الثورة – حسين صقر:
لأن الفن يحتل مكانة مهمة في معرض دمشق الدولي، تم تخصيص أجنحة ومعارض داخلية وخارجية لعرض الفنون التشكيلية، والحرف اليدوية والتراثية، وباتت المشاركات فيه ليست مجرد أعمال فنية، بل هي شهادات حية على إرادة السوريين في الإبداع رغم سنوات الحرب، وتأكيد على أن المواطن السوري يصر على العطاء رغم التحديات.
ولهذا لم يعد المعرض مجرد حدث اقتصادي أو تجاري، بل تحول إلى منصة فنية وثقافية بارزة تعكس غنى الهوية السورية وانفتاحها على العالم.
رشا شمه.. فنانة تشكيلية وعضو بمجلس إدارة جمعية المهن التراثية في حمص، أكدت خلال زيارة صحيفة الثورة للجناح المسؤولة عنه أن المعرض يكتسب أهمية خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها سوريا، إذ يمثل جسراً للتواصل الحضاري ورسالة أمل تؤكد قدرة الثقافة والفن على تجاوز آثار الحرب وقيادة سوريا نحو مستقبل أفضل.
وأضافت: يوفر المعرض من الناحيتين الثقافية والفنية منصة للحوار والتبادل الثقافي بين سوريا والدول المشاركة.
وحول مشاركتهم في المعرض قالت شمه: نعمل في الرسم اليدوي على الزجاج، وقد دعينا من قبل وزارة السياحة للمشاركة بجناح الوزارة بأعمالنا ومنتجاتنا لنستهدف بتلك الأعمال شريحة الحرفيين والمهن التراثية من أعمال النحت والفخار والموزاييك وكثير من الحرف التي تميز هويتنا السورية، موضحة أن فريق الوزارة المعني بالفعالية وتنظيمها كان متعاوناً ومهتماً بأدق التفاصيل، من حيث تأمين شحن المعروضات من كافة المحافظات المشاركة وتأمين الإقامة والطعام والتنقلات بين الفندق ومدينة المعارض وبطريقة راقية ومريحة جداً.
وتقدمت بالشكر من جميع العاملين والمشاركين، لما يشكل ذلك من دعم للحرفيين ويسهل مشاركتهم المهمة التي أتاحت المجال لتبادل ثقافاتهم في كافة المحافظات السورية وتوثيق التراث السوري.
تعكس العمق التاريخي
وأضافت عضو مجلس إدارة المهن التراثية: إن سوريا بحاجة لمكان يعكس العمق التاريخي والثقافي والحضاري، والمعرض بكل أجنحته هو المكان الأنسب لذلك، منوهة بأنه لا يقتصر على عرض المنتجات التجارية، بل تشمل أجنحته الفنون والتراث، ما يحول دمشق خلال هذه الفترة إلى ملتقى محلي وعالمي للثقافات تعكس رغبة متبادلة في التقارب الفكري والمهني، وما يرسخ دور دمشق التاريخي كمركز للإشعاع الحضاري، وتعزيز صورة سوريا كبلد غني بالتراث ومنفتح على التجديد.
يتجاوز الجانب الجمالي
وقالت شمه: تتجاوز أهمية المعرض الفنية والثقافية الجانب الجمالي لتشمل الأبعاد الاجتماعية والنفسية، ففي بلد أنهكته الحرب، يصبح الفن والثقافة وسيلة لترميم الذاكرة الجماعية وبث الأمل في المجتمع، كما أن العروض الفنية والموسيقية تخلق أجواء احتفالية تعزز الانتماء الوطني وتعيد الثقة بالقدرة على النهوض من جديد، وأن انعقاد المعرض بهذا الزخم الفني والثقافي يعكس إرادة الحياة لدى السوريين، ويرسل رسالة حضارية مفادها أن سوريا ليست مجرد حرب ودمار، بل هي بلد حضارة وفن وإبداع.
وختمت أنه في هذه المرحلة التي تمر بها سوريا، يصبح المعرض شاهداً على أن الفن والثقافة ليسا ترفاً، بل ضرورة وطنية لإعادة بناء الإنسان والمجتمع، وتعزيز مكانة البلاد كحاضرة حضارية لا تغيب عن المشهد الإقليمي والعالمي.