الثورة – مريم إبراهيم:
المشهد وحده يختزل الوصف والحديث، وكل كلام قد يقال في معرض دمشق الدولي، والذي انطلقت فعالياته أمس على أرض مدينة المعارض بدمشق، ليعلن أن سوريا حاضرة وبقوة بأبنائها وشعبها وعمالها وشركاتها ومصانعها، وكل ما يمكن أن يكون فاعلاً في عملية البناء والتنمية المستدامة في مرحلة مهمة تعيشها سوريا نحو التعافي والانفتاح الإقليمي والعالمي.
بوابات وأجنحة
وفي بوابات وأروقة المعرض تتوزع أجنحة الجهات والفعاليات المشاركة رسمياً،وشركات وصناعات وغيرها من معروضات محلية وعربية وأجنبية، لتؤكد هذه المشاركات أهمية هذا الحدث الاقتصادي الأكبر في سوريا، والذي انطلق بعد توقف دام لسنوات، ليشكل منصة عالمية للتبادل التجاري والاستثماري، بمشاركة أكثر من 850 شركة محلية وعالمية تمثل 20 دولة عربية وأجنبية.
ويؤكد مشاركون في المعرض، أن المعرض يشكل نافذةً لسوريا على العالم الخارجي، واستمراراً لمسيرة البناء والتطور والنهضة بعد التحرير، إذ يوجد فيه الكثير من أجنحة الوزارات والشركات الوطنية والعربية والعالمية، ليجسد فرصة حقيقية لعرض الإنجازات التي تحققت خلال الفترة الماضية بعد التحرير، وتعزيز التعاون مع الدول العربية والأجنبية، وكذلك منصة لقاءات رجال الأعمال السوريين في الداخل والخارج، وتشجيعهم على الاستثمار في سوريا بما يعكس عنوان الدورة الحالية للمعرض “سوريا تستقبل العالم” باحتضانها مئات الشركات العربية والأجنبية وآلاف الزوار.
الإنسان أولاً
في جناح وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تتنوع المعروضات التي تعكس جميع جوانب عمل الوزارة سواء في الشق المجتمعي أم في شق العمل، وفي جميع مجالات عملها، إذ تعلق أهمية على هذه المشاركة للتعريف بالأعمال والخدمات التي تقدمها للمجتمع.
مدير التنمية الريفية في الوزارة عتاب شعبان بينت لصحيفة الثورة أهمية مشاركة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في معرض دمشق الدولي بدورته الـ 62 عبر جناح خاص يحمل شعار “الإنسان أولاً”، لتسليط الضوء على برامجها الرامية إلى تمكين الفئات الأكثر ضعفاً، ودفع عجلة التنمية المستدامة على مختلف الصعد والجوانب، ويضم جناح الوزارة عدة أقسام تشمل برامج تمكين الشباب والنساء، وحماية الطفل، ودعم الأشخاص ذوي الإعاقة، والتدريب المهني، ونشر الوعي بحقوق العمال، والحماية الاجتماعية، إلى جانب عروض موسيقية يومية مستوحاة من تراث المحافظات السورية، والعديد من الفعاليات الفنية والأنشطة المتنوعة على مدى أيام المعرض، إذ تسعى الوزارة من خلال هذه المشاركة الى إبراز نماذج حية لتحول المستفيدين من فئات متلقية للمساعدة إلى أفراد شركاء في التنمية.
وتخصص الوزارة مساحة لعرض منتجات الأسر المنتجة والنساء المعيلات، ما يوفر لهنّ فرصة للتواصل المباشر مع الزبائن وتعريفهم بقدراتهم الإبداعية، كما يمثل المعرض منصة استراتيجية للتواصل مع القطاع الخاص والمؤسسات الداعمة، وهذا بحد ذاته يعكس أكبر قدر من الفائدة لتعزيز أدوار التشاركية ونجاح الأعمال وخطط العمل المقررة.
تجربة مميزة
وتسجل مديرية التنمية الريفية حضورها في معرض دمشق الدولي ويمكن للفائزين التعرف على أجود الصناعات اليدوية والمنتجات الريفية الأصيلة، التي تحمل بصمة المرأة الريفية وإبداعها في العمل والإنتاج، ويضم الجناح السجاد اليدوي من مختلف المحافظات بقطع فنية مميزة ولوحات جدارية تعكس جمال التراث الأصيل، إضافة إلى عرض حي على النول من قبل عاملتين يمارسن العمل بإتقان وبشكل مباشر، وكذلك تعرض منتجات متنوعة من مشاغل الخياطة والتريكو، ويضاف إلى ذلك معروضات لمختلف أنواع الأعشاب الطبيعية والتعريف بها، واستخدامها، وفوائدها.
