيين في أسرع وقت ممكن، وفي وقت سابق، عبّر ترامب في حديث له خلال انعقاد اجتماعات “مجموعة السبع” في كندا عن ثقته في أن إيران ستوقع في نهاية المطاف اتفاقاً بشأن برنامجها النووي، محذراً من أن الولايات المتحدة “ستفعل شيئاً ما” بمجرد مغادرته القمة.
وقال ترامب للصحفيين أثناء لقائه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في القمة: “أعتقد أنه من الغباء عدم توقيع إيران على الاتفاق”، مضيفاً “إيران موجودة في الواقع على طاولة المفاوضات، تريد التوصل إلى اتفاق، وبمجرد مغادرتي هنا سنفعل شيئاً ما”.
منع الانجرار للحرب
في غضون ذلك، قدم ثمانية أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قانون لمنع دخول الولايات المتحدة في حرب مع إيران.
وقال السيناتور بيرني ساندرز، ” قدمت تشريعاً لمنع ترامب من جرنا إلى حرب غير شرعية مع إيران، مضيفاً: إن هناك حرباً أخرى بالشرق الأوسط قد تزهق أرواحاً لا تحصى وتهدر تريليونات الدولارات.
من جانبه قال النائب الجمهوري توماس ماسي، “سأقدم مشروع قرار يدعمه الحزبان لمنع انخراطنا في الحرب بين إسرائيل وإيران”، موضحاً، أن الدستور ينص على أن تحديد إعلان الحرب من صلاحيات الكونغرس حتى لو كانت الحرب تعنينا.
ونقلت شبكة فوكس نيوز عن مسؤول أميركي قوله، إن الولايات المتحدة ليست بصدد مهاجمة إيران وتظل في وضع دفاعي. كما أكدت أيضاً وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن قواتها تحافظ على وضعها الدفاعي وأن هذا لم يتغير وأن هدفها هو حماية القوات والمصالح الأميركية.
رسائل إيرانية
وتأتي هذه التصريحات بعدما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن إيران “تشير بإلحاح إلى أنها تسعى إلى إنهاء الأعمال العدائية واستئناف المحادثات حول برامجها النووية، وتبعث رسائل إلى إسرائيل والولايات المتحدة عبر وسطاء عرب”، حسبما نقل تقرير الصحيفة عن مسؤولين من الشرق الأوسط وأوروبا.
وسبق أن أصدر ترامب مهلة نهائية لمدة شهرين في الربيع لإيران للتوصل إلى اتفاق نووي أو مواجهة عواقب.
وفي يوم الجمعة الماضي – في اليوم 61- شنّت إسرائيل ضربات غير مسبوقة على إيران، مستهدفة برنامجها النووي وقادتها العسكريين، ودخل الصراع الآن يومه الخامس، حيث يتبادل الجانبان الهجمات والقصف.
إلى ذلك، قال اللواء المتقاعد في جيش الاحتلال اسحق بريك إن الجبهة الداخلية للاحتلال غير جاهزة للحرب، وإن الاقتصاد الإسرائيلي لن يصمد في حال اندلاع مواجهة طويلة الأمد مع إيران، مشدداً على أن التسوية الوحيدة الممكنة تمرّ عبر اتفاق سياسي بين واشنطن وطهران.
وفي مقال نشرته صحيفة “معاريف”، حذر بريك من الركون إلى ما وصفه بنشوة الإنجاز العسكري، قائلاً إن هجوم سلاح الجو الإسرائيلي على منشآت إيران النووية “لم ينجح في تصفية قدرات طهران على إنتاج القنبلة”، وإن الإنجاز الفعلي الوحيد تمثل في “تعزيز الردع لا أكثر”، على حد تعبيره.
وأشار إلى أن الحرب الحالية كشفت مرة أخرى عن الفجوة الكبيرة بين الجهوزية العالية لسلاح الجو وبين ما وصفه بـ “الإهمال الإجرامي” في تجهيز الجبهة الداخلية، مؤكداً أن تجاهل التهديدات التي قد تطول عمق الاحتلال سيؤدي إلى دمار واسع، كما يحدث في “غلاف غزة” وفي الشمال.
هذا ولاتزال الحرب متواصلة بين إيران واسرائيل لليوم الخامس على التوالي في ظل تصاعد القصف المتبادل الذي أسفر عن مئات القتلى والجرحى من الطرفين، مع دمار هائل في المباني والبنى التحتية وعدد كبير من المنشآت الحيوية والعسكرية.