الثورة – سمر رقية:
تحظى كرة القدم الأنثوية في سوريا، باهتمام كبير وملفت، وتتوسع قاعدتها أكثر فأكثر، ومؤخراً تم تشكيل فريق كرة قدم أنثوي، في النادي الرياضي الصيفي، في مدينة الشيخ بدر، وسط قبول لافت من اللاعبات ومن أهاليهن، فكيف اتخذت إدارة النادي هذا القرار ؟ وما واقع هذه الرياضة على مستوى المحافظة؟
فريق أنثوي في الشيخ بدر
شكلت مدينة الشيخ بدر مؤخراً، فريقاً أنثوياً لكرة القدم، إذ أكد رئيس النادي أيهم إسماعيل لمراسلة صحيفة ” الثورة” أن الفكرة موجودة لدى إدارة النادي منذ فترة طويلة، وتم الإعلان سابقاً عن تشكيل فريق أنثوي، لكن العدد كان قليلاً، وبالعموم أرى أنه لم تحظ الرياضة الأنثوية بالدعم الكافي مادياً على مستوى سوريا، مبيناً بأنه مع تزايد عدد الفرق الأنثوية على امتداد أرض الوطن، ومشاركة منتخب سوريا في بطولة غرب آسيا، عادت الفكرة لتدغدغ إدارة النادي، وفي هذا العام قام المدرب الكابتن علي سليمان الأسير، بمبادرة تشكيل فريق أنثوي، وافتتاح مدرسة خاصة مجاناً، فنجحت المبادرة وتم تأمين مستلزمات التدريب وتخصيص أيام للتدريب.
بداية الطريق
وبدوره بيّن مدرب الفريق الكابتن علي الأسير أن الفريق مازال ببداية تشكيله، و الإقبال ممتاز، لافتاً إلى أن هدفه الأول والأخير تطوير الرياضة، وخاصة كرة القدم الأنثوية، لتنتشر الثقافة الكروية عند الإناث، لهذا السبب شكلنا فريقاً رياضياً أنثوياً، وبدأت تدريبات خفيفة بأساسيات كرة القدم، والمشجع للعمل قبول الأهالي الفكرة، وتشجيعهم لبناتهم، فالبداية طيبة ونرجو الوصول إلى نهايات جيدة.
وأوضح الأسير أن هذه الخطوة لاقت قبولاً واستحساناً من جمهور كبير من أهالي المدينة الذين عبّروا عن هذا القبول بتقديم لباس مجاني لجميع أعضاء الفريق، من قبل العديد من محال الألبسة، وأشار أسير إلى أن هذه الخطوة جاءت متأخرة لأسباب عديدة، ولكن تشكيل الفريق هذا الصيف سيحدث نقلة نوعية ممتازة في الرياضة، لأن هذا النوع من الرياضة يحتاج تشجيع ودعم الأهل والمجتمع ككل، ونأمل أن تكون هذه الخطوة بداية لمشروع كبير يترك بصمة كبيرة في عالم الرياضة.
وعبّرت كل من حنين حسن، وآية الدبوس، وجنى سليمان، بأنهن سعيدات جداً بانضمامهن للفريق وبالتدريبات المستمرة، موضحات أنهن يعانين من ضيق الوقت في التدريب، لأنهن يفكرن بشكل جدي بالاحتراف والوصول لتمثيل منتخباتنا الوطنية، في حين عبّرت بعض المشاركات أنهن انتسبن للفريق و يأتين للتدريب لممارسة هواية من هواياتهم الرياضية، واعتبرن هذا التدريب نشاطاً صيفياً ترفيهياً.
رأي مسؤول
بدوره أكد مدير مديرية الرياضة والشباب بطرطوس، معاوية حمامي، أن المرأة السورية دخلت مجال الرياضة منذ القدم وأبدعت، ولسوريا تاريخ في رياضة السباحة وألعاب القوى وكرة السلة، أما في كرة القدم فقد دخلت متأخرة إلى سوريا، مقارنة مع الدول الأخرى، ومع ذلك تطورت وأصبحت تمارس في غالبية المحافظات السورية، ولكن بنسب متفاوتة واهتمامات متباينة، وأصبح لدينا منتخب وطني للسيدات، شارك في مناسبات عديدة وأحرز نتائج مقبولة.
ووصف حمامي واقع الرياضة الأنثوية بطرطوس بالجيدة، فلدينا بطلات بالأثقال والمبارزة على مستوى عربي، وهناك بطلات بالكاراتيه، وكذلك لعبة المواي تاي والسباحة وألعاب القوى على مستوى محلي، وبألعاب الكرات تميز نادي الدريكيش بلعبة كرة اليد، ونادي الساحل بكرة السلة، أما على صعيد كرة القدم، فحديثاً تم الاهتمام فيها بشكل كبير، وتم تشكيل لجنة أنثوية تتابع وتهتم بتطوير اللعبة على مستوى المحافظة.
دعم كبير
و لفت حمامي إلى أننا بالتصميم والإرادة والمتابعة المستمرة، نستطيع تحقيق طموحاتنا وآمالنا في ظل وزارة الرياضة والشباب، وبتوجيهات ودعم من اتحادات الألعاب التابعة للوزارة، لتحقيق نتائج تلبي طموح الشارع الرياضي، مؤكداً أنه يتم حالياً دعم كامل للرياضة بشكل عام، والأنثوية بشكل خاص، عبر دعم كل منطقة ومدينة تابعة لطرطوس، وبمتابعة من مديري المكاتب المختصة سعياً لتطوير الألعاب وخاصة كرة القدم الأنثوية.