هوية ثقافية سورية جديدة حرة من كل قيد.. مدير الهيئة العامة السورية للكتاب: الثقافة شراكة وانفتاح فكري تستقطب عين الإعلام

الثورة – رنا بدري سلوم:

 

لأنه الشاعر الحالم، حاورنا بشفافيته المطلقة، فشبه الهيئة العامة السورية للكتاب بطائر له جناحان: الثقافة، والإعلام، مدير الهيئة العامة السورية للكتاب الشاعر وائل أحمد حمزة، بدا الحوار معه جريئاً وشفافاً، ووضع النقاط على الحروف، وكان مصراً على مبدئه “لا واسطة بعد اليوم”، متيحاً المساحة للإبداع المتقن والمضمون الملتزم بمعايير النشر الفني والأخلاقي والسياسي، وما تطلبه المرحلة من انفتاح فكري قادم مع دول الشرق والغرب.
أبصرت الهيئة العامة السورية للكتاب النور عام 2006، وقد قدمت برنامجها الثقافي بما يخدم المرحلة الثقافية والسياسية آنذاك، وهي اليوم تنطلق من جديد بهوية ثقافية سورية جديدة حرة من كل قيد، فكما بين مدير الهيئة في حواره لنا “أنه وضع نقطة بداية وخطة جديدة بطموحات سيشهدها كل من يراقب عمل الهيئة التي ستكون واجهة مثلى وفضلى للطباعة والنشر والتأليف والتوزيع في سوريا، ولن تختص بنوع واحد من الأدب والشعر والتاريخ وحسب، ولن يقتصر دورها على الطباعة أيضاً.. ستفتح أبوابها لمسابقات جديدة وتكرم المبدعين والأدباء الذين كانوا مغيبين والذين كان لهم دور في المرحلة الجديدة من تاريخ سوريا وهويتها الثقافية.

رؤية وقادة

وفي نظرة خاطفة على المطبوعات السابقة للهيئة بين الأستاذ وائل حمزة أن هناك مجموعة منشورات قديمة لا تتناسب ضمنياً ولا شكلياً مع الفترة الحالية، بعضها مطبوع من دون هدف، على مبدأ الارتجال والعفوية و”عفو الخاطر” خدمت المرحلة آنذاك- ولا شك والقول له- أن الرؤية الجديدة تقتضي النظر إلى الجانبين: تقييم الماضي والبناء الحالي والمستقبلي، وتأسيس ثقافة كجذر متين وقوي ليعطينا ثماراً تحمل هويتنا وأفقنا الذي حلمنا به طوال سنوات.
وعن الرؤية الجديدة للهيئة ابتدأت بالخطوة الأولى، وهي تشكيل لجنة قراءة لما كان مطبوعاً وتقييمه، مشيراً إلى بعض المطبوعات غير المنسجمة أخلاقياً مع مجتمعنا العربي وعاداته وقيمه، وقد لا تخدم المرحلة الجديدة في الانفتاح الفكري السياسي العربي والغربي، مع وجود معايير وضوابط فنية وأخلاقية وسياسية لا نحبذها.
وبين أن إعادة التقييم هو مطلب وغاية، فكما قال: “نحارب الرقابة التي تكون أحادية النظر على المطبوعات، ولن يكون استبداد في الرأي، نحترم كل صنوف الأدب المقدم على أن يتم التقيد بالانضباط الأخلاقي والفكري في مستوى الحرية المقدم، ضارباً المثل كالانفتاح الثقافي مع الدول العربية المجاورة السعودية وتركيا والعراق بعيداً عن المواقف السياسية، سيكون للهيئة دورها الإيجابي ولن تكون ثقافة معادية للآخرين، وستكون ساحة تتسع للإبداع أينما حلق بدءاً من المحافظات السورية إلى دول العالم أجمع.

قضايا مكتوبة

وشدد حمزة في حديثه على الأخلاق والالتزام والاحترام في النتاج الأدبي، على أنها فضائل لا بد من التمتع بها ليكون المحتوى المقدم للقارئ يشبهها، ويشبه كينونتها وخصوصيتها بانفتاحها وانطوائها وعقدها- إن صح التعبير- لتنتج أدباً يعكس صورتنا الحقيقة بجراحها وأحلامها وقضاياها الإنسانيّة من دون مواربة وتصنع “الليبرالية المحافظة”، كما أسماها، متحدثاً بجرأة عن عناوين لبعض المنشورات التي كانت تخدش حياء المجتمع وتستخف بعقله، كاشفاً الستار عن قضايا جدلية، وهو ما قد يخلق تخوفاً ما أمام مطبوعات ربما تتهم “بالأسلمة الثقافية”، موضحاً لنا في إجابته أن الأسلمة التي نتحدث عنها جزء من حياتنا ولا يمكننا الانفصال عنها، فالإسلام ديننا الحنيف ويتمثل بالأخلاق والضوابط التي تحترم إنسانية الإنسان، منوهاً بأن الأدب الغربي له ضوابط يتقيد بها رغم ادعائه الحرية والانفتاح.

