عادات موروثة خاطئة تتبعها نسوة في ريف إدلب لعلاج اليرقان الوليدي

الثورة – سيرين المصطفى:

تلجأ بعض النساء في ريف إدلب إلى ممارسات شعبية موروثة لعلاج “أبو صفار” لدى الأطفال حديثي الولادة، رغم أن هذه الأساليب لا تستند إلى أي أساس طبي، وقد تتسبب في أضرار صحية للطفل.

ويُعرف اليرقان الوليدي، أو “أبو صفار”، بأنه تغيّر في لون الجلد وبياض العينين إلى الأصفر نتيجة تراكم مادة البيليروبين في الدم، وهي مادة يعالجها الكبد ويطرحها خارج الجسم، في حال ملاحظة أعراض المرض، يتوجب اصطحاب الطفل إلى الطبيب، خاصة إذا ظهر الصفار خلال اليومين الأولين من الولادة، إذ قد تكون الحالة خطيرة وقد تؤدي في حال إهمالها إلى مضاعفات مثل الصمم أو الشلل الدماغي.

ومن أبرز الممارسات الخاطئة المنتشرة تمرير خاتم ذهب على جسد الطفل، بناءً على معتقد شعبي بأن “الذهب يسحب الصفار”، وهو اعتقاد لا أساس علمي له، بل قد يؤدي إلى تهيّج بشرة الطفل أو نقل الجراثيم.

كذلك تقوم بعض النسوة بإعطاء الطفل محلول ماء وسكر، أو إحاطته بفصوص الثوم داخل ملابسه، وكلها طرق لا تنفع طبياً، وقد تؤذي الطفل أو تزعجه برائحتها، إلى جانب استخدام مصابيح ضوئية منزلية بزعم علاج اليرقان، رغم أن هذه المصابيح لا توفر الأشعة المناسبة المطلوبة طبياً.

تعزو النساء في المنطقة تمسّكهن بهذه العادات إلى الوراثة الثقافية وصعوبة الوصول إلى المراكز الطبية، إما لبُعدها أو لعدم قدرة العائلات على تغطية تكاليف العلاج.

تقول أم عبدو، وهي سيدة في الستين من عمرها من ريف إدلب الجنوبي: “أنا أحرص دوماً على البقاء بجانب بناتي وكناتي بعد الولادة، وأعلمهن كيف يتعاملن مع -أبو صفار- كما كانت أمي تعلمني قبل سنوات، وكلّ أولادي اتبعت معهم نفس الطريقة، ولم يحصل لنا شيء سيىء”.

لكن هناك من النساء من طبقن هذه العادات رغم عدم اقتناعهن بها، تفادياً لحدوث خلافات عائلية.

تروي آلاء عبد الرحمن: “بعد أن أنجبت طفلي لاحظت وجود علامات -أبو صفار-، صارت حماتي تسقيه ماء مع سكر، وتمنعني من رضاعته، وتحيطه بفصوص الثوم لكنّه لم يتحسن.

نقلته إلى المشفى فوراً، فأخبرنا الطبيب بضرورة وضعه في الحاضنة، ولدى حديثي مع الدكتوراكتشفت أن كلّ الطرق التي كانت تتبعها أم زوجي خاطئة، ولو لم أسعف ابني إلى المشفى لازداد وضعه سوءاً”.

طبياً، تختلف علاجات اليرقان حسب شدّته ونسبة البيليروبين، ولا يمكن اعتماد أي أسلوب عشوائي، إذ يجب أن يحدد الطبيب نوع العلاج المناسب بناءً على التحاليل والفحوصات.

وفي إدلب وريفها، وخصوصاً في المخيمات، عملت بعض المنظمات على توعية الأمهات من خلال فرق جوالة قدّمت جلسات عن صحة الحامل، وأعراض اليرقان، وسوء التغذية، وغيرها من المواضيع ذات الصلة.

وهنا تبرزأهمية العناية بالأطفال حديثي الولادة كونها مسألة بالغة الحساسية، وأي إجراء خاطئ قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، لذا من الضروري التخلي عن الأساليب التقليدية غيرالموثوقة، والتوجه إلى المراكز الطبية المختصة عند ظهورأي عرض، لحماية حياة الأطفال وضمان سلامتهم.

آخر الأخبار
من واشنطن إلى دمشق... تعاون مرتقب بين سوريا وصندوق النقد الدولي لدعم الإصلاحات  بطاقة 20 ألف متر مكعب .. افتتاح محطة ضخ مياه عين البيضا بحلب بحث تطوير المنظومة الكهربائية وتعزيز مشاريع الطاقة البديلة في حلب  زيارة تكسر الصمت وتمهّد لحوار الممكن بين دمشق و واشنطن  زيارة الرئيس الشرع إلى الولايات المتحدة في عيون الإعلام الغربي   الشرع يطرح هذه الملفات على طاولة  ترامب في "البيت الأبيض"  الجهاز المركزي يطور أدوات جديدة لكشف الاحتيال   من واشنطن الشيباني يبشّر السوريين: 2026 عام الانقلاب الكبير! الشرع يلتقي ممثلي المنظمات السورية الأميركية.. ودمشق وواشنطن نحو الشراكة الكاملة  وزيرا سياحة سوريا والسعودية يبحثان آفاقاً جديدة للتعاون كواليس إصدار القرار "2799".. أميركا قادت حملة دبلوماسية سريعة قبيل زيارة الرئيس الشرع الشرع أول رئيس سوري يزور البيت الأبيض بشكل غير متوقع إنشودة الوفاء من مدينة الأنوار إلى دمشق الشآم سوريا تشارك في الجلسة الافتتاحية لمجموعة 77 + الصين في البرازيل إغلاق باب التقسيم: كيف تترجم زيارة الشرع لانتصار مشروع الدولة على الميليشيات؟ الأطباء البيطريون باللاذقية يطالبون بزيادة طبيعة العمل ودعم المربين ملتقى "سيربترو 2025".. الثلاثاء القادم صفحة جديدة في واشنطن: كيف تحوّلت سوريا من "دولة منبوذة" إلى "شريك إقليمي"؟ مكافحة الترهل الإداري على طاولة التنمية في ريف دمشق من "البيت الأبيض": أبرز مكاسب زيارة الشرع ضمن لعبة التوازن السورية