الثورة – محجوب الرقشة:
في استجابة عاجلة للحرائق التي تجتاح ريف محافظة اللاذقية، وضمن مبادرات أهلية تعبّرعن تكافل أبناء الشعب السوري، أعلنت منظمات إنسانية فاعلة، وجمعيات أهلية وصحية، عن حملات إنسانية لمؤازرة عناصر الإطفاء والأهالي المتضررين من الحرائق.
الحملات مزودة بمستلزمات طبية وأدوية ومواد غذائية، لدعم جهود إخماد الحرائق في الساحل، وتجسيد التفاعل في إطلاق هكذا حملات تطوعية، لتقديم المساعدة للعائلات المتضررة وتلبية الاحتياجات الأساسية للمنكوبين.
وفي هذا السياق أعلنت الجمعية السورية للصناعات الدوائية والصيادلة عن إطلاق حملة دوائية إلى عناصرالإطفاء والأسر المتضررة جرّاء تلك الأحداث، بما يخفف من المعاناة، ويعكس صورة المجتمع السوري في التكافل الاجتماعي بأبهى صوره، ويبرزدورالفرد في مساندة إخوته على امتداد الجغرافية السورية.
حملة رقمية إلكترونية وأكد رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور أيمن خسرف لـ” الثورة” أنه في ظلّ تصاعد الحرائق المؤلمة في الساحل السوري، شعرنا أنه من واجبنا كمجتمع صيدلاني أن نُعبّرعن تضامننا العملي مع رجال الإطفاء، وأن نوضح كيف يمكن للصيادلة والناس العاديين أن يكون لهم دور داعم ومباشر.
وقال: أطلقنا حملة رقمية إلكترونية توعوية بالكامل عبر منصّات التواصل، سلطنا فيها الضوء على كيفية تجهيز حقائب إسعافات أولية مخصصة لحالات الحروق والإجهاد التي يتعرض لها عناصرالإطفاء، دورالصيدليات والمستودعات والعيادات في تقديم ما يمكن من مستلزمات طبية متوفرة لديهم، وكيفية استخدام صيدلية المنزل كمصدر دعم مباشر يشمل المراهم، الضمادات، المطهرات، الكمامات، القطرات، ومضادات الحساسية.
وأشار إلى أنه بالرغم من أن الجمعية حديثة العهد بالترخيص، ولم تتمكن بعد من تنسيق استجابة ميدانية منظمة، إلا أن هذه الحملة شكّلت بداية لتجسيد المسؤولية المجتمعية للصيدلي، وأظهرت كيف يمكن أن يكون الصوت الرقمي مؤثراً في لحظة وطنية حرجة.
وبيّن د. خسرف أن إشهار الجمعية السورية للصحة الدوائية والصيادلة هو خطوة نوعية نهدف من خلالها إلى إعادة تمكين الدورالمدني العلمي في القطاع الدوائي السوري، وذلك عبر كيان قانوني مستقل مرخص من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، يعمل ضمن إطاروطني منضبط، ويسعى إلى التكامل مع كلّ الجهات المختصة، لا التنافس معها.
ومن خلال هذا الإشهار، نطمح إلى بناء جسور عملية بين الكوادر العلمية والمجتمعية، والمساهمة في دعم السياسات الصحية، والتوعية الدوائية، والحدّ من الغش، وتعزيز جودة الخدمات الصيدلانية، والربط بين الداخل السوري والشبكات العلمية والتمويلية الدولية. والجمعية ليست منصّة لمطالب فئوية أو مهنية ضيقة، بل كيان مدني يركز على الصحة الدوائية كقضية وطنية ترتبط بمصلحة الناس وجودة حياتهم، وتسعى لبناء حلول فعّالة تشاركية تبدأ من المعرفة وتنتهي بالتطبيق.
حزمة أفكار ومشاريع وأضاف
لدينا حزمة من الأفكار والمشاريع التي تعمل حالياً على دراستها وتخطيطها بعناية، وجميعها ستُنفذ فقط بعد الحصول على الموافقات القانونية والإدارية اللازمة، ونحن حالياً في مرحلة التجهيزوالتحضيرالأولي، وتشمل هذه المشاريع
أولاً: التحول الرقمي في القطاع الصحي من خلال توسيع نظام “التبليغ الصحي الإلكتروني” الذي تمّ تطبيقه تجريبياً في مدينة حمص، ليشمل محافظات أخرى، ويُساهم في تحسين سرعة الاستجابة الصحيّة عبرأدوات رقمية فعّالة.
ثانياً: حملات التوعية المجتمعية عبر برامج للتوعية بالاستخدام الآمن للدواء، ومكافحة الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية، وحملات تثقيفية حول مخاطر الإدمان والوقاية من المواد المخدرة، تستهدف فئة الشباب والأهالي والمجتمع عموماً، بالتعاون مع مختصين.
ثالثاً: دعم طلاب كليات الصيدلة، نعمل على تصميم مبادرة موجهة إلى طلاب الصيدلة وخرّيجيها الجدد، تهدف إلى تعريفهم بالمسارات المهنية الممكنة بعد التخرج، وتوضيح تخصصات ما بعد الإجازة، مع إرشادهم إلى المهارات المطلوبة في السوق، وكيفية تطوير الذات علمياً وعملياً.
رابعاً: دعم الكادر العلمي الصيدلاني، من خلال التحضير لإطلاق ورش عمل وندوات تخصصية تهدف إلى رفع الكفاءة المهنية والعلمية للصيادلة العاملين في الميدان، سواء في المستودعات أم الصيدليات أو المنشآت الدوائية.
وذكر د. خسرف أن مستقبل القطاع الصحي الدوائي لا يبنى فقط بالمراسلات أو الشعارات، بل بالمعرفة، والشراكة، والعمل المنظم، واستثمار الطاقات المحلية.. وجمعيتنا ستكون بإذن الله جسراً بين العلم والمجتمع، وبين الداخل والخارج، وبين الطموح والتنفيذ الواقعي.