الثورة – حسن العجيلي:
أطلقت منظمة العمل الدولية، بالتعاون مع غرفة صناعة حلب، ورشة عمل بعنوان: “الإطلاق القطاعي لبرنامج دعم منظمة العمل الدولية لصناعة الألبسة والنسيج في سوريا”، وذلك ضمن إطار برنامج “نسج الأمل” الهادف إلى دعم تعافي قطاع الألبسة والنسيج في حلب، والذي تأثر بشدة خلال سنوات الحرب.
وتستهدف المرحلة الأولى من البرنامج دراسة واقع ومتطلبات 200 منشأة نسيجية في مختلف المحافظات، من خلال تحليل بياناتها واقتراح خطوات عملية لتحفيز الإنتاج وتحسين الأداء، بما يسهم في إنعاش هذا القطاع الحيوي.
وطالب الصناعيون خلال ورشة العمل بتشجيع تصدير المنتجات السورية وإعادة تأهيل المناطق الصناعية المدمرة، وإعفاء مستلزمات الإنتاج من الضرائب، وتقديم قروض ميسّرة، وتسهيل إدخال آلات حديثة، وفتح أسواق جديدة، بالإضافة إلى تسهيلات لمنح تأشيرات لرجال الأعمال السوريين إلى أوروبا للاطلاع على أحدث التقنيات وتبادل الخبرات، إضافة إعادة تأهيل المدارس المهنية المتضررة لتوفير كوادر فنية مؤهلة.
صناعة عريقة تترنح تحت وطأة الحرب
وفي كلمته خلال الورشة، شدد عضو مجلس إدارة غرفة صناعة حلب، محمد زيزان، على عراقة وأهمية صناعة الألبسة في المدينة، مشيراً إلى أن حلب كانت قبل الأزمة من أكبر مراكز تصدير الألبسة إلى الأسواق العالمية، ولكن الحرب ألحقت أضراراً جسيمة بالقطاع، إذ تضررت المعامل، وهاجر آلاف العمال المهرة، ما أدى إلى تراجع القدرة الإنتاجية بشكل ملحوظ.
وأكد زيزان أن منطقة الليرمون الصناعية، التي كانت تحتضن عدداً كبيراً من معامل الألبسة الجاهزة، تحتاج إلى مشاريع خدمية تحفيزية لإعادة تأهيلها، داعياً إلى دعم فني ولوجستي جاد وفتح أسواق تصديرية جديدة تساعد على النهوض بالقطاع من جديد.
استراتيجية تعافٍ شاملة
من جهته، أبدى ممثل منظمة العمل الدولية، بيتر رادمايكر، تفاؤله بإمكانية تعافي قطاع الألبسة في سوريا، مؤكداً التزام المنظمة باتخاذ خطوات ملموسة بالتعاون مع الجهات الشريكة، من خلال تحسين الوصول إلى الأسواق، ودعم تطوير المهارات والآلات، واستعادة سلسلة التوريد المتضررة.
كما أشار إلى أن المنظمة، من خلال زيارات ميدانية لعدد من الورش والمصانع في حلب، لاحظت إرادة قوية من الصناعيين المحليين للمضي قدماً في إعادة بناء القطاع رغم التحديات.
دعم حكومي
بدوره، أكد ممثل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عمري عمري، أن الوزارة بصدد إعداد رؤية شاملة لدعم القطاع، تتضمن إنشاء مكاتب تدريب وتأهيل مهني مرتبطة بغرف الصناعة، ورفع كفاءة العمال، وإنشاء مخابر لفحص المنتجات التصديرية، وربط المنتجين السوريين بالأسواق الأوروبية والإقليمية، إلى جانب تسهيلات للمشاركة في المعارض الداخلية والخارجية.
وأوضح مدير صناعة حلب، عبد الجبار زيدان، أن المديرية تعمل على نقل المعامل إلى مناطق صناعية منظمة مثل الشيخ نجار، والراعي، والباب، واخترين، لافتاً إلى إصدار 828 إعفاء جمركياً للمصانع الكبيرة والمتوسطة، و216 للمصانع الصغيرة، بالإضافة إلى إعفاءات خاصة للمدن الصناعية في الريف.وأشار زيدان إلى أنه تم تنظيم السجلات الصناعية لضمان توثيق عمل الصناعيين وتسهيل حصولهم على خدمات الدعم والمشاركة في المبادرات الحكومية والدولية.
قطاع حيوي يعاني.. وآمال بالتعافي
ويُعد قطاع الألبسة والنسيج في سوريا من الركائز الاقتصادية الأساسية، إذ كان يُشكّل قبل الحرب نحو 45 بالمئة من الصادرات غير النفطية، ويوفّر فرص عمل لأكثر من 30 بالمئة من القوى العاملة، إلا أن القطاع تكبّد خسائر كبيرة خلال سنوات الأزمة، نتيجة تراجع إنتاج القطن، ودمار البنية التحتية، وهجرة الأيدي العاملة.
ومع إطلاق برنامج “نسج الأمل”، تأمل الجهات الفاعلة في القطاع ببدء مرحلة جديدة من التعافي والإنتاج، تعتمد على الشراكة بين القطاعين العام والخاص، والدعم الدولي الموجه، لإعادة القطاع إلى مكانته التي طالما احتلها في الاقتصاد السوري.