الثورة – رفاه الدروبي:
“محبة المشاركين للموسيقا كانت دافعاً مهماً”، بهذه العبارة تحدث الموسيقي دلامة شهاب عن ورشة “الموسيقا الحديثة” التي أقيمت لمدة أسبوعين في صالة زوايا، حيث حاكت فيها الموسيقا لغة جديدة عبر نغمات عزفها طلاب اتبعوا الورشة، ثم وقفوا على المسرح مؤدين عرضاً مباشراً لموسيقا “بوب، روك”، ما أعطاهم شغفاً، وطاقةً.
جمعت الورشة بين عازفين موسيقيين شباب قرروا وأحبوا صُنع نغمتهم الخاصة، وعرضوا معزوفاتهم أمام جمهور نوعيٍّ في صالة “زوايا”، وقد تحدث مُدرِّب الورشة الموسيقي “دلامة شهاب” عن كيفية بزوغ فكرة إقامة هذه الفعالية وأهميتها، مؤكداً أن الرغبة تولَّدت لديه بتقديم شيء للموسيقا، وامتزج تصوره مع رغبات طلابه لينتجوا شيئاً، بهدف تعزيز الثقة بالنفس لدى المشاركين خاصة الجيل الصغير، وبمساعدة ذويهم.
ولفت المدرب شهاب إلى أنَّ الورشة خُصِّصت للموسيقا الحديثة، لذا طغت الأغاني الغربية عليها، وضمت الفئات العمرية المتراوحة بين ٧-١٥ عاماً، وعددهم ١٦ عازفاً وعازفةً، تلقوا فنون ومبادئ الموسيقا واتبعوا الورشة لتعلم نوع جديد لا يعرفونه لأنَّ أغلبهم كانوا يعزفون موسيقا كلاسيكية غربية على أسس قواعد علمية صحيحة، وقدموا خلال الأمسية مقطوعات موسيقية على آلات متنوعة “الفلوت، تشيللو، الساكسفون، الغيتار، الكمان”.
أما الموسيقي هادي بقدونس، فأشار في حديثه لصحيفة “الثورة” إلى أنَّ الأمسية الموسيقية تفوق المستوى المطلوب، ووجد لدى المشاركين فيها إبداعاً من خلال ما قدموه، وجمعت بين عدة أنواع من الموسيقا، ويعود الفضل لأساتذتهم والجهد المبذول من قبلهم، مُنوِّهاً إلى أنَّ العازفين الشباب رغم صغر سنهم أدوا مقطوعات على آلات متنوعة نفخيَّة ونحاسيَّة ووتريَّة ، لذا لا بدَّ من إعادة النظر في المناهج المدرسيَّة وتخصيص ساعات درسيَّة تمَّ إلغاؤها في السنوات السابقة، فالموسيقا تربية تلامس الروح تُعلِّم الطفل كيفيَّة محاكاته للكبار والصغار وتمنحه الأدب، إنَّها روحٌ ونفس، ويكون لها أثر كبير في التعبير عن إحساس الطلاب ومشاعرهم، كما اعتبر أن التوجه للموسيقا العربية يعود لغياب المناهج الشرقية، فأغلب معاهد الموسيقا تُؤسِّس العازفين على تعلُّم الغربي منها لتقوية تقنية “تكنيك الأصابع”، ثم التوجُّه للشرقي.