الثورة – جهاد اصطيف:
أعلنت إدارة منطقة الباب بريف حلب عن قرب افتتاح أكبر سوق شعبي منظم على أرض سوق الهال القديم، في خطوة تهدف إلى إعادة الانسيابية للحركة التجارية، وحل مشكلة الازدحام المتفاقم بشوارع المدينة، في مشهد طال انتظاره من قبل سكان مدينة الباب وفعالياتها التجارية.
موقع استراتيجي
يقع المشروع على بعد 500 متر فقط من مركز المدينة والجامع الكبير، ما يجعله في متناول جميع السكان والتجار، دون أن يتسبب في الضغط على الشوارع الرئيسية.
وبحسب القائمين على المشروع، فإن اختيار الموقع جاء بعد دراسة متأنية، توازن بين القرب من المراكز الحيوية وتخفيف الازدحام في الأسواق القديمة، يمتد السوق على مساحة 20 ألف متر مربع، ليشكل نقلة نوعية في تنظيم النشاط التجاري، ويضم 27 محلاً تجارياً، بمساحة 100 متر مربع لكل محل، و52 محلاً بمساحات تتراوح بين 30 و40 متراً مربعاً، و382 مساحة منظمة للبسطات، بمساحات من 10 إلى 15 متراً مربعاً، مجهزة بتغطيات حديثة تقي الباعة والمتسوقين من الشمس والمطر.
لم يغفل المشروع الجانب الخدمي والبيئي، إذ صُمم ليكون بيئة حضرية متكاملة، تشمل ممرات واسعة للمشاة تسهل الحركة وتمنع التكدس، ومساحات خضراء وأماكن جلوس توفر جوّاً مريحاً للمتسوقين، ومسجداً يخدم رواد السوق والباعة، ومواقف سيارات تتسع لأكثر من 100 مركبة، بما يخفف الضغط عن الشوارع المحيطة.
قصة تَحوُّل
على مدى سنوات، عانت مدينة الباب من انتشار البسطات العشوائية وسط الشوارع والأسواق، ما أعاق حركة السير وأثّر سلباً على المظهر العام للمدينة، لكن هذا المشروع، بحسب القائمين عليه، لا يقتصر على البنية التحتية فحسب، بل يمثل رؤية جديدة تعيد الانسيابية لشوارع المدينة، وتوفّر للباعة والسكان مساحة منظمة وآمنة لممارسة النشاط التجاري .
يبين أبو أحمد، أحد الباعة الذين سينقلون إلى السوق الجديد، أنهم كانوا يعملون وسط الشارع، ويعانون من الشمس والمطر والازدحام، لكن الآن سيكون لهم مكان منظم، ومرافق تحميهم وتخدم الزبائن.
فيما أشارت أم حسين، وهي متسوّقة دائمة، إلى أن هذا المشروع سيجعل التسوق أكثر راحة وأماناً، وسيخفف الفوضى التي كانوا يشاهدونها يومياً.
مع قرب الانتهاء من تجهيزات السوق، ينتظر السكان لحظة الافتتاح التي ستشكل – وفق وصف الكثيرين بداية لمرحلة جديدة في تاريخ الحركة التجارية بالمدينة، وسيتحول السوق من مشهد عشوائي مزدحم إلى نموذج حضري منظم يليق بمكانة الباب كأحد أكبر مراكز الشمال السوري.