الحب والاهتمام بالطفل.. شعور بالأمان والانتماء

الثورة – فادية مجد:

ليس بالطعام والشراب وحده ينمو الطفل، ولكي نضمن النمو السوي والمتوازن والذي سيكون له دور في تشكيل شخصيته مستقبلاً، لا بدّ من تلبية حاجته للحب والاهتمام والرعاية، والتي في حال افتقدها سنجد عندها شخصية هشة، ضعيفة، مفتقدة للثقة بالنفس، منطوية، وربما تكون عدوانية.

فماذا عن حاجة الأطفال للحب والاهتمام، وما هي الطرق التي نقدم فيها تلك الحاجة وما هي آثارها على جوانب حياته في حال افتقاد الحب والاهتمام؟

إيماءات يومية

لتسليط الضوء على ذلك تواصلت “الثورة” مع ميسم وطفي دكتوراه تربية طفل- اختصاص صحة عقلية ونفسية-، والتي بدأت كلامها بالقول: الحب عند الأطفال هو تجربة فطرية وعاطفية تنمو وتتطور مع البيئة والتجارب اليومية، فالطفل لا يعبر عن الحب بالكلمات فقط، بل من خلال الأفعال والسلوكيات التي تعكس حاجته للشعور بالأمان والانتماء.

وأضافت: ولكي نقدم الحب ومظهره للطفل هناك عدة طرق: هي اللمسات الجسدية كالعناق، التربيت، أو الإمساك باليد، وهي لغة حب قوية لديهم، وهناك كلمات التوكيد من خلال إسماع الطفل عبارات مثل “أنا أحبك”، “أنت رائع”.. عندها يشعر بالحب والتقدير، إضافة للوقت النوعي والذي يكون بقضاء وقت خاص مع الطفل من دون مشتتات، والذي يعزز شعوره بأنه محبوب ومهم، وأيضاً الهدايا الرمزية حتى لو كانت بسيطة، فهي تعني له الكثير لأنها تمثل اهتماماً خاصاً، وأعمال الخدمة كمساعدته في ارتداء ملابسه أو تحضير طعامه، فهي تعني له أنك تهتم به.

ولفتت الدكتورة وطفي إلى أن تعليم الطفل الحب يبدأ من الأسرة، من خلال الإيماءات اليومية مثل الابتسامة، الاستماع الجيد، والمشاركة في اللعب، فهذه التصرفات تزرع في داخله مفهوم الحب كعطاء واهتمام، لا مجرد كلمات، مشيرة إلى أنه مفهوم الحب عند الأطفال يتطور بشكل تدريجي مع نموهم العقلي والعاطفي، ويتأثر بعوامل مثل البيئة، العلاقات الأسرية، والتجارب الشخصية.

تطور الحب

وأفادت: أبرز مراحل تطور الحب هي من الولادة حتى عمر سنتين، والحب في هذه المرحلة يُختبر من خلال (الارتباط الجسدي والعاطفي) مثل الرضاعة، الحضن، ونبرة الصوت، فيشعر الطفل بالأمان والحب من خلال الرعاية والاستجابة لاحتياجاته.

ومن عمر سنتين حتى ست سنوات- بحسب الدكتورة وطفي- يبدأ الطفل في التعبير عن الحب بطرق بسيطة كالعناق، مشاركة الألعاب، أو قول “أنا أحبك”، وهنا يتعلم الطفل أن الحب يعني القرب والاهتمام، وغالباً ما يعبر عنه تجاه الوالدين أو الأصدقاء المقربين.

أما من عمر ست سنوات إلى سن الثانية عشر عاماً فيصبح مفهوم الحب أكثر نضجاً، ويبدأ الطفل في تكوين صداقات مستقرة، ويُظهر تعاطفاً واهتماماً بالآخرين، كما يبدأ في فهم الفروق بين الحب العائلي، والصداقة، والإعجاب، وأخيراً مرحلة المراهقة (12 إلى 18 سنة)، ويتطور الحب ليشمل الانجذاب العاطفي والرومانسي، ويبدأ المراهق في استكشاف العلاقات العاطفية خارج نطاق الأسرة، وتتشكل لديه مفاهيم مثل الالتزام، الثقة، والاحترام المتبادل.

