الثورة – حسن العجيلي:
أعلنت محافظة حلب عن بدء وضع خطة شاملة لمعالجة ظاهرة التسول، التي باتت من أكثر التحديات الاجتماعية إلحاحاً في المدينة، بعدما تحوّلت من سلوك فردي إلى شبكات منظمة تستغل الأطفال والنساء في ظل غياب الرقابة والتشريعات الكافية.
أكبر من مجرد طلب مساعدة
وفي منشور عبر صفحته الرسمية على موقع “إنستغرام” اليوم، وصف محافظ حلب عزام الغريب الظاهرة بأنها “أزمة عميقة”، ودعا إلى معالجتها بـ”جرأة، وشجاعة، ومسؤولية وطنية”، مؤكداً أن ما يحدث لم يعد مجرد أفراد يطلبون المساعدة، بل أصبح نتيجة مباشرة لسنوات من الإهمال المؤسسي الذي سمح بتجذّر عصابات التسول المنظمة.
وأضاف المحافظ: “ما نواجهه اليوم ليس فقط مشردين في الشوارع، بل منظومة استغلال ممنهجة، تعمل في الخفاء منذ سنوات، وتهدد نسيج مجتمعنا وكرامة مدينتنا”.
افتقار لأبسط مقومات المعالجة
وكشف الغريب أنه من خلال متابعة ميدانية أجرتها المحافظة خلال الشهرين الماضيين، تبيّن أن المدينة تفتقر إلى أبسط مقوّمات المعالجة، حيث تبيّن غياب شبه تام لمراكز الإيواء، والمركز الوحيد الموجود لا يتسع سوى لـ35 طفلاً فقط، كما أن دور الرعاية القديمة مدمّرة أو متوقفة عن العمل، وسجن الأحداث بحاجة إلى تأهيل كامل لاحتواء الحالات المتزايدة، والقوانين الحالية عاجزة عن تفكيك المنظمة أو حماية الضحايا بشكل فعّال، مؤكداً كل هذه المعطيات كشفت عمق المشكلة، وأن النظام البائد ساهم بشكل مباشر في تفشي هذه الظاهرة، وتركها تتجذر من دون أي حلول فعلية.
خطوات أولى نحو الحل
وفي سياق الإجراءات باتجاه الحلول الجذرية، أوضح الغريب أنه ورغم التحديات، بدأت البشائر بالظهور”، إذ تم تحديد موقع مناسب ليكون مركز إيواء مؤقتاّ، والعمل جارٍ على ترميمه، إضافة إلى التنسيق مع جميع الجهات الحكومية والأهلية لوضع برنامج شامل لرعاية الأطفال والمشردين، والتحضير لإطلاق حملة توعية إعلامية وميدانية بمشاركة فعاليات المجتمع، تهدف إلى كسر الصمت المجتمعي وتحفيز المواطنين على المساهمة بالحلول.
وأضاف الغريب مخاطباً أبناء حلب: “الحل لا يأتي من المؤسسات فقط، بل يبدأ من الشارع، منكم، ومنا جميعاً. علينا أن نكون جزءاً من هذه المعركة الإنسانية، لنصل إلى هدفنا المنشود، ولتكون حلب مدينة صديقة للطفولة “.
خطوة هامة
ما بدأت به محافظة حلب، يمثل خطوة جادةخ نحو تحويل المدينة من بيئة طاردة للطفولة إلى حاضنة للكرامة والأمان، وكانت صحيفة٨ الثورة قخححد نشرت مؤخراً العديد من التحقيقات والتقارير الصحفية التي تشير إلى تفاقم ظاهرة التسول، وضرورة البدء بمعالجتها.