سلبيون يحوّلون حياتنا إلى جحيم..الانجذاب العاطفي والنفسي شرارة غير مرئية

الثورة – حسين صقر:

وضع الحدود ومسافات الأمان مع المحيط، والابتعاد عن الطاقة السلبية التي يسببونها أمر في غاية الأهمية كي تصبح سعيداً، لأن الأشخاص السلبيين قد يسببون الضغط النفسي والتوتر، بسبب الشكوى الدائمة، فضلاً عن أن العلاقات السيئة لا تستحق الاهتمام والثمن الذي قد تدفعه من صحتك، لذا من الأجدى أن نبحث دائماً عمّن نستطيع الانسجام معهم، ونشكل بعلاقتنا بهم كيمياء عضوية ولكن بشرية.

والكيمياء بين البشرهو الشعور العميق بالانجذاب والانسجام الذي يحدث بين شخصين على المستوى العاطفي والنفسي والجسدي، ما يخلق رابطة قوية وغير معلنة تجعل التواصل يبدو سهلاً، ويزيد من الرغبة في قضاء الوقت مع الآخر ومشاركته.. فالحياة ملأى بالتفاصيل المعقدة والمنغصات، وإذا تعمق الإنسان بها، قد يخسر الجميع من دون استثناء، وسوف ينتقل لحالة مغايرة لشخصيته تحدث عنده متغيرات ذات أسس نفسية وكيميائية.

الرغبة في البقاء

الاختصاصية في الأمراض النفسية والسلوكية ماسة سعد الأحمد، قالت خلال تواصل صحيفة الثورة معها: إن الانجذاب العاطفي والنفسي والجسدي بين البشر هو شرارة غير مرئية تربط بينهم، وتتجاوز الإعجاب أو توافق الاهتمامات، أي أنه شعور داخلي بالانسجام يولد رغبة قوية في الاقتراب من الآخر ومشاركته تفاصيل الحياة، وكأن بين الطرفين لغة خاصة، وهو ما يؤدي لتواصل سهل، كما يجعل التفاعلات تبدو طبيعية وسلسة، ويخلق اتصالاً غير معلن يجعلك تشعر بالراحة والفهم المتبادل.

وأضافت: إن ذلك يفسر وجود مواد كيميائية في الجسم مثل الدوبامين والأوكسيتوسين التي تزيد من الترابط، بالإضافة إلى الفيرومونات التي تلعب دوراً في الإشارات الكيميائية المؤثرة على سلوك الآخرين.
وأشارت الاختصاصية النفسية، إلى أن رغبة بقاء الطرفين في الاستمرار معاً يُعبر عنها الحماس الكبير في الاهتمام والسؤال ومراعاة الظروف وتقديرها، وهو ما يولد الشعور بالراحة والسعادة، والتوق لقضاء أكبر وقت ممكن، ولا يقتصر ذلك على أن يكون الشخصان من جنسين مختلفين بل من جنس واحد.

وأوضحت أنه بناءً على ما تقدم فقد تتولد الراحة، ويعمّ الاطمئنان، ويشعر الطرفان بالهدوء عند تواجدهما مع بعضهما، وهو ما يدل على توافق الأرواح وسكون الأنفس.

صعوبة في تحويل الانتباه

وقالت الأحمد: بعد هذا التماهي يجد الآخرون صعوبة في تحويل انتباه هذين الشخصين عن بعضهما أو إبعادهما، لأنهما يتسابقان في الاهتمام والود والمساعدة والتعاون، حتى أنهما يهتمان بأدقّ التفاصيل الصغيرة في حياة بعضهما، وهو ما يؤكد أن تفاهماً فكرياً، وتوافقاً عميقاً يفوق العطاء المادي، أي فهم متبادل لا يحتاج إلى كلمات، ويشعر كل طرف أن الآخر يفهمه قبل أن ينطق أو يطلب، وذلك بسبب التواصل البصري والروحي العميقين، إذ يتم ذلك بشكل مريح وطبيعي.

وأوضحت أن المواد الكيميائية الموجودة في الجسم تلعب دوراً مهماً، إذ يلعب الدوبامين دوراً مهماً في تقريب الطرفين من بعضهما بشكل كبير، ويولد لديهما الرغبة في البقاء، لأنه يولد السعادة والفرح، كما أن الأوكسيتوسين، أو هرمون الترابط، يسبب شعوراً بالتناغم والانجذاب.

وأضافت: إن الفيرومونات، هي إشارات كيميائية يفرزها البشر عبر الهواء، والتي تؤثر على سلوك الأشخاص الآخرين وتساهم في حدوث الكيمياء.

أنواع الطاقة

وقالت الاختصاصية النفسية والسلوكية: هناك أنواع مختلفة من الطاقة، تساهم بربط التغيرات الطاقية بالروابط الكيميائية، والطاقة عبارة عن كمية توجد في صور مختلفة، فقد تكون طاقة الحركة مألوفة، لأنها طاقة الجسم المتحرك، لكن ثمة صور أخرى من الطاقة أقل أُلفة، لأنها تكون مخزنة في الجسم، وهذا النوع من الطاقة المخزنة يصنف بمعناه الواسع على أنه الطاقة الكامنة أو طاقة الوضع، وهي الطاقة التي يكتسبها الجسم نتيجة موضعه بالنسبة إلى أجسام أخرى.

