الثورة :
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره أسعد حسن الشيباني في موسكو، دعم بلاده لتنمية العلاقات الثنائية بين روسيا وسوريا على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، مشيرا إلى أهمية الخطوات التي اتخذتها دمشق لضمان أمن البعثات الدبلوماسية الروسية، ومثمنا هذه الإجراءات.
وشدد لافروف على رغبة موسكو في تكثيف الحوار مع الجانب السوري لمواجهة التحديات الراهنة، مؤكدا التزام البلدين بالحفاظ على وحدة الأراضي السورية واحترام سيادتها واستقلالها، ومعبّرا عن رفض روسيا القاطع لمحاولات بعض الأطراف زعزعة استقرار سوريا واستخدامها كساحة لتصفية الحسابات الإقليمية.
وأشاد الوزير الروسي بالقرارات الأخيرة التي أعلنها الرئيس السوري أحمد الشرع، واعتبر أنها تسهم في تسريع عملية الخروج من الأزمة، مؤكداً دعم بلاده الكامل لمسار الاستقرار، بما في ذلك إجراء الانتخابات التشريعية المقررة في أيلول المقبل، لضمان تمثيل كافة فئات الشعب السوري.
كما أعلن لافروف التوافق مع سوريا على إعادة النظر في جميع الاتفاقيات الثنائية الموقعة، ودعا إلى رفع فوري للعقوبات المفروضة عليها، مشدداً على أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية تشكل انتهاكاً للقانون الدولي ويجب وضع حد لها.
من جهته، أكد الوزير الشيباني أن سوريا فتحت أبوابها للعالم بعد سقوط النظام البائد، وتسعى لبناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة، مشيراً إلى أن بلاده تمر بمرحلة مفصلية تتطلب تعاونا كاملاً مع الحلفاء، وعلى رأسهم روسيا، خاصة في دعم مسار العدالة الانتقالية، بما يعيد الاعتبار للضحايا.
ورأى الشيباني أن العلاقات السورية الروسية تمر بمنعطف حاسم وتاريخي، وأن التعاون بين البلدين يستند إلى الاحترام والتكامل، مضيفا أن سوريا شكلت لجنة لمراجعة الاتفاقيات السابقة مع موسكو بما يحقق مصلحة الشعب السوري ويواكب متطلبات مرحلة إعادة الإعمار.
كما حذر الوزير الشيباني من مخاطر السلاح غير المنضبط خارج مؤسسات الدولة، مشيرا إلى أن ما حدث مؤخرا في السويداء يؤكد ضرورة عودة دور الدولة كضامن وحيد لحماية المدنيين. وأضاف أن التدخلات الإسرائيلية تعقد الوضع في سوريا، وهناك أطراف تسعى إلى زعزعة الأمن ومنع الاستقرار.
ولفت الشيباني إلى أن الدولة السورية تعد بمحاسبة جميع من ارتكبوا انتهاكات في السويداء، وهناك محاولات لاستغلال الأحداث فيها للتدخل في الشؤون السورية، وأضاف أن السوريين تعبوا من الحرب خلال 14 سنة، ونريد لم شمل الشعب السوري في الداخل والخارج وهو ما يحتاج إلى بيئة مواتية ومساعدة ودعم من الأصدقاء.
تُشكّل هذه الزيارة محطة مفصلية في مسار إعادة تشكيل العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين، حيث تم الاتفاق على مراجعة الاتفاقيات السابقة، وفتح قنوات حوار تقني في مجالات الطاقة والتجارة والإعمار، بما يعكس انتقال العلاقات إلى مرحلة من النضج السياسي الجديد الذي سيرسم ملامح التعاون المستقبلي.