كينيا الحلبي تغنّي قلبها.. من أروقة الأوبرا إلى أضواء دبي

الثورة – همسة زغيب:

يرتسم حلم الفنانة السورية كينيا الحلبي على أستار المكان العريق في واحدة من أبرز محطات مسيرتها الفنية، وحققت حلمها بالغناء على خشبة دار الأوبرا بدمشق، كانت دقيقة الانتصار حين وطأت قدماها مسرح الهيئة التي تحتضن عظماء الغناء وتجسد روح الفن بصدق، ولم يكن إنجازاً شخصيّاً فحسب، بل رسالةً حملتها بحرص، وعكست تعلقها العميق بجمهور دمشق المتذوق واكتسبت منه ثقةً دفعتها إلى المزيد من الإبداع.

دمشق، تبقى دوماً الأقرب إلى قلبها، كما أوضحت الفنانة كينيا الحلبي لصحيفة الثورة، وأنَّ دفء الجمهور الدمشقي يجعلها تشعر وكأنها تغني بين أهلها، فتُترجَم المخاوف إلى تألق وإنجاز، ولعلّ هذا ما دفعها إلى تمضية أشهر من التحضيرات المكثفة قبل كل حفل، وكانت تجربة دبي اختباراً للقلب قبل الحنجرة، وفرض التنوع تحدياً في إيصال الرسالة الموسيقية، وتحول التحدي إلى احتفاء حين تجاوب الحضور مع نغماتها الطربية.

أمّا انتقالها بعدها إلى أضواء دبي شكّل محطة أخرى في مسيرتها، إذ تنوعت الشرائح الحاضرة وجاء التفاعل متعدّد الثقافات والخلفيات، ورغم كل التحدي، لم يكن غريباً على الفنانة أن تجد نفسها منسجمة مع الجمهور الخليجي والعربي على حدّ سواء، بعدما أثبتت قدرتها على التواصل عبر اللون الطربي الشرقي لأنها تختاره ليعبر عنها وعن مشاعرها.

ولفتت الحلبي أنَّ الغناء الطربي الشرقي، شكّل لها المساحة التي تعبر فيها عن شغفها وأحاسيسها، بخطوطه العريضة وتفاصيله الدقيقة، ظلّ اللون المفضل لديها، لما يتيحه من مساحةٍ للتعبير عن ألمٍ أو فرحٍ أو شوقٍ أو حتى صمتٍ ينبض بالحنين، لم تغفل عن الإشادة بجيل الكبار الذين تشكّلت على ألحانهم وذاكرتهم الموسيقية منذ الطفولة، من أم كلثوم، وصباح الشحرورة، إلى فيروز، وفريد الأطرش، كما تنظر بعين الإعجاب إلى تجارب معاصرة تليق بروح الزمن مثل ماجدة الرومي وكاظم الساهر، لما يقدمانه من مزجٍ موفق بين الأصالة والابتكار.

كما تحدثت الفنانة عن كواليس آخر حفل لها في دبي، اجتمع شغف التحضير مع لحظات توترٍ زائل حين يبدأ أول نغم، تعترف الفنانة بأن التوتر يختفي بمجرد صدور الصوت الأول، ويحلّ محله شعورٌ بالسحر يتجدد مع انفعال الجمهور واندماجه في اللحن. تُذكرها دوماً بأن الفن رسالة عظيمة تتخطى كل الحدود.

وأكّدت الحلبي أنها تعمل حالياً على باقة من الأغاني الجديدة التي ستجمع بين روح التراث وجرأة التجديد، كما تطمح إلى تعاونات مع كبار الموسيقيين في المنطقة، لتحقيق بصمةٍ خاصة باسمها، لا تزال حاضرة في ذاكرة المستمعين أينما كانوا.

لم يأت نجاحها من فراغ، بل نتاج دعم عائلي أكّد حضور المواهب منذ نعومة الأظافر، وتوجيهٍ أكاديمي تلقته في المعهد العالي للموسيقا، وهناك حيث الصدق والإخلاص يلتقيان، ولدت مهاراتٌ كان لها الفضل في وصولها إلى مسارح الأوبرا العالمية، أمّا الدعم الجماهيري، فهو الرافد الأكبر لإصرارها على التطوّر والابتكار.

وحين نتحدث عن الفنانة كينيا الحلبي، لا نرى مجرد اسم ٍ على لافتة حفلات، بل نلتقي روحاً لا تتوقف عن السعي، وإيماناً أن الفن رسالةٌ تعانق القلوب قبل الأذن، لأنها نموذجاً للشغف والإخلاص، تغني من القلب، وتحبّ أن تنقل من خلال صوتها “قصائد بصرية” تعانق ذاكرة المستمع وتعيد إليها دفء الوطن.. حكايتها مع دمشق ودبي ما هي إلا فصل من فصول رحلة طويلة، لطالما خطت فيها على أوتار الزمن قصيدةً تُغنى من القلب.

آخر الأخبار
"ضع بسمتك".. ترسم الابتسامة على وجه كل محتاج خدمات إغاثية وصحية بدرعا لمهجري السويداء "كنف لرعاية الأيتام".. توصل رسالتها من خلال "دمشق الدولي" "أنتمي - أتعلم - أتطوع"... مبادرة لصناعة جيل واعٍ ومبادر الرسم على الزجاج صورة تراثية.. المعرض فرصة للتبادل الفكري والمهني حضور لافت لغذائيات فلسطين في "دمشق الدولي" في آواخره.. عقود وصفقات تجارية وإعلان نهوض جديد في المعرض حضور وإبداع وتجارب مميزة.. المرأة السورية تضيء معرض دمشق الدولي التعاون السياحي السوري– السويدي.. بين الاستثمار وبناء الكوادر خطة علاجية تعيد الأمل بالشفاء لمرضى سرطان الرئة تعزيز كفاءات مدرّسي التربية الرياضية في القنيطرة سلة الكرامة يقودها الجميّل وتضم الحموي الدفاع المدني يواصل إزالة الأنقاض في معر شورين وكفرنبودة   مولد سيد الخلق..اللحظة التي أشرقت فيها الأرض بالهدى صعوبات تواجه  الحمضيات في ريف جبلة جو ويلسون: سقوط الأسد لحظة تاريخية تعيد رسم ملامح الشرق الأوسط الأمانة.. من عطاءات السوريين لمجتمعهم  إنتاج الزيتون في طرطوس يتراجع إلى 25 ألف طن   محافظ السويداء يتفقد المهجرين في بعض مراكز الإيواء بدرعا  بين معاناة الأمس وتطلعات الغد.."صندوق التنمية" بوابة أمل لإعادة الإعمار