الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
مهنة مهددة بالزوال والاندثار، برغم كونها سيدة الفنون الإسلامية، لا يتقنها إلا من يمتلك روح فنان، مهنة الأرابيسك من أرقى الفنون التي ميزت الحضارة الإسلامية، وتعود أصولها لأكثر من ألف عام. التقت الثورة مع الفنان المهندس رعد الحق أحد المهتمين بهذه الحرفة، ليخبرنا عن قصة عشقه لها.
يقول رعد الحق: نشأتُ في منزل يعشق التحف والخشبيات، وخصوصاً الأرابيسك الشامي، اعتادت عائلتي على جمع التحف من الأرابيسك لتزين منزلنا، بدأ تعلقي من هنا بالحرفة، قَدمتُ من بغداد إلى دمشق، بهدف الدراسة الجامعية، لتبدأ رحلتي بتجربة صنع الأرابيسك في أوقات فراغي. وجدت نفسي ناجحأ في إنجاز العديد من التحف الفنية، فانطلقت في فن الأرابيسك، بأدوات يدوية بداية مثل الأزميل والمطرقة، وكنت أقوم برسم الأشكال وألصقها على الخشب، طورت أدوات عملي لأستعين بالتقنيات الحديثة، حالياً أستعين بالكمبيوتر عن طريق برنامج “كوريل درو” ثم استخدم الليزر لأحصل على الرسومات المطلوبة، بالإضافة للحفريات.
وعند الانتهاء من مرحلة انتقل لأخرى كتعتيقها وتطعيمها بالصدف والعظم والقصدير.
-لكل مهنة أغوار وأسرار كيف حصلت على مفاتيح وأسرار الخشبيات؟
درجت على عادة زيارة أسواق دمشق القديمة، والجلوس لمراقبة الحرفين في مجال الأرابيسك، وسؤالهم عن طريقة العمل، وأسرار الحرفة، فكانوا كريمين لا يبخلون بالمعلومة لخوفهم من اندثار حرفة الخشبيات، في زمن توجه جميع الشباب نحو الحداثة والمفروشات الحديثة في أثاث منازلهم، وابتعدوا عن المفروشات التراثية.
– ما سبل إحياء مهنة الأرابيسك، برأيك؟
تناولت الأمر مع وزير الثقافة بهدف إقامة دورات تدريبية للشباب، وتعليمهم مداخل فن الأرابيسك ، ليعيش من جديد..
– ما التحف التي ركزت عليها في عملك؟
معظم أعمالي إطارات مرايا محفورة بأشكال مختلفة ومزخرفة، وإطارات صور، بالإضافة لصناديق خشبية صغيرة بحسب ما يتوفر من مكنات الليزر، وأقوم بتطعيمه بالصدف والعظم والقصدير، بالإضافة لصناعة الفانوسيات القديمة، التي كانت عبارة عن قاعدة خشبية مزخرفة بالصدف والعظم يوضع فوقها الفانوس..
توضع الآن في المطاعم والمحلات بأشكال كبيرة.
– ما أبرز مشاركاتك في المعارض؟
شاركت بعدة معارض منها معرضان في جامعة الوادي برعاية وزارة التعليم العالي، بحضور عدد كبير من المهتمين، ومن مشاركاتي في الأسبوع الماضي معرض في قصر الثقافة.
واختتم قائلاً: أتمنى من جيل عدم الشباب الانخراط بمواقع التواصل والموبايل والتوجه للأعمال الحرفية، وامتهانهم لها، لتطويرها والخروج بإبداعات جديدة، لتوسيع مداركهم.