الثورة – رفاه نيوف:
يصبو جميع السوريين إلى الأمن والاستقرار، والابتعاد عن كل ما يفرق جمعهم، والعمل في طريق الإنماء وبناء سوريا الجديدة، التي أنهكتها الحروب، وطالتها يد الغدر، وغذتها الشائعات التي تنتشر كالنار في الهشيم لتكريس الانقسام، وهنا يأتي دور المثقف والنخب في الوقوف في وجه كل من يخطط لتمزيق سوريا، التي تكمن قوتها في وحدتها فقط وليس بتشرذمها، هذا ما أكدته الأستاذة بكلية التربية بطرطوس الدكتورة ريم سليمون لصحيفة الثورة.
وأضافت: إن بلدنا سوريا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.. سوريا بلد تتوزع خيراته على امتداد أراضيه، فإذا نزف الساحل تضررت سوريا كلها، وإذا احترق الشجر انحبست الأمطار، وعمّ الجفاف على جميع الأراضي السورية، وإذا كانت زميلتي في حلب ليست بخير فلن أستطيع أن أكون بخير، وفي حمص وحلب ودير الزور لنا إخوة في الدراسة والإيفاد وفي المؤتمرات والمناقشات العلمية عندما نجتمع لا نتحدث إلا بالعلم، وما استغربه الآن من أين عمّت هذه المصطلحات الغريبة عن مجتمعنا، ومن هو صاحب المصلحة في هذا التسميات التي أصبحت تشكل تلوثاً سمعياً لكل عاقل ومحب لبلده، فلا تبنى الأوطان بالتفرقة ولا بالطائفية، تبنى بمحبتها ومحبة السوريين لبعضهم.
وأشارت د. سليمون إلى أنه واجب كل واحد منا أن يبدأ من بيته الذي يحب له الاستقرار والأمان، أن نعطي لأبنائنا الحقائق ونتقرب منهم، حتى لا تسيطر عليهم الأفكار الغريبة وسموم أفكار التواصل الاجتماعي والسياسات الغريبة عن مجتمعنا.
يجب أن نحافظ على وحدة بلدنا من خلال الروح الوطنية والوعي، أن تكون سوريا الموحدة من مصلحة الجميع، وأن ما يحاك ويدبر لها من تقسيم ونشر أفكار ما هو إلا دمار لنا ولأجيالنا وضياع لهويتنا، وهنا يأتي دور الوعي الذي يتطلب منا سلوكاً وطنياً.
ولفتت إلى أنه علينا الابتعاد عن الشائعات واعتماد مصدر رسمي للحقائق والأخبار، وتفعيل دور المؤسسات الثقافية والمنتديات والابتعاد عن التحريض والتجييش، بالإضافة إلى نشر ثقافة الحوار في المدرسة والجامعة والمجتمع والتعبير عن الرأي من خلال الوقفات الهادفة، ونشر ثقافة التطوع في الأزمات لمساعدة مؤسسات الدولة في تقديم العون والمساعدة، وتأمين الاحتياجات والمساعدات للمناطق المتضررة.
ولفتت إلى أنه لابد من توحيد الرأي والابتعاد عن العنف وحصر السلاح بيد الدولة، وتسليط الضوء على المظاهر والتصرفات الفردية الغريبة، لافتة إلى أنه يجب على الجميع أن يؤدي دوره بأمانة في أي موقع موجود فيه، حتى نعود إلى الاستقرار، وعلى وجه الخصوص في المدارس والجامعات، لأن الأمل في غد سليم معافى.