الأحداث التي نمر بها اليوم والقلق الأمني في أكثر من منطقة، يدفعنا دون أدنى تفكير لفتح التطبيقات على الهاتف الجوّال للاطلاع على آخر الأخبار، ولكن سرعان ما تُصاب بحالة من القلق والتوتر نتيجة المنشورات والفيديوهات والمقاطع الصوتية، منها ما هو مرسل على الواتساب، والتلغرام والماسنجر وغيرها، ومنها ما تم نشره ونقله وتداوله على موقع التواصل ‘الفيس بوك’.
الكثير ممن يتداولون ويرسلون تلك الأخبار ويشاركونها ويعلقون عليها ويتفاعلون معها، لا يعرفون مصادرها الأساسية، وهذا ما يسمى انعدام الوعي المعلوماتي، والنقل والإرسال الأعمى، إذ يندرج ذلك بإطار سريان الشائعات، وذلك بهدف تحقيق أهداف خاصة بصاحبها، إما عن غير قصد وعن طيب نية، أي أن هذا المحتوى وصله، ومن باب الأمانة أو التحذير أراد نقله، لعله صحيح، ومنهم من يصرّ على الترويج له، بهدف بث الفتن وإثارة الفوضى وإشعال نيران الأحقاد.
ولهذا لابد من التحقق والتحري والبحث عن المصدر، فإذا كان صوتاً يجب أن يعرّف صاحبه عن نفسه، ويضيف المكان والوقت الذي يسجل فيه، ويذكر أسماء أشخاص ممن يقصدهم في محتواه، وبذلك يصبح المجال مفتوحاً للنفي أو التأكيد، وكذلك المنشور المكتوب، إذ من الضروري أن يُضمّن تلك المعلومات، وبالفيديوهات أيضاً كتعريف بما يجري.
فالكثير اليوم من تعريفات ومفاهيم الوعي المعلوماتي أصبحت شائعة لكن قلائل من يلتزمون بقواعدها وأخلاقياتها، لأن الوعي المعلوماتي يشكل بالنتيجة مجموعة من الكفاءات التي يجب امتلاكها من قِبل الشخص الواعي معلوماتياً، ليتمكن من المشاركة بذكاء وفعالية في ذلك المجتمع.

السابق