الثورة – زهور رمضان:
القراءة تبني عقل الإنسان وتنميه وتطور فكره، وتعطيه المعرفة والثقافة والخبرة، وتمكنه من فهم الحياة بشتى جوانبها، فهي اللبنة الأولى والأساسية في بناء المستقبل.. من هنا كانت انطلاقة مشروع “تحدي القراءة العربي” الذي يُعد أكبر مشروع عربي لتشجيع القراءة لدى الأطفال والشباب، والذي يهدف إلى تعزيز قيمة المعرفة وتنمية مهارات التفكير والتحليل والاطلاع لدى الطلاب، في سياق دعم جهود بناء جيل واعٍ ومثقف.
تحرر الفكر
وانطلاقاً من ذلك سارعت وزارة التربية لاعتماد هذا المشروع كل عام، وقد تميز هذا العام في دورته التاسعة عن الدورات السابقة بتحرر الفكر الوطني من الأفكار المقيدة.
ومنذ انطلاق المشروع كانت محافظة حماة سباقة لمشروع التحدي، واعتمدت أسلوب تكريم الطلاب المتفوقين في إطار تشجيع طلاب وطالبات مدارس حماة من مختلف المراحل التعليمية على القراءة، بعد اجتيازهم المرحلة الأولى في التصفيات الأولى على مستوى المدارس وتميزهم فيها، وكرّمت مدرسة البيان النموذجية الخاصة الطلاب المتأهلين إلى المرحلة الثانية على مستوى المحافظة، كما جرى توزيع الشهادات والكتب التي تحمل عناوين متنوعة.
تحد حماسي
وبهذه المناسبة وصفت الطالبة غنا رياض العليوي التي شجعها كل من والديها على المشاركة هذه المسابقة بالتحدي الحماسي والرائع، وتمنت أن تصل لدولة الإمارات، مؤكدة أنها حتى وإن لم تصل للإمارات فقد فازت على المستوى الفكري والثقافي والمعرفي.
هذا وتكللت جهود المحافظة بالنجاح، إذ توّجت وزارة التربية الطالبة ناردين عيسى من حماة بلقب “بطل سوريا” في الموسم التاسع من تحدي القراءة العربي، وذلك تمهيداً لتمثيل الجمهورية العربية السورية في التصفيات النهائية التي ستُقام في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك ضمن أجواء احتفالية وطنية احتضنتها دار الأوبرا بدمشق مساء أمس بحضور وزير التربية الدكتور محمد عبد الرحمن تركو، وعدد من الوزراء، إلى جانب رئيس مبادرات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العالمية الدكتور فوزان الخالدي.
وعبرت الطالبة ناردين فادي عيسى عن سعادتها في الوصول لهذا المستوى، وشكرت المساهمين، ووعدت بتحقيق الفوز ضمن التصفيات النهائية في دولة الإمارات العربية.
كما حصلت الطالبة رهف حسان يوسف من قمحانة في حماة على المركز الثاني على مستوى سوريا في مسابقة تحدي القراءة العربي من فئة ذوي الهمم، وتأهلت بجدارة إلى النهائيات في دبي في الإمارات العربية المتحدة.
ولم يقتصر التميز على الأفراد، بل نالت مدارس البيان الخاصة في حماة لقب المدرسة الأولى على مستوى سوريا، تأكيداً لدورها الرائد في ترسيخ ثقافة القراءة والتميز الأكاديمي.
ترسيخ ثقافة القراءة
وأكد عبد الخالق شحود من لجنة التحكيم، على وجود مشاركة واسعة على مستوى المدارس الحكومية والخاصة في حماة مشدداً على أهمية المسابقة لأنها تشجع على القراءة، مبيناً أنه يمكن من خلال العمل المتواصل الوصول لجيل محترم قادر على مواكبة العصر وتحقيق نتائج مميزة لأنه لا قيمة للطلاب من دون الكتاب.
من جانبه، أوضح رئيس دائرة التعليم الخاص عبد الله عبد الله أهمية ترسيخ ثقافة القراءة في نفوس الطلاب، لما لها من دور في تعزيز المعرفة وتنمية الأجيال، لافتاً إلى ضرورة الاستعداد الجيد لتنفيذ التصفيات المقبلة على مستوى المحافظة.
وأكدت رئيس مكتب مجلة المعلم العربي شذى الصباغ أن الهدف من مسابقة تحدي القراءة العربي هو ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻋﺎدة اﻟﻘﺮاءة ﻟـﺪى المتعلمين، كونها ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﻬﺎراﺗﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ واﻟﺘﺮﻛﻴﺐ وتعزيز قدراتهم على التعبير الشفهي والكتابي وخلق مجتمع قارئ.
500 ألف مشارك
ومن الجدير ذكره أن الموسم الحالي من التحدي شهد مشاركة واسعة بلغت أكثر من 500 ألف طالب وطالبة من مختلف المحافظات السورية، موزعين على نحو خمسة آلاف مدرسة، خاضوا ثلاث مراحل تنافسية لاختيار الفائز الذي سيمثل سوريا في المحفل العربي والدولي.