وتعد الطاقة الكيميائية نوعاً مهماً من أنواع طاقات الوضع، وتكون مهمة للغاية عند التواصل، لأن الطاقة في العلاقات الاجتماعية بالنتيجة هي المشاعر والأفكار والكلمات الإيجابية أو السلبية التي تنبع من شخص ما وتؤثر على الآخرين، ما يؤدي إلى التوتر والقلق والشعور بالإرهاق وعدم الراحة في العلاقات، ويمكن أن تنتقل من شخص لآخر بسبب النقد المستمر، والسخرية، وقلة الثقة، وعدم التقدير، والشعور بعدم الأمان، ولهذا يجب على الأفراد تعزيز التواصل المفتوح، وقضاء وقت ممتع معاً، وتجنب النقد، والابتعاد عن الأشخاص والأنماط السلبية.

مصادر الطاقة السلبية

وقالت الأحمد: إن النقد اللاذع والمستمر والسخرية، يقلل من ثقة الشخص بنفسه ويخلق جواً من التوتر في العلاقة، ويحول الحياة إلى جحيم.

كما أن نكران المعروف والجميل وتكرار الأفكار والكلمات السلبية يؤدي إلى ضعف الروابط الاجتماعية، وهو ما يولد الشعور بعدم الأمان وانعدام العلاقات التي تفتقر إلى الثقة المتبادلة والاهتمام بالشخص الآخر وهنا تنشر طاقة سلبية، لأن ضغوط الحياة والتجارب المؤلمة تفعل فعلها، وتسبب تراكمات تؤدي إلى مشكلات ثم افتراق.

وذلك من دون أن ننسى بأن الأشخاص الذين يشعرون بالإرهاق والتعاسة ينشرون طاقاتهم السلبية على من حولهم، ما يؤثر على حياتهم وحياة الآخرين.

وحول التغلب على الطاقة السلبية، أكدت الأحمد، على ضرورة تعزيز التواصل الإيجابي، كأن تبدأ الصباح بابتسامة وكلمة لطيفة، وقدم التقدير والمديح لتقليل السلبية وتعزيز الثقة، بالإضافة لقضاء وقت ممتع ومشاركة الأنشطة، مثل ممارسة الرياضة أو البحث عن هواية مشتركة لتعزيز الإيجابية، والحفاظ على النظام والتنظيم كأن ترتب منزلك وتخلص من الفوضى، لأنها تسبب طاقة سلبية، كذلك التواصل المفتوح مع الأصدقاء والعائلة، والبحث عن الدعم من الأشخاص الإيجابيين وتعزيز التواصل المفتوح يساهم في تقليل التوتر، ولهذا هناك ضرورة للتركيز على العبارات الإيجابية التي تعزز الشعور بالسعادة وتقلل من التوتر والإجهاد النفسي.

آخر الأخبار
وجوه صاعدة ومحترفون جديد ناشئي الكرة الصدارة لنابولي والكلاسيو لليوفي مركز التعليم الشعبي في جرابلس.. إنجازات تعليمية ومهنية قمة عربية إسلامية في الدوحة غداً.. رفض إرهاب الدولة الإسرائيلي موسم الزيتون في درعا.. الأشجار تموت واقفة والإنتاج في خطر كبير الانتحار.. الخطر الصامت.. كيف نتغلب عليه ؟ قراءة في استراتيجية الرئيس الشرع الخارجية رمزية إدلب في الوجدان السوري .. أيقونة الصمود على موعد مع الوفاء افتتاح فرن «شهداء كفرنبل»..خطوة لدعم استقرار الأهالي العائدين محو أمية اللغة العربية.. تحدٍّ أمام النظام التعليمي إدلب تنادي أبناءها والمحافظ: حملة «الوفاء لإدلب» لإعادة الحياة إلى المناطق المدمرة لجنة فكّ طلاسم القروض المتعثرة.. أمام اختبار صعب فهل تنجح!؟ تراجع الليرة السورية أمام الدولار.. سيناريو مستمر تحكمه عوامل إعادة تفعيل ناحية جب رملة في ريف حماة الغربي سلبيون يحوّلون حياتنا إلى جحيم..الانجذاب العاطفي والنفسي شرارة غير مرئية لص الطفولة الخفي.. هل يسلب الأهل أبناءهم؟ تحرّك في الكونغرس لإلغاء عقوبات 2003 و 2012 المفروضة على سوريا  تعزيز الاستقرار والخدمات في حلب.. ومتابعة التنفيذ وتذليل العقبات الرنين المغناطيسي في "وطني طرطوس" قيد الصيانة.. وآخر جديد بالخدمة قريباً أسعار سياحية في أسواق درعا الشعبية