الثورة – زهور رمضان:
انطلاقاً من مقولة :إن المرأة نصف المجتمع، وهي ركن أساسي في الأسرة لطالما لم يقتصر دورها يوماً على كونها أماً وزوجة، بل شاركت الرجل في بناء المجتمع وتقدّمه، فهي تتمتع بقدرات عقلية وإبداع تمكنها من المشاركة في مختلف مجالات الحياة، كما أن لها دوراً في ازدهار المجتمع وبناء الأسرة المتكامل لأنها تربي الأبناء وتشرف على تعليمهم وتقدّم لهم الحبّ والحنان، ولم تقف هنا، وإنما تحدت الصعوبات وعملت ليلاً ونهاراً في سبيل إنقاذ أسرتها من الفقر والضياع من خلال قيامها بعدة أعمال ومشاريع إنتاجية صغيرة ساعدت من خلالها الكثير من النساء على تأمين فرصة عمل تمكنهم من سدّ ولو القليل من مصاريف العائلة.
فرص عمل للنساء
من هنا وبناء على أهمية عمل المرأة وجهودها في سبيل تحسين الوضع المادي لمنزلها وقفت صحيفة الثورة عند أعمال وحدة تصنيع السقيلبية بريف حماة الشمالي للاطلاع على نشاطات هذه الوحدة وأعمالها الإنتاجية ومعرفة مدى مساهمتهم في تأمين فرص عمل للنساء المعيلات لأسرهم ممن ليس لديهن عمل، وأكدت السيدة رهف. م، أن وحدة تصنيع السقيلبية هي مشروع زراعي أسري يضم خمس وعشرين امرأة من النساء الريفيات اللواتي ليس لديهن أي فرصة عمل وهن من النساء المعيلات لأسرهم.
مضيفة: إن المشروع مرّ بعدة مراحل تضمنت المرحلة الأولى منه اختيار النساء اللواتي لديهن خبرة في موضوع التصنيع الغذائي، والمرحلة الثانية تمّ فيها إخضاع النساء لدورة تدريبية حول التصنيع الغذائي وفق المواصفات القياسية وكذلك دورات للمحاسبة والتسويق.
فائض الإنتاج الزراعي
وبينت موسى أنه تمّ تزويد الوحدة بالمعدات والآلات ومنظومة الطاقة الشمسية من قبل منظمة الفاو لمساعدتهم على إكمال المشروع بشكل كامل، والهدف من هذا المشروع هو الاستفادة من فائض الإنتاج الزراعي وتصنيعه وتحويله إلى منتجات متنوعة ومختلفة للاستفادة منه في غير مواسم وبيعه بأسعار أفضل.
إنتاج المجففات
وعن أعمال الوحدة أشارت موسى إلى أن لهذه الوحدة أغراضاً متعددة فهم ينتجون المجففات بأنواعها، والملوخية، وقوير الباذنجان، والبامياء اليابسة، ناهيك عن منتجات القمح كالبرغل الناعم والخشن، وأيضاً النعنع اليابس، ودبس الفليفلة والبندورة ، والعنب، بمعنى أنهم يعملون في كلّ موسم حسب،الخضار الموجودة فيه.
الحياة عمل
فيما بينت السيدة أماندا سنكري- إحدى العاملات في المشروع، أن هذه الوحدة أمنت لها وللكثير من النساء فرص عمل تساعدهم في تحسين الوضع المادي لعائلاتهم الفقيرة، مشيرة إلى أنها تعمل كمسؤولة تسويق للمواد المنتجة في الوحدة حيث تروج لهذه المنتجات عن طريق الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لتأمين تصريف المنتجات وتحقيق إنتاج أكبر كمية من المجففات.
وأشارت السيدة فاطمة ديب- إحدى المستفيدات من الوحدة، أنها خضعت لدورة تدريبية على أيدي لجان متخصصة زودتها بخبرات عملية لتصنيع الألبان والأجبان.
من هنا نجد أن هذه المشاريع الصغيرة ساهمت خلال السنوات الماضية وحتى اليوم في إنقاذ عائلات كثيرة من الفقر والجوع والحاجة للآخرين فالحياة عمل وهذا العمل لا يكون إلا من خلال التكاتف والوقوف يدا واحدة لتطويره وتحسينه بشكل يكون فيه وسيلة لمساعدة الفقراء وتمكينهم من سد مصاريف منزلهم من خلال العمل الجاد والدؤوب مما يخفف من البطالة ويزيد من فرص الإنتاج الأكبر لمختلف أنواع المنتجات الزراعية.