الثورة – إيمان زرزور:
أعلن محافظ إدلب، محمد عبد الرحمن، إطلاق حملة «الوفاء لإدلب» باعتبارها مبادرة جماعية واسعة تهدف إلى حشد جهود أهل الخير والداعمين من أجل إعادة تجهيز الخدمات الأساسية في المناطق المدمرة من المحافظة.
الحملة، التي تشرف عليها المحافظة بالتنسيق مع المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية، تشمل إعادة تأهيل المدارس والمراكز الطبية والمشافي، وتجهيز محطات المياه والصرف الصحي، وترميم المساجد والأفران وصيانة الطرقات وإنارتها، إضافة إلى إزالة الركام وتأهيل المرافق العامة.
المحافظ شدد على أن هذه الجهود تأتي استجابة للحاجة الملحّة في ظل وجود أكثر من مليون نازح يعيشون في المخيمات بأرياف إدلب، يواجهون ظروفاً إنسانية قاسية في الصيف والشتاء على حد سواء، داعياً جميع الأفراد والجهات إلى المشاركة الفاعلة في هذه المبادرة لتكون وفاءً حقيقياً لأهالي إدلب الذين صبروا وعانوا على مدار سنوات طويلة.
من جهته، دعا مكتب العلاقات في مديرية الإعلام بإدلب جميع الإعلاميين والصحفيين إلى التكاتف والمشاركة الفاعلة في الحملة، مؤكداً أن «الوفاء لإدلب» ليست مجرد نشاط إغاثي بل خطوة أساسية نحو نهضة المحافظة، ووسيلة عملية لتمكين أهلها من العودة إلى مدنهم والعيش بكرامة.
وأضاف المكتب أن هذه المبادرة تعبّر عن تماسك المجتمع السوري وروح الوفاء لمحافظة إدلب التي كانت منطلقاً للتحرير واحتضنت أبناء الثورة من مختلف المحافظات، وأنها مسؤولية وطنية جامعة لا تنسب إلى أشخاص أو كيانات بعينها.
لا تُختزل أهمية إدلب في كونها محافظة منكوبة فحسب، بل في رمزيتها الوطنية، فإدلب مثّلت ملاذاً لمئات الآلاف من المهجّرين من مختلف المحافظات السورية، وكانت شاهدة على سنوات طويلة من الصمود أمام القصف والحصار.
ومع بدء مرحلة إعادة البناء، تحولت إدلب إلى عنوان للأمل والقدرة على النهوض رغم التحديات.
إطلاق حملة «الوفاء لإدلب» في هذا التوقيت يحمل دلالة تتجاوز الإغاثة المباشرة إلى ترسيخ ثقافة التضامن الداخلي، وإعادة بناء العلاقة بين المجتمع والدولة على أساس الشراكة والمسؤولية الجماعية.
فهذه الحملة تجسد وعياً متنامياً لدى السوريين بأن النهوض بالمحافظات المدمرة يبدأ من الداخل ومن الناس أنفسهم.
ومما لاشك فيه أن نجاح حملة «الوفاء لإدلب» لا يقتصر على تحسين الخدمات وإعادة الإعمار فحسب، بل يكرّس نموذجاً جديداً للتكافل والعمل الجماعي، ويؤكد أن السوريين قادرون على تحويل المعاناة إلى فعل بناء واستعادة حياتهم بأيديهم، وهي دعوة لكل من يحمل في قلبه نبضاً للوطن أن يكون شريكاً في هذا المسعى النبيل حتى تعود إدلب وأبناؤها إلى حياتهم الطبيعية بكرامة وأمان.