الثورة – محجوب الرقشة:
في تجربة مجتمعية نوعية بمدينة صافيتا، اختُتم برنامج “أنتمي– أتعلم– أتطوع” الموجّه للأطفال واليافعين من عمر 8 حتى 15 عاماً، والذي امتد على مدى عدة أسابيع متتالية، وتناول محاور أساسية في بناء شخصية الطفل واليافع، من حب الوطن والمواطنة، إلى حماية البيئة، ومكافحة التنمّر، وتعزيز الثقة بالنفس والمشاركة في اتخاذ القرار، وصولاً إلى العمل التطوعي.
والبرنامج بمبادرة من معهد Knowledge Hub والناشطة المجتمعية هفاف مقدسي، بهدف الاستثمار في الأطفال واليافعين وتنمية قدراتهم، ليكونوا أكثر فاعلية ومسؤولية تجاه أنفسهم ومجتمعهم.
وقد تخلل البرنامج نشاطاً مميزاً استُضيف فيه أطفال جمعية المجد للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث جرى تنظيم برنامج مشترك مع أطفال “أنتمي– أتعلم– أتطوع”، تعلّموا من خلاله قيم الدمج وتقبّل الآخر، والمساندة، والتعاون، في لحظات إنسانية مؤثرة تركت أثراً كبيراً لدى جميع المشاركين.
وبيّنت الناشطة المجتمعية هفاف مقدسي في تصريح لصحيفة الثورة أن جلسات البرنامج تنوعت بين الحوارات والأنشطة التفاعلية، شملت قضايا المواطنة والاندماج وتقبّل الآخر، وورشات عمل عن مكافحة التنمّر وبناء الثقة بالنفس، إضافة إلى محور خاص حول الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي (السوشال ميديا)، إذ جرى توعية المشاركين بكيفية التمييز بين الأخبار الصحيحة والمزيّفة، وعدم الانجرار وراء الشائعات، والتفكير كـ”محققين صغار” قبل نشر أي خبر، مع تشجيعهم على متابعة المحتوى الهادف وصناعة محتوى جيد بأنفسهم.
وأكدت أن هذه التجربة أظهرت قدرة الأطفال على التفاعل السريع مع المفاهيم الجديدة، وأن الاستثمار في هذا الجيل هو استثمار في مستقبل الوطن، مشددة على أن دور الأسرة والمدرسة والمبادرات المجتمعية متكامل ويكمل بعضه بعضاً.
واختُتم البرنامج بنشاط عملي على الأرض، إذ قام الأطفال المشاركون بزراعة وتشجير حديقة الحي الغربي في مدينة صافيتا بأكثر من 30 غرسة من الأشجار والزهور، في خطوة رمزية تعبّر عن الانتماء وحب الأرض، ولتكون ذكرى حيّة لغرس الأمل بأيدي الجيل الجديد.