وحول اًثار غياب الحب على الجوانب العاطفية والسلوكية والمعرفية، تؤكد الدكتورة وطفي أنه من المهم خلال كل مرحلة أن يحظى الطفل أو المراهق بدعم وتوجيه عاطفي يساعده على فهم مشاعره، والتعبير عنها بطريقة صحية، الأمر الذي من شأنه أن يعزز قدرته على بناء علاقات قائمة على الاحترام والتفاهم، لافتة إلى أن غياب الحب في حياة الطفل لا يترك فراغاً عاطفياً فقط، بل يمكن أن يؤثر بعمق على نموه النفسي والاجتماعي والسلوكي.

فإذا تحدثنا عن أثر غيابه على الجانب العاطفي نجد أن اًثاره تتمثل بصعوبة في التعبير عن المشاعر وانخفاض تقدير الذات، ويشعر الطفل بأنه غير جدير بالحب، ما ينعكس على ثقته بنفسه، وأيضاً يتولد لديه شعور بالخوف من الهجر والذي قد يتطور لديه لقلق دائم من فقدان الأشخاص المقربين.

وبخصوص الجانب السلوكي ذكرت أنها تتمثل، بسلوكيات عدوانية أو انسحابية، كرد فعل على الإهمال العاطفي، والبحث عن الحب بطرق غير صحية مثل التعلق المفرط بالآخرين أو السعي المستمر لنيل القبول.

أما آثار غياب الحب على الجانب الاجتماعي فيجد الطفل صعوبة في بناء علاقات مستقرة لأنه لم يتعلم نموذجاً صحياً للحب، إضافة لضعف التعاطف، فغياب الحب قد يحدّ من قدرة الطفل على فهم مشاعر الآخرين أو الاستجابة لها.

وأخيراً

وفي الجانب الأكاديمي والمعرفي نلاحظ تراجع الأداء الدراسي، فالتوتر العاطفي يؤثر على التركيز والتحصيل، كما تضعف الدافعية، فالطفل الذي لا يشعر بأنه محبوب قد يفتقر للحافز لتحقيق النجاح.

وختمت الدكتورة وطفي بالقول: ولهذا كله ينبغي على الأهل أن يغدقوا الحب المتمثل بالاهتمام والتقدير لأطفالهم ومراحلة كل مرحلة عمرية، وإلا عندها سوف يكون الملجأ الاًمن من خلال التدخل النفسي المبكر والذي من خلاله يمكن أن تعيد بناء هذا النقص، وتساعد الطفل على التعافي والنمو بشكل صحي.

آخر الأخبار
ترامب يتحدث عن تقدم ملموس في العلاقات مع روسيا صيغة سوريا الموحدة تلقى إجماعاً دولياً.. والتقسيم فكرة خطيرة على المستوى العالمي الرئيس اللبناني: نسعى لتحسين العلاقات مع سوريا والارتقاء بها طارق الخضر: نطالب بتمديد ساعات استقبال الفواكه والخضار لتصديرها عبر المطار الروائي ثائر الزعزوع لـ "الثورة": الكتابة ورطة.. لا جائزة تقدم على طبق من ذهب نحو تعليم عصري ومستدام.. مراجعة التشريعات ورسم خارطة استثمارية لإعمار المدارس هوس المراهقين بالمشاهير.. بين الحلم والهاوية قطاع الجلديات على مفترق.. بين راحة المنتج وتعب المستهلك صراع الأجيال.. بين الماضي والحاضر انطلاق حملة لإصلاح شبكة الصرف الصحي في كفرسجنة لتعزيز البنية التحتية معاذ الخطيب يطرح رؤية شخصية لحماية وحدة سوريا ورفض الانقسام والتدخلات الخارجية رغم محاصرة النيران.. السبعينية زيزوف علي متمسكة ببيتها وأرضها بوابة لإحياء الاقتصاد وبناء المستقبل.. تحديد موعد المؤتمر الاستثماري الأول بحلب شعار "حق تقرير المصير" .. محللون: انفصال السويداء غير واقعي ولايستند إلى مقومات فعلية مجلة أميركية: عودة اللاجئين السوريين مرهونة بالأمن وإعادة الإعمار وضمان الحقوق عون يؤكد حرص لبنان على تعزيز التعاون الأمني والعسكري مع سوريا تطبيقات عملية حول الرعاية والاهتمام بكبار السن .. فريق للرعاية الصحية لنوب السقوط عند المسنين إنتاجية الهكتار تصل إلى 10 أطنان.. عودة مبشرة لزراعة الذرة الصفراء في حلب تسوّل الأطفال.. الأسباب والحلول.. مافيات أَمِنت العقوبةَ فأساءت الأدبَ بين البلعوس و الهجري: اختبار جديد لوحدة السويداء ومستقبلها السياسي