الثورة:
شهد المنتدى الاستثماري السوري – السعودي في قصر الشعب بدمشق سلسلة من التصريحات اللافتة التي عكست متانة العلاقات بين البلدين، وتأكيد الجانبين السوري والسعودي على الانطلاق نحو شراكات اقتصادية استراتيجية في مختلف القطاعات.
الشعار: المنتدى محطة تاريخية
قال وزير الاقتصاد والصناعة السوري، الدكتور محمد نضال الشعار، إن المنتدى يشكل محطة تاريخية في العلاقات الثنائية، مؤكداً أن ما يربط سوريا بالسعودية من أواصر الأخوة ووحدة المصير يُعد قاعدة متينة لتأسيس شراكات استراتيجية تعود بالنفع على الشعبين.
وأضاف أن سوريا تشهد انطلاقة حقيقية نحو النمو، والحكومة ملتزمة بتوفير جميع عوامل النجاح لهذا المنتدى.
الفالح: سوريا والسعودية وجهان لعملة واحدة
من جانبه، عبّر وزير الاستثمار السعودي، خالد بن عبد العزيز الفالح، عن تقديره لحفاوة الاستقبال السوري، ناقلاً تحيات العاهل السعودي وولي العهد إلى الشعب السوري، ومؤكداً دعم المملكة الثابت لسوريا في مسيرتها نحو التنمية، وشدد على عمق العلاقات الممتدة بين البلدين منذ قرون، مؤكداً أن السعودية وسوريا “وجهان لعملة واحدة” على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
توقيع 47 اتفاقية واستثمارات ضخمة
وكشف الفالح أن المنتدى سيشهد توقيع 47 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة إجمالية تقارب 24 مليار ريال سعودي، تشمل مشاريع في قطاعات حيوية مثل الطاقة، الصناعة، البنية التحتية، الصحة، التعليم، الاتصالات، والعقارات، وأشار إلى أن 20 جهة حكومية سعودية و100 شركة من القطاع الخاص تشارك في أعمال المنتدى.
مشاريع نوعية في البنية التحتية والاتصالات والزراعة
أعلن الفالح أن اتفاقيات بقيمة 11 مليار ريال ستُوقّع في قطاع البنية التحتية، بينها مشاريع لإنشاء ثلاثة مصانع إسمنت جديدة، إضافة إلى استثمارات بقيمة 4 مليارات ريال في قطاع الاتصالات لتعزيز الأمن السيبراني وتطوير البنية الرقمية.
كما أشار إلى مشروعات زراعية واعدة تشمل المزارع النموذجية والصناعات التحويلية.
بيت الإباء ومشروع اجتماعي في حمص
وأعلن وزير الاستثمار السعودي عن مشروع سكني تجاري ضخم ستنفذه شركة “بيت الإباء” السعودية في مدينة حمص، مؤكداً أن عوائد المشروع خُصصت بالكامل للدعم الاجتماعي في سوريا.
تأسيس مجلس أعمال سعودي سوري رفيع المستوى
في خطوة تعكس حرص القيادة السعودية على ترسيخ التعاون الاقتصادي، كشف الفالح عن أمر ولي العهد السعودي بتأسيس مجلس أعمال سعودي – سوري يضم نخبة من كبار رجال الأعمال، ليقود المرحلة المقبلة من التعاون الثنائي.
رؤية سورية طموحة وإعادة إعمار شاملة
وكشف معاون محافظ دمشق عن خطط استثمارية كبرى تشمل إعادة إعمار المناطق المتضررة وبناء منشآت سياحية، منها ناطحات سحاب في البرامكة، ومدينة طبية في ضاحية قدسيا، ومدينة ثقافية في دمشق بقيمة إجمالية تقارب ملياري دولار.
استثمارات سعودية في الصناعات الثقيلة والطيران
من جهته، صرّح عضو مجلس إدارة مجموعة المهيدب، مصعب المهيدب، بعزم المجموعة تنفيذ مشاريع في الصناعات الثقيلة بقيمة 200 مليون دولار، فيما أعلن رئيس هيئة الطيران المدني عن خطة لإعادة تأهيل المطارات الخمسة في سوريا، وبناء مطار جديد في دمشق بطاقة استيعابية تصل إلى 30 مليون مسافر سنوياً، وتحويل مطار المزة العسكري إلى مطار مدني.
اتحاد غرف التجارة: شراكة استراتيجية جديدة
أشاد رئيس اتحاد غرف التجارة السورية، علاء العلي، بالمنتدى، واعتبره خطوة كبيرة نحو شراكة اقتصادية شاملة بين البلدين، داعياً إلى تعاون دائم في جميع القطاعات الاستثمارية انطلاقًا من الروابط التاريخية بين الشعبين.
رسائل تفاؤل من الفالح: سوريا تنهض من تحت الرماد
وفي جلسة حوارية، أكد الفالح أن الشعب السوري يمتلك من العزيمة ما يؤهله للنهوض من تحت الركام، مشيراً إلى أن العهد الجديد في سوريا قدّم فرصاً حقيقية وجاذبة للمستثمرين السعوديين رغم التحديات، وهو ما يفتح الباب أمام مستقبل واعد في مختلف المجالات الاقتصادية.
يشكّل المنتدى الاستثماري السوري – السعودي في دمشق أكثر من مجرد فعالية اقتصادية، إذ يحمل في مضمونه رسائل سياسية واضحة تعكس تعميق الاعتراف الإقليمي بالحكومة السورية الجديدة، وكسر حالة العزلة، وفتح الباب أمام مرحلة جديدة من إعادة الإعمار والانفتاح.