الثورة – فؤاد الوادي:
جميعنا سمعنا هدى محيثاوي، السيدة السورية التي تحدثت بصوت الوطن من قلب السويداء، أو من سويداء القلب، محيثاوي، عبرت عن مشاعر الكثير من السوريين، لاسيما أهلنا في السويداء، عندما أعلنت بكل وضوح رفضها لتصرفات وأعمال المجموعات الخارجة عن القانون، خصوصا تلك المتعلقة بتهجير البدو والاعتداء عليهم، مجسدة بذلك صورة الانتماء الحقيقي لسوريا الوطن والهوية والتاريخ والمستقبل،سوريا التي لا يمكن لأي طرف من الأطراف أن يعيش فيها بمفرده دون تقبل الآخر والتعايش معه، والإمساك بيده للإبحار وسط هذه الأعاصير الهوجاء والأمواج العاتية.
محيثاوي، قالت إن ما جرى كان سكينا في قلبها، وخنجرا في قلب سوريا، وفي هذا تجسيد لانصهار الحالة الفردية للأشخاص أو للكيانات، داخل الحالة الوطنية الأعم والأشمل والأبقى، حيث الجميع تحت مظلة الوطن.
وخلال الأيام الماضية، علت أصوات كثيرة من قلب محافظة السويداء تدين الأعمال التي قامت بها المجموعات الخارجة عن القانون، وترفض مطالبات البعض بمشاريع التقسيم والانفصال والرهان على الخارج، وتدعو إلى الانخراط التام في مؤسسات الدولة، انطلاقا من أن هذا هو الطريق الوحيد للعبور بسوريا نحو بر الآمان.
وقد قدمت الدولة السورية العديد من التطمينات إلى أهلنا في السويداء من أجل الاندماج الكامل في الدولة السورية، لكن بعض الأطراف التي لها آجندات ومشاريع انفصالية، كان لها رأي آخر، حيث “خطفت” وصادرت رأي وقرار أبناء المحافظة، وأخذته بعيدا عن المصلحة الوطنية، وهذا ما خلق فراغا أمنيا كبيرا في مؤسسات الدولة هناك، الأمر الذي تسبب في حدوث اشتباكات وانتهاكات خطيرة خلال الأيام الماضية راح ضحيتها المئات من السوريين.