الثورة – إيمان زرزور:
دعت المؤسسة العامة لمياه الشرب في إدلب، سكان المحافظة إلى ترشيد استهلاك المياه والامتناع عن الإسراف، في ظلّ موجة جفاف حادة وانخفاض معدلات الهطل المطري لهذا العام، ما انعكس بشكل مباشرعلى الموارد المائية في المنطقة، سواء السطحية أو الجوفية.
وأكدت المؤسسة، في بيان تحذيري، أن الأوضاع المائية الراهنة تتطلب من الأهالي اتخاذ إجراءات عاجلة، أبرزها صيانة التمديدات المنزلية من أنابيب وصنابير وخزانات، واستخدام مياه الشرب فقط للأغراض المخصصة، محذّرة من استخدامها في ري المزروعات أو غسيل السيارات والشوارع، كما شددت على منع أي تعدٍ على شبكات المياه أو الاستجرارغيرالمشروع، مؤكدة أن المخالفين سيُعرضون أنفسهم للمساءلة القانونية.
وتأتي هذه التحذيرات المحلية في وقت أطلقت فيه منظمات أممية، منها منظمة الأغذية والزراعة (FAO)، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، وبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، إنذاراً بشأن موجة جفاف غير مسبوقة تضرب سوريا، وُصفت بأنها الأسوأ منذ عام 1989، وتنذر بتفاقم أزمة الأمن الغذائي إلى مستويات حرجة.
وأدى نقص الأمطار في موسم 2024-2025 إلى انهيار شبه كامل في إنتاج القمح، مع توقعات بعجز يصل إلى 2.73 مليون طن متري، وهو ما يعادل الحصّة السنوية من القمح لأكثر من 16.25 مليون شخص داخل سوريا، ووفق تقاريرمنظمة الأغذية والزراعة.
وتعاني البلاد منذ سنوات من تأثيرات مناخية قاسية، ازدادت حدّتها في السنوات الأخيرة بسبب شح الأمطار وتكرارموجات الجفاف، ما أدى إلى تراجع مستويات المياه الجوفية وانخفاض قدرة الأحواض المائية على تلبية الاحتياجات الزراعية والإنسانية، كما رافق ذلك ارتفاع درجات الحرارة وتقلبات الطقس، مما أخلّ بتوازن المواسم الزراعية وأثرعلى جودة التربة والإنتاج الزراعي.