الثورة – سيرين المصطفى:
شهدت مدينة كفرنبل في ريف إدلب الجنوبي افتتاح فرن جديد حمل اسم «شهداء كفرنبل»، في مبادرة أشرفت عليها مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بهدف تأمين مادة الخبز للأهالي العائدين إلى المدينة والقرى المجاورة، في خطوة تعبّر عن تقدير تضحيات أبناء المنطقة ودعم جهود استقرار السكان بعد سنوات من النزوح.
اختيار اسم «شهداء كفرنبل» للفرن لم يكن تفصيلاً عادياً، إذ أكّد القائمون على الافتتاح أن التسمية جاءت تكريماً لأرواح الشهداء الذين قدّموا دماءهم خلال معركة التحرير، وتقديراً لعطاءاتهم في سبيل الوطن، لتصبح هذه المنشأة علامة وفاء وعنوان خدمة في آن واحد.
يمثّل تشغيل هذا الفرن نقلة نوعية لسكان كفرنبل والقرى المحيطة الذين عانوا طويلاً من صعوبة تأمين الخبز واضطرارهم لقطع مسافات طويلة أو الاعتماد على خبز يأتي من مناطق أخرى بجودة أقل وكميات غير كافية.
المشروع الجديد يخفّف هذه المعاناة بشكل ملموس، ويشكّل حافزاً إضافياً لعودة مزيد من النازحين إلى بيوتهم بعد تحسّن الخدمات الأساسية.
ويندرج افتتاح الفرن ضمن خطة حكومية شاملة لإعادة تأهيل البنى التحتية وتطوير الخدمات في ريف إدلب الجنوبي، تشمل افتتاح أفران إضافية في بلدات أخرى وصيانة الطرقات وإنارتها.
الهدف هو توفير ظروف معيشية كريمة للعائدين وضمان استقرارهم بعد سنوات من الحرمان، بما يحوّل عودتهم إلى مسار دائم لا اضطرارياً.
الخبز، الذي يُعد المادة الأكثر أساسية في حياة السوريين، يتحول هنا إلى أداة لإعادة بناء الثقة بين الأهالي والدولة، وإلى رمز عملي يعكس اهتمام الجهات المعنية بالاستجابة لاحتياجات المواطنين في المناطق المحررة.
وربط الخبز بذاكرة «شهداء كفرنبل» يجعل من هذا المشروع أكثر من مجرد فرن، بل رسالة انتماء وتقدير للتضحيات.