الثورة – رفاه الدروبي:
“عيوني” فيلم من إخراج ياسمين فضّة يركزعلى قضية الاختفاء القسري عبر توثيق رحلة نورا غازي زوجة الكاتب والمبرمج المعارض باسل خرطبيل الصفدي، وماكي هيل شقيقة الأب باولو في البحث عنهما، إذ اختفى كلّ من الصفدي والأب باولو في ظروف غامضة على يد نظام الأسد المخلوع وتنظيم داعش في سوريا.
الفيلم الذي امتد لساعة ونصف، عُرض في اليوم الثالث والأخير لمعرض “لمن لم يُذكر ولن يُنسى”، بحضور جمهور من عائلات المختفين والمعتقلين ضمن القاعة الشامية في المتحف الوطني بدمشق.
سلط الضوء على أثر الغياب، وأهمية الذاكرة الجمعية والعدالة، مُظهراً كيفية تأثُّر العلاقات بين الأفراد المؤلفين من “زوجين، أخ وأخت، أصدقاء” عندما يتعرض أحد الأفراد للاختفاء القسري، كما عكس سعي العائلات للبحث عن أحبائهم المفقودين، عبر التواصل مع منظمات حقوق الإنسان.
مؤكداً على أهميَّة توثيق المعلومات المتعلقة بالمختفين، سواء أكانت صوراً، أم فيديوهات، أم أي معلومات أخرى، للمساعدة في البحث عنهم ولحفظ الذاكرة الجمعية للمجتمع، ويبرز الجانب الإنساني في التعامل مع القضية نفسها.
ولفتت المحامية نورا غازي إلى أن المخرجة كانت على معرفة بزوجها باسل والذي اختارتها كشخصية أساسية في الفيلم باعتبارها تعمل على الاختفاء القسري، والاعتقال التعسفي، فيما كانت تعمل على قضية الأب باولو، واستمرت بتصويرالفيلم مدة أربع سنوات بدأ من عام ٢٠١٥، وعُرض “عيوني” في المهرجانات، لكن بسبب وباء كورونا تحوَّل عرضه إلى الشابكة الإلكترونية عام ٢٠٢٠، معتبرةً أنَّ العمل من الأفلام القليلة التي تتناول موضوع الاختفاء القسري من زوايا عدة.
كما بيَّنت نورا بأنَّ الفيلم يعرض رحلة نُظِّمت في باص الحرية الأحمر ذي الطابقين، ويُعلَّق على جوانبه صور المعتقلين، كما كُتبت عليه عبارة “الحرية للمعتقلين” باللغتين العربية والإنكليزية، ضمن رحلة نالت صدى عالمي بعد أن جابت شوارع دول أوروبية من لندن، إلى باريس ثم برلين، فبروكسل.
ونوِّهت بأنَّها كانت ضمن مؤسسة أول رابطة أسرية فيها عائلات رفعت صوتها من أجل الحرية، وهناك روابط لضحايا وذويهم، كما أسست ميثاقاً من أجل إبراز الحقيقة والعدالة للمفقودين، وكان دورأسر الضحايا محوراً أساسياً في كلّ إنجاز، إذ سار السوريون في المغترب على خطوات تجارب شعوب أخرى تعرَّضت للأذى والانتهاك يجمعهم وجع واحد.