الثورة – جهاد اصطيف:
بخطا ثابتة وروح جماعية، أعلنت محافظة حلب الانتهاء من المرحلة الأولى المكثفة من أعمال إزالة الأنقاض وتنظيف حي الصاخور، ضمن حملة “لعيونك يا حلب”، التي أطلقت بهدف إعادة الحياة تدريجياً إلى الأحياء المتضررة بفعل الحرب والإهمال.وفي تصريح رسمي، أكد محافظ حلب المهندس عزام الغريب أن هذه المرحلة التي استمرت لأسابيع مكثفة، أثمرت عن فتح 32 شارعاً كانت مغلقة بشكل كامل، و16 شارعاً آخر كانت مغلقة جزئياً، الأمر الذي أسهم في تسهيل حركة السكان والمركبات، وبدأ بإعادة إحياء المرافق الحيوية في الحي.
6 آلاف متر مكعب من الأنقاض
وبلغة الأرقام، أوضح المحافظ أن الفِرَق المشاركة تمكنت من إزالة نحو 6370 متراً مكعباً من الأنقاض، إضافة إلى جمع 1030 متراً مكعباً من النفايات المتراكمة، وتنظيف 6 نقاط تجمّع للقمامة، كانت تشكل مشكلة صحية تهدد سلامة السكان.ولم ينسَ الغريب في تصريحه الإشادة بالجهود المبذولة من الفرق الميدانية التي وصفها بـ”المتميزة”، مثمناً دعم ومشاركة أبناء حلب وتعاون المجتمع المحلي، الذي ساهم بشكل فعال في إنجاح هذه المرحلة من الحملة.
عين التل على الخارطة
ومع انتهاء أعمال المرحلة الأولى في الصاخور، أعلن المحافظ أن الفرق الميدانية ستباشر بدءاً من اليوم العمل في حي “عين التل”، ضمن المرحلة التالية من الخطة، مؤكداً أن العمل سيتواصل “خطوة بخطوة”، حتى تعود مدينة حلب إلى “وجهها المشرق الذي نحبه”، بحسب تعبيره.وأشار إلى أن أعمال النظافة والصيانة ستستمر بشكل يومي في مختلف أحياء المدينة، للحفاظ على النتائج المتحققة، وضمان استدامة نظافة وسلامة البيئة العمرانية.
إرادة مجتمعية
تجسد حملة “لعيونك يا حلب” مثالاً حقيقياً على قدرة العمل التشاركي بين مؤسسات الدولة والمجتمع المحلي على تجاوز آثار الحرب، وتحويل ركام المعاناة إلى أرضية للأمل.. فبعد أعوام من الإهمال والانهيار الخدمي، تعود الحياة تدريجياً إلى أحياء عانت الكثير، وسط تصميم رسمي وشعبي على المضي قدماً في مشوار إعادة الإعمار الشامل، ليبقى شعار المرحلة: “معاً.. نستعيد وجه حلب الحضاري”.