الثورة – زياد الشعابين:
لم يكن تفوّق ألعاب القوى في اللاذقية وليد الصدفة، كما أكد رئيس اللجنة الفنية لألعاب القوى في اللاذقية سليمان عطية، حيث إنّ الاستمرارية تصنع الأبطال، نحن لا ننتظر أن تظهر الموهبة بل نذهب للبحث عنها، بهذه الكلمات لخّص فلسفة العمل التي قادت إلى هذا النجاح والتفوق، بتتويج محافظته بالمركز الأول في بطولة الجمهورية لفئة الناشئين والناشئات التي جرت بدمشق، موضحاً أنّ قوة الفريق تعود إلى انتقاء المواهب بعناية فائقة، وفق متطلبات كل فعالية رياضية، وهو نتيجة لجهود طويلة بدأت منذ سنوات، واعتمدت فيها على التنقيب عن المواهب وتطويرها بمنهجية علمية ومدروسة.
التدرّج والاستمرارية
و شدد رئيس اللجنة قائلاً: لا ندرب أي لاعب عشوائياً، بل نخصص لكل موهبة ما يتوافق مع بنيتها الجسدية ونفسيتها، فمثلاً نختار للرمي الأجسام القوية، وللمسافات المتوسطة والطويلة من يمتلكون قدرة تحمل عالية وصفاء ذهنياً، أما السرعات فنختار لها من يتميز بالانطلاقة والتقنية، وأشار إلى أنّ معظم أبطال البطولة الأخيرة هم أنفسهم الذين حصدوا قبل ثلاث سنوات المركز الأول في بطولة البراعم على مستوى سوريا، مؤكداً أنّ التدرّج الصحيح والاستمرارية في التخصص هما ما يصقلان الموهبة ويصنعان الفارق.
تحديات صعبة
و بيّن رئيس اللجنة الفنية أنه على الرغم من النجاح الذي حققوه في أول بطولة هذا الموسم إلا أنّ الفريق واجه تحديات صعبة، أبرزها الانقطاع عن التدريب لأكثر من ثلاثة أشهر، بسبب الوضع الأمني في مدينة جبلة (مطلع شهر آذار الماضي ) ما أدى إلى تراجع مستويات بعض اللاعبين، لكنه أضاف: واصلنا التدريب على كورنيش جبلة، وبمجرد العودة إلى الملعب وضعنا خطة طوارئ اعتمدت على تكثيف الحمل التدريبي بفترتين يومياً، صباحاً ومساءً، على مدى ثلاثة أسابيع، والحمد لله كانت النتائج مبهرة، وحقق العديد من اللاعبين تطوراً لافتاً وأرقاماً قوية.
نجاح كشافة المدارس
وكشف عطية أنّ آلية اكتشاف المواهب في اللاذقية لا تقتصر على الطرق التقليدية، بل تشمل زيارة المدارس، وإقامة اختبارات، والتنسيق مع مدرّسي التربية الرياضية، بل حتى مراقبة الأطفال في الشوارع وضمهم للتدريب والإعداد.
ورغم التحديات الكبيرة، وأبرزها عزوف بعض الأهالي عن دعم أبنائهم في رياضة يعتبرها كثيرون (جافة) مقارنة بكرة القدم، شدد عطية على أنّ اللجنة الفنية تواصل عملها بإيمان راسخ بأن ألعاب القوى قادرة على تحقيق إنجازات وطنية وعربية، كما كشف عن خطة مستقبلية طموحة تهدف إلى توسيع قاعدة اللعبة، من خلال تخريج مدربين متخصصين من كلية التربية الرياضية، مشيراً إلى إرسال عدد من المدربين إلى دورات تدريبية معتمدة في دمشق من اتحاد ألعاب القوى والاتحاد الدولي بهدف تحديث المعارف ومواكبة أحدث المناهج التدريبية.