بوابة للتعاون الاستثماري ورسالة سياسية واضحة.. صفقات واتفاقيات مشتركة.. المنتدى السوري السعودي ينطلق اليوم

الثورة – رولا عيسى:

عبر خطوة اعتُبرت مفصلية على طريق تعزيز العلاقات الثنائية بين سوريا والمملكة العربية السعودية، تنطلق اليوم في دمشق فعاليات المنتدى السوري – السعودي، بمشاركة واسعة من الحكومة ورجال الأعمال والمستثمرين من كلا البلدين، وبحضور لافت لعدد كبير من الشركات السعودية التي أبدت اهتماماً حقيقياً في الدخول إلى السوق السورية في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ البلاد.

ويأتي المنتدى وسط تطورات إقليمية معقدة وأحداث محلية ساخنة، ولاسيما في جنوب البلاد، لكن رغم ذلك، فقد نجح المنتدى في فرض نفسه كحدث سياسي واقتصادي بارز يعكس رسائل عديدة، محلية ودولية.

مفاجأة إيجابية للسوريين ورسالة واضحة للعالم

وفي حديث له عبر حسابه على منصة (x)، قال المستشار الاقتصادي أسامة القاضي: “سنشهد اليوم انطلاق فعاليات المنتدى السوري السعودي، الذي يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز أواصر التعاون بين سوريا والمملكة العربية السعودية، في مختلف القطاعات الاقتصادية والاستثمارية، إضافة إلى البعد السياسي الواضح في هذا الحدث.”وأضاف: إن هذا المنتدى يأتي في توقيت حساس يهدف إلى فتح آفاق جديدة للعلاقات بين البلدين، ويؤكد بشكل قاطع رغبة الطرفين في تجاوز الماضي والانطلاق نحو مرحلة جديدة قوامها الشراكة والتكامل. وتابع بالقول: “بالرغم من الأحداث المؤسفة التي شهدها جنوب سوريا مؤخراً، والتي حاول البعض من خلالها سرقة فرحة السوريين وتفاؤلهم، فإن المنتدى السوري السعودي اليوم يفاجئ الجميع- السوريين والعالم- من حيث حجم الحضور، وعدد الشركات السعودية المشاركة، وقيمة الاستثمارات التي يُتوقع الإعلان عنها.”

رسالة سياسية من الأمير محمد بن سلمان

وصف القاضي المنتدى أنه “أجمل رسالة من ولي العهد السعودي سمو الأمير محمد بن سلمان، وهي رسالة سياسية بامتياز، بل أكثر من ذلك، فهي مؤشر قوي على موقف المملكة من استقرار سوريا وانفتاحها على التعاون معها في مختلف المجالات، رغم كل محاولات التشويش أو إثارة القلق. “واعتبر أن الحضور السعودي الواسع في المنتدى هو بمثابة تأكيد مباشر على أن السعودية تقول: “لا لزعزعة استقرار سوريا، نعم لدعمها واستثمار فرص تعافيها.”

استثمارات أميركية في الطريق

في جانب آخر من حديثه، كشف سمير القاضي عن معلومات هامة تتعلق بالاستثمار الأجنبي في سوريا، قائلاً:”هناك شركات أميركية كبرى تتجه اليوم بشكل حثيث نحو الاستثمار في قطاعات النفط والغاز داخل سوريا، ومن المتوقع الإعلان عن بعض هذه الاتفاقيات قريباً.”وأشار إلى أن هذا التوجه يعكس التغير في النظرة الدولية نحو سوريا، خاصة بعد التقدم في ملفات التهدئة وعودة الحراك الاقتصادي.

جذب المستثمرين

من أبرز المواضيع التي تطرق إليها القاضي عبر حسابه الشخصي على منصة “إكس”، كانت قانون الضرائب الجديد الذي وصفه بأنه ثوري ومتكامل. وأوضح أن القانون الجديد ألغى 34 ضريبة مختلفة، واستعاض عنها بضريبة واحدة موحدة، مع تحديد واضح للحد الأدنى المعفى من ضريبة الدخل، إذ تم إعفاء من يتقاضى أقل من 100 دولار شهرياً بشكل كامل. كما نوه بأن القانون الجديد أعفى العاملين في مجال الإنتاج الزراعي والحيواني من الضرائب، فيما أصبحت الضريبة على الإنتاج الصناعي 10 بالمئة فقط، مضيفاً: “الأهم من كل ذلك هو إلغاء نظام الاستعلام الضريبي الذي كان باباً للاستغلال والابتزاز، مما يعزز مناخ الشفافية ويشجع الاستثمارات الأجنبية.

“وأكد القاضي أن هذه التعديلات الجذرية ستؤدي قريباً إلى تدفق استثمارات عربية وأجنبية إلى سوريا، قد تبهر العالم بحجمها وتأثيرها. أما عن جدول أعمال المنتدى، فقد أشار القاضي إلى أن المشاركين سيناقشون اليوم فرص التعاون الاقتصادي، والتحديات التي تواجه البلدين، وكيفية خلق بيئة استثمارية جاذبة ومستقرة. وقال: “سنناقش سوياً الفرص والتحديات، وسنعمل على إيجاد حلول مبتكرة تدعم استقرار المنطقة وتخدم مصالح شعوبنا. هذا المنتدى ليس مجرد مناسبة شكلية، بل منصة جادة لتبادل الرؤى والخطط المستقبلية.

دعوة للتفاعل الشعبي والإعلامي

وختم القاضي تصريحه بدعوة السوريين والعرب عموماً إلى متابعة فعاليات المنتدى عبر المنصات الحكومية الرسمية، مشيراً إلى أهمية هذا النوع من التواصل الشعبي مع التحولات الاقتصادية والسياسية الجارية.

وختم: “إن التواصل المستمر وتبادل الأفكار بين سوريا والسعودية، سواء على مستوى الحكومات أم رجال الأعمال أو حتى الشعوب، سيكون له أثر كبير في بناء مستقبل أفضل وأكثر استقراراً لنا جميعاً. “وأعلنت وزارة الاستثمار في السعودية، الثلاثاء 22 تموز الجاري، عن تنظيم منتدى الاستثمار السعودي- السوري 2025 في العاصمة دمشق، بمشاركة واسعة من ممثلي القطاعين العام والخاص من الجانبين، في خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية واستكشاف فرص التعاون الاستثماري المشترك.

وأوضحت في بيان أنّ تنظيم المنتدى يأتي في إطار زيارة وفد سعودي رسمي إلى سوريا، ويشمل ممثلين عن القطاع الحكومي والقطاع الخاص، وستُعقد لقاءات ثنائية وورش عمل موسعة لبحث سبل تعزيز الشراكة الاقتصادية.

وأشارت الوزارة إلى أنّ المنتدى سيتضمن إعلان عدد من الصفقات والمشاريع المشتركة ومذكرات التفاهم بين شركات ومؤسسات من البلدين.