موسم الزيتون في درعا.. الأشجار تموت واقفة والإنتاج في خطر كبير

الثورة – تحقيق سمير المصري:

يشهد موسم الزيتون في محافظة درعا حالياً تراجعاً حاداً نتيجة عوامل مناخية وزراعية، أبرزها الجفاف، ما شكل تحدياً كبيراً وغير مسبوق أمام المزارعين. ملامح الجفاف والعطش تبدو ظاهرة للعيان، ولاسيما للمساحات الكبيرة المزروعة بعلاً، بسبب تراجع نسبة الهطول المطري، وانخفاض غزارة الآبار والينابيع، وقلة نسبة تخزين السدود.

“أشجار الزيتون تموت واقفة”

بحسب آراء بعض المزارعين، خلال حديثهم لصحيفة الثورة فإن معظم المساحات المزروعة بالزيتون في محافظة درعا هي بعلية وتعتمد على مياه الأمطار فقط، لكن نسبة الهطل كانت خلال الموسم الحالي قليلة جداً، لم تتجاوز 30 بالمئة من المعدل السنوي، وهذا أدى إلى تراجع ملحوظ في الانتاج.

المزارع جميل قداح- مشرف على مزرعة زيتون تضم أكثر من 11 ألف شجرة- قال لصحيفة الثورة: إن موسم الزيتون الحالي يشهد كارثة، فالتربة جافة والأشجار تموت واقفة، والإنتاج في خطر بسبب قلة الأمطار. وأوضح أنه حتى لو أن ثمار الزيتون وصلت لموسم القطاف فلن تكون بالمستوى المطلوب. فيما قال المزارع حسن عواد: إن توفير المياه لسقاية أشجار الزيتون لم يعد بالأمر السهل في وقت أصبح فيه الحصول على مياه الشرب صعباً، وفي حال القيام بسقاية الأشجار فإن ذلك يترتب عليه تكاليف مادية مرهقة، بالإضافة إلى عمليات الحرث والعزق والتقليم وغيرها من التكاليف الأخرى.

حلول إسعافية

بدوره محمد أبو وصفي- خبير زراعي، قال: نحن نعيش في ظل موسم جفاف شديد، ولابد من سقاية أشجار الزيتون، ولو لمرة واحدة، أو مرتين على الأقل خلال فصل الصيف في ظل عدم توفر سقاية كاملة وبشكل دوري للحفاظ على الأشجار من اليباس والموت لأن هذا يؤثر على تراجع في الإنتاج، سواء الثمار أم الزيت، بالإضافة إلى تأثيره على الأشجار بالمواسم القادمة، مشيراً إلى ضرورة تحول المزارعين إلى الري بنظام التنقيط، الذي بدوره ينقل المياه مباشرة إلى جذر الشجرة ويخفف من نسبة الهدر بدلاً من الري السطحي.

انخفاض إنتاج ثمار الزيتون خلال الموسم الحالي انعكس سلباً على أسعار مادة زيت الزيتون التي سجلت مؤخراً ارتفاعاً حاداً وصل لأكثر من 40 بالمئة، لترتفع سعر صفيحة الزيت وزن 16 كغ من 550 ألف، بعد فترة استقرار شهدها السوق إلى 900 ألف ليرة، مع توقعات بارتفاع آخر بسبب التوقعات بانخفاض ملحوظ في الإنتاج خلال الموسم الحالي بسبب الجفاف.

توقعات زراعة درعا

بدوره مدير الزراعة بدرعا المهندس عاهد الزعبي توقع أن يتراجع إنتاج الزيتون بنسبة 40 بالمئة عن المواسم السابقة بسبب ظروف الجفاف وقلة الأمطار خلال الموسم الحالي، إضافة إلى ظاهرة المعاومة، والتي قلصت من الإنتاج لهذا الموسم، مشيراً إلى أن الإنتاج المتوقع للموسم الحالي قليل جداً مقارنة بالمواسم السابقة ليصل نحو 17 ألف طن.

وبيّن أن المساحة المزروعة بالزيتون على مستوى محافظة درعا تبلغ 5659 هكتاراً مروياً، وأكثر من 11 ألف هكتار بعل، مزروعة بأكثر من ثلاثة ملايين شجرة منها أكثر من 2800000 شجرة مثمرة.

وأخيراً..

لا بد من الإشارة إلى أن المساحات التي كانت مزروعة بأشجار الزيتون في محافظة درعا قبل عقد من الزمن وصلت إلى أكثر من 300 ألف دونم، مزروعة بنحو سبعة ملايين شجرة، منها أكثر من خمسة ملايين شجرة مثمرة، يصل إنتاجها أكثر من 100 ألف طن من ثمار الزيتون، وأكثر من 12 ألف طن من مادة زيت الزيتون، وأن عدد المعاصر المرخصة 45 معصرة، منها معاصر تعمل بخط واحد، ومنها بخطين، ومنها بثلاثة خطوط، تصل طاقتها الإنتاجية لأكثر من 250 طناً يومياً.

آخر الأخبار
إدخال فندق "صلنفة بارك بلازا" إلى الخدمة يعزز السياحة الجبلية "دير العز".. حين تتكاتف الأيادي لإحياء مدينة أنهكها الخراب حيدر وردة.. رياضي رفع العلم والقضية معاً خدمات طبيّة على مدار الساعة.. 1172 عملية جراحية قدمها مستشفى اللاذقية الجامعي شراكة جديدة بين مستشفى الرازي بحلب ومنظمة "IMC" ريال مدريد ينفرد بقمة الدوري الإسباني الدوري الإنكليزي.. ثلاثيّة لآرسنال في شباك نوتنغهام هل سنرى اتحاد محترفاً يقود اللعبة أم سيبقى اتحاداً هاوياً وغير محترف عطية القوى: الحصاد الوفير نتيجة التنقيب عن المواهب وتطويرها البرتقالي يُرجئ البدء بتدريباته وجوه صاعدة ومحترفون جديد ناشئي الكرة الصدارة لنابولي والكلاسيو لليوفي مركز التعليم الشعبي في جرابلس.. إنجازات تعليمية ومهنية قمة عربية إسلامية في الدوحة غداً.. رفض إرهاب الدولة الإسرائيلي موسم الزيتون في درعا.. الأشجار تموت واقفة والإنتاج في خطر كبير الانتحار.. الخطر الصامت.. كيف نتغلب عليه ؟ قراءة في استراتيجية الرئيس الشرع الخارجية رمزية إدلب في الوجدان السوري .. أيقونة الصمود على موعد مع الوفاء افتتاح فرن «شهداء كفرنبل»..خطوة لدعم استقرار الأهالي العائدين محو أمية اللغة العربية.. تحدٍّ أمام النظام التعليمي