الثورة – فؤاد الوادي:
واصل الاحتلال الاسرائيلي مجازره الوحشية في قطاع غزة، في وقت أعلن فيه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وفاة أكثر من 100 طفل فلسطيني في القطاع بسبب سوء التغذية، بالتوازي مع انتقاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لألية توزيع المساعدات، ومع تحذير الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من خطورة توسيع الحرب الاسرائيلية في غزة.
وذكرت وكالة “وفا ” الفلسطينية، أن قوات الاحتلال واصلت مجازرها صباح اليوم، حيث ارتكبت مجزرتين في كل من خان يونس ومدينة غزة، أسفرتا عن استشهاد 12 فلسطينياً وإصابة العشرات.
وفي سياق متصل، انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب آلية إسقاط المساعدات على القطاع، قائلاً: إنها غير جدية، ولا تلبي واقع القطاع.
فيما حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من مخاطر توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، مشيراً إلى مقترح يتضمن تشكيل بعثة أممية “لإرساء الاستقرار”.
وأوضح ماكرون في تصريحات صحفية، أن “إعلان إسرائيل توسيع نطاق الصراع يمثل كارثة غير مسبوقة واندفاعاً متهوراً نحو حرب دائمة، وسيظل الرهائن الإسرائيليون وسكان غزة أول ضحايا هذه الاستراتيجية”، على حد قوله.
ودعا الرئيس الفرنسي إلى تشكيل بعثة أممية تهدف إلى حماية المدنيين في غزة ونزع سلاح حركة حماس، مع تنامي الغضب العالمي حول الخطط الإسرائيلية لإعادة احتلال القطاع المحاصر منذ 18 عاماً.
وقال: “يجب أن تنتهي هذه الحرب الآن بوقف دائم لإطلاق النار”، داعياً مجلس الأمن الدولي إلى إنشاء قوة حفظ سلام كهذه. مؤكداً أنها “الطريقة الوحيدة الموثوقة للبدء في الخروج من الحرب الدائمة وإعادة بناء السلام والأمن للجميع”.
وتتوافق دعوة الرئيس الفرنسي مع وثيقة وقّعتها 17 دولة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية في تموز/ يوليو، والتي دعت إلى تشكيل مثل هذه البعثة، إذا طلبت السلطة الفلسطينية ذلك.
وستحمي القوة المؤقتة، التي أبدت بعض الدول الموقعة استعدادها لتوفير قوات لها، السكان المدنيين، وتراقب أي اتفاق سلام مستقبلي، وتشرف على نقل المسؤوليات الأمنية إلى السلطة الفلسطينية في غزة.
وفي وقت سابق، دعا قادة أوروبيون آخرون إلى وقف الحرب في غزة، وقال رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف إن الحرب “يجب أن تتوقف”، مضيفاً: إنه “يجب السماح للصحفيين بأداء عملهم بأمان ودون تدخل”، ودعا إلى وقف إطلاق النار.
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، قد حذر الليلة الماضية من أن توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة سيؤدي إلى كارثة محققة وحرب بلا نهاية.
وقال بارو في تغريدة على منصة “إكس”: إن “التصعيد الإسرائيلي في غزة سيزيد من عدد الضحايا الفلسطينيين، وسيعرض حياة الرهائن للخطر”، داعياً إلى وقف إطلاق نار دائم وإطلاق سراح الأسرى وحماية المدنيين وفتح المعابر الإنسانية.
بدورها أعربت بريطانيا، عن قلقها البالغ إزاء الاستهداف الإسرائيلي المتكرر للصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وذلك بعد مقتل 6 صحفيين بينهم 5 من طاقم قناة”الجزيرة”.
في غضون ذلك، طالبت المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، باتخاذ إجراءات عاجلة بعد أن أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة وفاة أكثر من 100 طفل بسبب سوء التغذية منذ بداية الحرب في تشرين الأول 2023.
ووصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عبر موقعه الرسمي، تجاوز حصيلة الوفيات بين الأطفال حاجز المئة بأنه “معلم كارثي يلطخ سمعة العالم ويستدعي تحركاً عاجلاً طال انتظاره”.
وأشار برنامج الأغذية العالمي إلى أن أكثر من 300 ألف طفل في غزة يواجهون خطراً شديداً، وأن أكثر من ثلث السكان أفادوا بعدم تناول الطعام لأيام متتالية، مؤكداً أن تلبية الاحتياجات الغذائية تتطلب ما يزيد على 62 ألف طن شهرياً، بينما ما تزال الكميات المسموح بإدخالها أقل بكثير من الحد الأدنى اللازم لبقاء نحو مليوني شخص على قيد الحياة.
وأضاف “أوتشا” أن الأمم المتحدة وشركاءها تمكنوا أمس الأول، من إدخال بعض المواد الغذائية والوقود والإمدادات من معبر كرم أبو سالم، إلا أن الشحنات أُفرغت قبل وصولها إلى وجهتها.
وأوضح أن السلطات الإسرائيلية تسمح بإدخال نحو 150 ألف لتر من الوقود يومياً، وهو أقل بكثير من المطلوب لضمان استمرار العمليات المنقذة للحياة.
وأفيد بأن أكثر من نصف سيارات الإسعاف في غزة توقفت عن العمل بسبب نقص الوقود وقطع الغيار، فيما حذرت منظمة الأغذية والزراعة من أن 1.5 بالمئة فقط من الأراضي الزراعية في القطاع لا تزال صالحة، في مؤشر على انهيار شبه كامل للنظام الغذائي المحلي.