الثورة – إيمان زرزور :
أعلنت مؤسسة الدفاع المدني السوري عن ارتفاع مقلق في حوادث السير بمختلف المناطق السورية، لا سيما مع اشتداد حرارة الصيف، مرجعة ذلك إلى تأثير الإجهاد الحراري على تركيز السائقين، وتعطل المركبات، وتهالك البنية التحتية، إضافة إلى غياب التنظيم المروري وانتشار السرعة الزائدة في ظروف غير ملائمة.
أرقام صادمة
خلال النصف الأول من عام 2025منذ بداية عام 2025 وحتى 20 تموز، استجابت فرق الدفاع المدني لـ 1412 حادث سير، أسفرت عن وفاة 81 مدنياً، من بينهم 7 أطفال و6 نساء، وإصابة 1299 شخصاً آخرين، من ضمنهم 263 طفلاً و170 امرأة، تعرض العديد منهم لجروح وكسور خطيرة.
وأكد الدفاع المدني أن هذه الحوادث اليومية تهدد حياة المدنيين وتخلّف آثاراً مادية ونفسية جسيمة، داعياً إلى رفع مستوى الوعي المروري كضرورة ملحّة للحد من الكوارث المتكررة على الطرقات.
أسباب الحوادث
السرعة والتهور ورداءة الطرقات تعد من العوامل المؤدية للحوادث، أبرزها السرعة الزائدة، لا سيما من قبل شباب يتباهون بالقيادة المتهورة، خصوصاً راكبي الدراجات النارية الذين يتسابقون لجذب الانتباه. كما أشار الدفاع المدني إلى سلوكيات خطرة، مثل تجاوز أولوية المرور، التوقف المفاجئ، وقيادة الأطفال للمركبات.
وتزيد رداءة الطرق وضعف الإنارة ليلاً من خطورة هذه الحوادث، إلى جانب إهمال الفحص الفني للمركبات، والتعب الناتج عن القيادة لمسافات طويلة دون راحة أو تفقد فني مسبق.
خسائر بشرية ومادية ونزاعات اجتماعية
تسببت الحوادث المرورية في تحطم عدد كبير من المركبات والآليات، وأوقعت ضحايا بين قتلى ومصابين اضطر بعضهم إلى ترك أعمالهم وتحمل نفقات علاج باهظة. وقد تؤول بعض الحوادث إلى السجن أو إلزام المتسبب بدفع الدية، كما تؤدي أحياناً إلى خلافات حادة بين العائلات.
الوقاية والتوعية مسؤولية جماعية
يشدد الدفاع المدني على أهمية الالتزام بإجراءات السلامة، مثل تفقد المركبة قبل الانطلاق، خاصة في أيام الحر الشديد، وتفادي السرعة الزائدة، وعدم استخدام الهاتف أثناء القيادة، والحرص على وجود مسافة أمان كافية، وتجنب القيادة في أوقات الذروة.
وتعمل فرق الدفاع المدني على حملات توعية مباشرة، وصيانة الطرق، وتركيب لوحات إرشادية، ضمن الإمكانات المتاحة، في محاولة للحد من الحوادث المتكررة، وتؤكد المؤسسة أن الوضع الراهن يستدعي تطبيق أكثر صرامة لقوانين السير، وتحسين شبكة الطرق، وتكثيف حملات التوعية، لتفادي الخسائر البشرية والمادية، وضمان أمن المدنيين على الطرقات.