بين التنظير والفعل مسافة تسمى الإرادة، تلك التي يجب أن تحقق ما يتم التخطيط له..
ولكن ترى هل كلّ من يرسم الخطط ويطلق الشعارات ببلاغة ما قادرعلى الإنجاز؟!.
بالتأكيد.. لا، وهذا ما يعرفه السوريون الذين شبعوا شعارات جوفاء، وكلما حان أوان تنفيذ ما أُعلن، قفزت الجهات نفسها لإطلاق خطط جديدة..بمعنى آخر ثرثرة لا تقدّم إلا الهراء.
اليوم تغيّر الحال تماماً، نحن أمام فعل يتم إنجازه على أرض الواقع بصمت، من دون ضجيج ولا بلاغة بلهاء.
نحن بحاجة إلى ذلك تماماً، أن تبقى إرادة الفعل قادرة على الإنجاز، وأن تكون على الغد لا على فتح جبهات ثرثرة وشعارات لا معنى لها إلا التضليل والتسويف..فقد انتهى ذلك الى غير رجعة.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل يكفي الفعل وحده؟!. أم أن الرؤية والتخطيط يبقيان ضروريين، شرط أن يكونا مقرونين بإرادة التنفيذ الحقيقية؟!.
ربما المشكلة لم تكن يوماً في التنظير بحدّ ذاته، بل في غياب الإرادة الصادقة التي تحوله إلى واقع.
ما نطرحه هنا ليس مجرد نقد، بل دعوة إلى تجاوزمرحلة الشعارات نحو مرحلة الفعل الحقيقي، ويكون الغد امتداداً لما يُنجز اليوم، لا مجرد فكرة مؤجلة إلى إشعار آخر.
العين على الغد لا تعني التحديق في الأفق فحسب، بل العمل الصادق في الحاضر كي لا يبقى ذلك الغد مجرد سراب.