الثورة – ميساء السليمان:
من قناعة راسخة أن بناء المجتمعات يبدأ بتمكين الفرد، وخاصة الفئات التي تحملت أعباء الحياة، انطلق المشروع التدريبي المستدام الذي حمل اسم “مؤسسة نوى الخيرية”.
وضمن فعاليات معرض دمشق الدولي التقت “الثورة” بممثلة المشروع غفران الشامي، مؤكدة أن قصص النجاح بدأت بخطوة، وتحولت إلى مشروع إنساني تنموي يلمس آثاره على أرض الواقع، مضيفة: اخترنا أن نرسم البسمة على وجوه الأرامل والأيتام، لا من خلال العون المؤقت، بل من خلال منحهن أدوات الإنتاج، وتأهيلهن في عدد من المجالات الحرفية التي تتناسب مع إمكاناتهن وتغنيهن عن السؤال، ومن أبرزها الصناعات التجميلية والمنزلية، مثل صناعة الصابون الطبيعي المعطر والشموع العطرية، والتي لاقت إقبالاً كبيراً لجودتها، والحرف اليدوية الإبداعية، مثل: أعمال الكروشيه والتطريز، وصناعة الإكسسوارات من الخرز، والتي تعبر عن ذوق رفيع، والفنون التشكيلية ومن أبرزها فن الرسم على الزجاج، لتحويل القطع العادية إلى تحف فنية.
وعن المشاركة في معرض دمشق الدولي قالت الشامي: الجناح تابع لاتحاد الفلاحين، ومنتجاته تشمل الأسمدة والبذور والعسل والشجيرات وغيرها، وقد شهدنا إقبالا متوسطا ،و لاحظنا أن غالبية الزوار فوجئوا برؤية منتجاتنا الحرفية المعروضة للبيع، حيث خُصص جناح مستقل لهذا الغرض، ومعظم الحضور جاؤوا بهدف الاطلاع أو كانوا من المهتمين بالمجال الزراعي ولديهم استفسارات محددة ومع ذلك، هذه البداية تعتبر إيجابية ومشجعة للتطوير المستقبلي.
ولفتت إلى أن المشاركة في هذه المنصة المرموقة هو تتويج لمرحلة التدريب وبداية لمرحلة جديدة تتحول فيها المنتجات من ورش العمل إلى أسواق حقيقية، ضمن مشاركة تهدف إلى التشجيع المعنوي والإثبات للمستفيدات أن إنتاجهن ذو قيمة وقابل للعرض والمنافسة في أرقى المحافل، مما يعزز ثقتهن بأنفسهن ويحفزهن للإبداع أكثر، إلى جانب التسويق والانتشار وفتح آفاق تسويقية جديدة لهذه المنتجات، ووصولها إلى شريحة أوسع من الجمهور، مما يضمن استمرارية المشروع.
وأضافت الشامي: إن التعريف بنموذجنا في العمل الخيري الذي تحول من “الإغاثة” إلى “الاستثمار في الإنسان” دفع عجلة التنمية المستدامة، مشيرة إلى مدى الامتنان الذي تحمله في هذه المناسبة وجزيل الشكر والعرفان إلى اتحاد الفلاحين ورابطة داريا والوحدة الإرشادية في حجيرة، على دعمهم ووقفتهم الكريمة التي تجسدت في رعاية تكاليف مشاركتنا.. وهذا الدعم لم يكن مجرد تمويل، بل كان تصديقاً لرؤيتنا وشراكة حقيقية في صناعة الأمل.
وأشارت إلى الطموحات بمضاعفة عدد المستفيدات، وتنويع الحرف التدريبية، والوصول إلى أسواق أوسع، ولكن لتحقيق هذا الحلم، نحتاج إلى الدعم في تبني “تكاليف المواد الأولية” للمشروع، والتي تمثل العائق الأكبر أمام توسعنا، وإن الشراكة في هذه الخطوة لن تدعم منتجاً فحسب، بل ستسهم في خلق فرص عمل دائمة للمستفيدات، وفي بناء مجتمع منتج ومستقر، وتحقيق تأثير تنموي مستدام ومضاعف.
وختمت الشامي بالقول: نحن نكتب قصة نجاح مختلفة، إذ يصبح العطاء استثماراً في البشر، وسبباً في إعادة الأمل لمن فقدنه.