وفي جناح “تجربة مميزة” هناك معروضات جميلة وملفتة تتنوع بين أعمال فنية وحفر على الخشب وأزياء متنوعة لمختلف الاعمار ومشغولات يدوية، ومعروضات عبارة عن صناعات غذائية من مربيات ومنتجات ألبان وأجبان وغير ذلك من الصناعات الريفية، وأعمال تراثية مختلفة.
شريك حقيقي
من جهته منسق المنظمات غير الحكومية في الوزارة أحمد الجلي، أوضح أن الجناح يضم مساحة مخصصة لـ 22 منظمة عاملة في مجالات التنمية المجتمعية والرعاية والتمكين الاقتصادي، لعرض مشاريعها ونجاحاتها والتواصل المباشر مع الجمهور والجهات الداعمة، إذ دعت مديرية المنظمات غير الحكومية لزيارة جناحها في المعرض للتعرف على خدماتها وبرامجها في دعم وتمكين عمل الجمعيات والمنظمات الأهلية، وتعزيز دورها في خدمة المجتمع والعمل الإنساني، إذ يضم الجناح منصة “شارك”، وتشمل معلومات حول ترخيص المنظمات، وتتبع البحث عن فرص عمل وتقدم خدمات داعمة أخرى، إضافة إلى توزيع بروشورات حول القوانين المتعلقة بالترخيص وحقوق الطفل، وفيها جناح خاص لعرض منتجات الجمعيات الخيرية، والمنظمات غير الحكومية، بما يعزز دور المجتمع المدني كشريك حقيقي وفاعل ومشارك.
وتعددت معروضات وخدمات المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية في الجناح رقم 30 لنقدّم لكم كل ما يلزم من معلومات وخدمات تأمينية تهم الأفراد، خدمات التأمينات الاجتماعية بشكل مباشر واستشارات فورية وإجابات على الاستفسارات، وبروشورات تعريفية، ودليل خدمة المواطن، ويضم الجناح لوحات توعوية وإدارة تعريفية وأجهزة حواسيب للاستعلام التأميني الفوري ومجسمات خاصة بالسلامة المهنية ومستلزمات وقاية وقبضات وكمامات وأحذية ونظارات وسماعات وحماية.
الدكتور موفق الشيخ علي من شركة للتنمية المتطورة للموارد بيّن لصحيفة الثورة أهمية انعقاد هذه الدورة للمعرض، ومن خلال الاطلاع على المشاركات العربية والدولية والمحلية في المعرض، يمكن القول: إن هذا المعرض الذي كان من وقت تأسيسه بوابة للاقتصاد السوري إلى الأسواق الدولية يمكن أن يستمر ويلعب هذا الدور من خلال عقد جلسات حوار وتعارف بين أصحاب العمل السوريين في القطاع العام والخاص وبين مختلف الشركات والمؤسسات الخارجية المشاركة، ونحن كشركة خاصة استشارية تعمل في مجال إدارة الموارد الطبيعية نجد أنها فرصة للتعاون مع مؤسسات القطاع العام والشركات الأجنبية، ولاسيما في قطاعات النفط والغاز والمياه والغابات.
ولفت إلى أنه يجب التركيز هنا على أن الاقتصاد السوري يستند في جزء كبير منه على الموارد الطبيعية سواء في القطاع الزراعي أم التصنيع وحتى التصدير، ولذلك فإن الإدارة الرشيدة والاستدامة لهذه الموارد يمكن أن تحقق تنمية متوازنة وعادلة مع السعي الدائم إلى تعزيز القيمة المضافة للموارد الطبيعية، وبالتالي يتأكد دور المعرض في كونه محطة مهمة للقاء بين المنتج والمستهلك، ولمزيد من لقاءات رجال الأعمال، وطرح مواضيع الاستثمار، والاستفادة من هذه اللقاءات، وكذلك الاطلاع والتعرف على مختلف المشاركات من الدول الأخرى العربية والعالمية، والاستفادة من الخبرات والمعارف والتجارب الناجحة، وترجمة الفائدة عملاً يحقق النمو في مجالات الاقتصاد والاستثمار بشكل عام.