آفاق مفتوحة على الآخر

في عام 2018 كانت تتصدر الكتب الدينية المكتبات والمعارض بوضوح، ربما كانت تستخدم غطاء لأمرٍ ما، كأيديولوجية خادمة للسلطة مناهضة للثورة لتستقطب الشارع العام وتستحوذ على قراره السيادي، رغم أن سوريا كانت تسلك طرق الانفتاح على الغرب بحوارات ثقافية وأوروبية وقتذاك.
ويشير حمزة إلى أن كتب “التراث الإسلامي” من ضمن الكتب التي كانت تثير جدلاً في وقت سابق، واليوم ستفتح لها الأبواب ولغيرها من صنوف الإبداع والعلم والثقافة وتبصر النور، وتنال حظها من الانفتاح على كل الأفكار والمعتقدات والثقافات والأطياف المتنوعة من المجتمع السوري، قائلاً: انتظرنا الحرية وقتاً طويلا ولن نسلبها ممن لديهم رسالة فكرية إنسانية منضبطة وذات قيمة وتأثير.

في كل زاوية كتاب

يقف سعر الكتاب الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب عائقاً أمام القراء، فلا يقتنى بسبب سعره المرتفع، أما اليوم فتقوم الهيئة بإدارتها الجديدة بدراسة محكمة ضمن لائحة تسعيرية، بدأت وضعها لجنة تقييم الأسعار والأجور منذ أسبوع، مرافقة بدراسة الاستكتاب والترجمة والمكافآت الكتابية، لدرجة أن الإدارة ستحاول قدر الإمكان أن توزع الكتاب بشكل مجاني أو سعر رمزي ليدخل الكتاب إلى كل بيت ومكتبة ورف وزاوية.
وبين أن رفع العقوبات الاقتصادية سيلعب دوراً كبيراً في ذلك إضافة إلى نشر الكتب إلى كل الدول، وخاصة أنه تم التشارك مع السعودية والأردن وغيرهما بشراكة ثقافية مبشرة تفتح الأبواب في الأيام القادمة.

آخر الأخبار
صفحة جديدة من التعاون الحقيقي.. دمشق وموسكو: تعزيز الشراكة ورفض التدخلات الخارجية "أطباء بلا حدود".. دعم وتطوير مستشفى نوى الوطني "صحة حلب" تبحث مع عدة منظمات دولية دعم القطاع الصحي في المحافظة تفعيل دور اتحاد العمال بحلب على المستويين الدولي والعربي  تعزيز القطاع السياحي في درعا وتطوير المواقع السياحية قريباً.. قانون للجامعات ومنظومة تعليم خالية من الفساد زيارة الشيباني لروسيا  مهمة لإعادة  ترتيب الأوراق  وبناء علاقات متوازنة الأحد استئناف منح براءات الذمة العقارية.. خبير اقتصادي لـ "الثورة": تُعيد النشاط للسوق وتُحرّك الاقت... د. زياد عربش لـ"الثورة": اتفاقية الغاز تزيد إمدادات محطات التوليد بنسبة 50 بالمئة المهن المالية تحت المجهر.. سوريا تبدأ مساراً جديداً في التنظيم والترخيص من التصديق الرقمي إلى الحوسبة السحابية.. خطى متسارعة نحو سوريا الرقمية دعم دور الجامعات في التنمية وإعادة الإعمار البسطات  تعيد انتشارها على أرصفة العاصمة ومحافظة دمشق عاجزة عن كبح جماحها الشيباني في روسيا .. قراءة في دلالات وأبعاد وتوقيت الزيارة إعلان ستارمر عزم بريطانيا الاعتراف بدولة فلسطينية يثير زوبعة إعلامية وسياسية سوق الأطفال الصغار.. فعالية خيرية في حماة لمساعدة العائلات المحتاجة  العالم العربي يدعو لإقامة الدولتين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي مؤتمر نيويورك ينهي احتكار الولايات المتحدة للقضية الفلسطينية من الإهانة إلى السيادة.. فارق الصورة بين "الأسد والشيباني" في حضرة موسكو 1.5مليون جنيه إسترليني لدعم خدمات مئة ألف لاجىء سوري في الأردن