الثورة – مريم إبراهيم:
على مدى عشرة أيام شهد معرض دمشق الدولي بدورته الثانية والستين إقبالاً جماهيرياً غير مسبوق من مختلف المحافظات، مع كثير من اللقاءات والندوات والفعاليات المرافقة ومنصات الاقتصاد بمشاركات محلية وعربية وعالمية، ما يؤكد مكانة المعرض كتظاهرة اقتصادية وثقافية على مستوى سوريا والمنطقة.
وفي آواخره أكدت آراء عدد من المشاركين فيه من شركات ورجال أعمال ومستثمرين على أنه جاء بقدر الآمال والتوقعات في أن يحقق الفائدة والجدوى والانفتاح الاقتصادي نحو العالم، فالإقبال الكبير تركز على جميع القطاعات الصناعية والغذائية والبناء والطاقة وغيرها.
في قلب المشهد
مطور مشاريع المهندس خالد حناوي بين لصحيفة الثورة أن معرض دمشق الدولي بعد انتصار الثورة السورية المباركة، هو شهادة على عودة سوريا إلى قلب المشهد الإقليمي والدولي بعد سنوات عصيبة خلفها النظام البائد على مدار 54 عاماً، ولقد نجح هذا المعرض في أن يثبت مرة أخرى أنه ليس مجرد مساحة للعرض والبيع، بل هو منصة حضارية تعكس هوية سوريا المتجددة وقدرتها على النهوض، وما لفت الانتباه هو الهوية البصرية المميزة لهذه النسخة إذ تميزت بالحداثة والجمال، وفي الوقت ذاته احتفظت بروح سوريا التاريخية التي تجمع بين الأصالة والانفتاح.. من اللحظة الأولى للدخول إلى أرض المعرض، يشعر المرء بأن المكان قد صُمّم ليكون رسالة بصرية عن قوة سوريا، وجاذبيتها، وقدرتها على الإبداع.
ولفت المهندس حناوي إلى أن المشاركة الواسعة من الدول الشقيقة والصديقة كالسعودية وتركيا وقطر والأردن أعطت لهذه الدورة بعداً دولياً واضحاً، وأكدت أن سوريا لا تزال جسراً للتواصل بين الشعوب، ومركزاً للتجارة والثقافة والفن، والمعرض بمثابة إعلان نهوض سوريا من جديد، ورسالة أمل إلى الداخل والخارج بأننا على أبواب مرحلة جديدة من التنمية والإعمار بإذن الله، مرحلة تتأسس على الثقة بالنفس، وعلى انفتاحنا نحو العالم مع الحفاظ على أصالتنا وهويتنا.
ولفت إلى أن المعرض منصة حقيقية لجذب الاستثمارات والانفتاح الاقتصادي.. فهو ليس مجرد تظاهرة محلية، بل محطة استراتيجية للقاء رجال الأعمال والمستثمرين وصنّاع القرار من داخل سوريا وخارجها، ويتيح فرصاً واسعة لتبادل الخبرات وعقد الشراكات، ويعطي صورة واضحة عن الإمكانات السورية في مختلف القطاعات، سواء الصناعية أم الزراعية أو الخدمية، ويبرز المعرض كرسالة ثقة للعالم بأن سوريا قادرة على استقبال الاستثمارات وفتح أسواقها من جديد، وأن بيئة العمل باتت جاهزة لاستقطاب المشاريع التنموية.
وبين أن جدوى هذا المعرض تتجاوز الجانب التجاري اللحظي، لتصل إلى رسم ملامح مرحلة جديدة من إعادة الإعمار والانفتاح الاقتصادي على أسس قوية ومستدامة، والدعوة للمشاركة تعني الكثير لأنها ليست مجرد مشاركة في حدث اقتصادي، بل هي مشاركة في صناعة مستقبل سوريا الجديدة، مشيداً بالجهود الواضحة لإنجاح هذا المعرض، والقائمين عليه الذين بذلوا جهداً كبيراً ليخرج بهذه الصورة المشرقة، ولجميع المؤسسات الوطنية والدولية المشاركة التي أثبتت أن إرادة التعاون والبناء أقوى من كل الظروف.
قنوات خارجية
مدير شركة غذائية للبسكويت- رضوان حلاق أوضح أن المعرض حقق أهدافاً مهمة في فتح قنوات تعارف جديدة بين الشركات السورية في الداخل ومع شركات أخرى في الخارج، فكانت هناك قنوات خارجية مع لبنان واليمن، وعودة التعاون من جديد مع تجار قدماء، وإعادة تفعيل التعاون التجاري بانطلاقة واثقة وقوية.
وأكد أن المعرض في دورته هذا العام اختلف كلياً عن دوراته السابقة التي كانت مجرد مشاركات محلية بحتة، في حين هذا العام جاء على مستوى مشاركة دولية مهمة، وكان عدد التجار كبيرا من دول عدة ومن الداخل، فكثير من الشركات الكبيرة حققت مشاركة مهمة وفوائد انفتاح اقتصادي، وهذا بحد ذاته مبشر جداً على أن البلد عادت لتشهد حالة من الانتعاش الاقتصادي غاية في الأهمية والجدوى، سيما مع تخفيف بعض الأعباء عن التجار في موضوع الاستيراد والتصدير وما يخص باقي الأعمال.
إضافات جديدة
ورأى مدير إدارة في شركة للسكاكر- فهد محمح، أن عمر الشركة تجاوز المائة عام، ولم تتوقف عن العمل والإنتاج، مع الحرص الدائم على المشاركة في جميع دورات المعرض، ودورة العام الحالي للمعرض بدت مميزة في الشكل والحضور والتنظيم والمشاركات المهمة، حيث التطلع نحو الانفتاح للدول الأخرى إذ تم عقد لقاءات واتفاقيات مع الشركة وتجار من اليمن والسعودية والأردن وتجار سوريين في الخارج والنتيجة عقود وصفقات.
وبين أن المعرض الحالي أتاح فرصة هامة لتعزيز الجهود، وحضور المشاركين من الخارج شكل إضافة مهمة في خطوات انتعاش البلد اقتصادياً، وتأكيد حضور المنتج السوري، حيث الصناعة السورية ومنتجاتها التي تتمتع بالجودة والنوعية تضاهي جميع المنتجات الغذائية الأخرى، وهذا دافع كبير لجميع الصناعيين لمزيد من العمل
لاستمرار تميز هذا المنتج، ولاسيما مع وجود تسهيلات جديدة تخدم الصناعة السورية، والتطلع لمزيد من الإجراءات والتسهيلات الأخرى التي تخدم واقع الصناعة عموماً.