الثورة _ هني الحمدان:
تتسارع وتائر الأحداث وجديد الاتفاقات مابين مؤسساتنا والشركات العربية والأجنبية وعلى كل الصعد والمناحي ،ولأجل تحسين الواقع الكهربائي وتشجيع الاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة، وقّعت المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء مذكرة تفاهم مع شركة 20Solar Energy LLS الأمريكية لتنفيذ مشروعين لإنشاء محطتين لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية.
وبموجب المذكرة سيتم إنشاء المحطة الأولى باستطاعة 100 ميغاواط بدون نظام بطاريات، فيما ستُنفَّذ المحطة الثانية باستطاعة 100 ميغاواط مع بطاريات تخزين للطاقة، على أن يتم تحديد مواقع تنفيذ المحطتين لاحقاً بالتنسيق والاتفاق بين الشركة والمؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء.
وحسب ما أعلن المدير العام للمؤسسة لتوليد الكهرباء المهندس “خالد أبو دي” أهمية المشروع في دعم الشبكة الكهربائية والحد من الاعتماد على الوقود التقليدي، مشيراً إلى أنّ الطاقات المتجددة تمثّل أولوية وطنية، وستسهم في تحسين التغذية الكهربائية تدريجياً.
والاتفاق لا شك يحمل إيجابية كبيرة على صعيد الكهرباء في سوريا ، ومن جهة ثانية قطاع الطاقة الشمسية واستثمار هذا المجال لا زال في بداياته ودخول شركات كبرى أجنبية يعطي واقع من المعرفة الدقيقة والاحترافية وسيكون مجالا للمنافسة وتشجيع الاستثمار المحلي للدخول في استثمار الشمس ..
وتوسعت الشركات مؤخرا في توجهها نحو استثمارات الطاقة النظيفة، والتي من أبرز مصادر الطاقة المتجددة خلال الفترة الأخيرة،الإ وهي الطاقة الشمسية التي تتسم بميزات عديدة مقارنة بالوقود الأحفوري، منها انعدام الانبعاثات الكربونية تقريباً، إضافة إلى أن الطاقة الشمسية وطاقة النفط تسيران في اتجاهين مختلفين تماماً، فكلما ازداد الطلب على الوقود الأحفوري ارتفعت أسعاره، في حين أنه كلما ارتفع الطلب على حلول الطاقة الشمسية انخفضت تكلفتها. لذلك، تعد الطاقة الشمسية استثماراً ذكياً واقتصادياً على المدى البعيد.
اليوم وبعد تخطي التحديات التقنية وصعوبة الإيفاء بمتطلبات الطاقة عن طريق مصادر الطاقة المتجددة، ظهرت استراتيجيات وخطط واعدة تمثل خارطة طاقة جديدة لا يحدد معالمها معطيات موارد الأرض، وإنما تتخطى ذلك للوصول إلى موارد السماء، وحسب المعطيات فإن الأرضية مهيأة في سوريا للاستثمار الناجح في الطاقة الشمسية .
إن قطاع الطاقة المتجددة يعد اليوم من أكثر القطاعات نموا، في ظل التوجه العالمي نحو طاقة خالية من الكربون، ومن شأنه أن يلعب دورا محوريا في جذب الاستثمارات وتوفير فرص العمل، ومواجهة الطلب المتزايد على الكهرباء. ولذا من الحكمة أن يعاد النظر في خطة التحول إلى الطاقة المتجددة لتصب في تسهيل كل الإجراءات للاستثمار في الشمس والرياح ، والاستفادة القصوى من هذا القطاع، الأمر الذي يعطي وثوقية بالمنتج الكهربائي النظيف .