الثورة ـ ميساء السليمان:
تشهد العديد من أحياء بلدة صحنايا في ريف دمشق، وخاصة المنطقة المحيطة بحديقة جاك فرعون، تراكماً واضحاً للقمامة، وسط شكاوى متكررة، وصلتنا من السكان حول تأخر ترحيلها، والإهمال الذي طال عدداً من المرافق العامة، ولاسيما المسطحات الخضراء، وفي ظل هذا الواقع، تتزايد التساؤلات حول الأسباب والإجراءات المتخذة من قبل الجهات المعنية في صحنايا.
ويشير عدد من السكان إلى أن مشهد تراكم القمامة بات يومياً، وخاصة قرب حديقة جاك فرعون، التي تعاني من إهمال واضح، وتحتاج إلى تأهيل شامل يشمل مرافقها كافة، ولاسيما المساحات الخضراء التي فقدت رونقها.
العمل ضمن الإمكانيات
في تصريح لصحيفة “الثورة” أوضح رئيس بلدية صحنايا كامل متري أسباب تراجع الواقع الخدمي، وخطة البلدية لمعالجة الوضع، قائلاً: يعتبر تراكم القمامة ضمن الحد المقبول أسوة بباقي المناطق، والسبب قلة عمال النظافة وقدم وتهالك سيارات جمع القمامة وخروجها بعضها من الخدمة، والأعطال المتكررة للآليات وإرسالها للصيانة، ما يؤدي إلى تراكم القمامة في بعض الأحياء.
وأضاف: أطلقنا مبادرة للتعاقد مع عشرين عامل نظافة يعملون في تنظيف الشوارع، التحق بالعمل حتى الآن ستة عمال و باشروا العمل، ومبادرة ثانية لجمع التبرعات لشراء سيارتين جديدتين لجمع القمامة عوضاً عن السيارات القديمة، والمبادرة كانت يوم الاثنين 15/9/2025.
و نعمل بأقصى طاقتنا ضمن الإمكانيات المتوفرة من أجل ترحيل القمامة، ولكن العامل المؤثر الأكبر في هذا الموضوع هو عدم تعاون الكثير من الإخوة المواطنين، حيث يقومون برمي القمامة بشكل عشوائي في الشوارع والحدائق، ورميها بجانب الحاويات رغم أن الحاويات فارغة، ما يتطلب منا وقتاً أطول وجهداً أكبر لترحيل القمامة خارج الحاويات.
وبالنسبة لحديقة جاك فرعون، فقد بيّن رئيس البلدية أنه تم تسليمها لإحدى الجمعيات للعمل على إعادة تأهيلها من جديد قريباً، مضيفاً:منذ التحرير تم تلزيم قطاع النظافة لشركة “كلين”، وأصبح خارج نطاق عمل البلدية، وبسبب حجم العمل الكبير في هذا القطاع لم تستطع الشركة القيام بعملها على أكمل وجه، ما أدى إلى تراكمات كبيرة للقمامة وتفاقم الوضع، إلى أن تم منذ شهر، إعادة قطاع النظافة إلى البلديات، ونحن قمنا بدورنا بترحيل القمامة المتراكمة بشكلٍ يومي ضمن الإمكانيات المتاحة حالياً.
تأهيل الحدائق
وأكد أن قطاع النظافة له الاهتمام الأكبر حالياً من حيث تأمين عشرين عاملاً بالإضافة لشراء سيارتين جديدتين، ولجهة موضوع المياه هناك متابعة يومية للأعمال الجارية بالخزان الاستراتيجي لوضعه بالخدمة قريباً، بالإضافة إلى العمل على إعادة وضع الآبار المتواجدة في البلدة بالخدمة كداعم للخزان الاستراتيجي، فضلاً عن إعادة تأهيل الحدائق، واعتماد عمل جمعيات المجتمع المحلي لإعادة التأهيل.
واعتبر رئيس البلدية أن الواقع الخدمي في صحنايا، رغم كل الصعوبات، جيد، ونسعى دائماً للمزيد من التحسن وتقديم خدمات أفضل ترضي المواطن وتنهي المعاناة نهائياً.
مبادرات.. ولكن!
على الرغم من المبادرات التي أطلقتها البلدية لتأمين عمال نظافة جدد وجمع التبرعات لشراء آليات حديثة للقمامة، إلا أن التحديات لاتزال كبيرة، وتحتاج إلى متابعة دؤوبة وتعاون أكبر من المواطنين، وخاصة فيما يخص الالتزام بإلقاء القمامة داخل الحاويات، واحترام المرافق العامة.
وفي وقت تتزايد فيه المطالب بحلول سريعة وفعالة، يبقى الأمل بأن تثمر المبادرات المعلنة وأن تتحسن ظروف العمل والإمكانيات المتاحة للبلدية، بالتوازي مع وعي مجتمعي أكبر، يسهم في الحفاظ على النظافة العامة وتحسين الواقع الخدمي في بلدة صحنايا، فالخدمات العامة مسؤولية مشتركة، تتطلب تضافر الجهود الرسمية والأهلية على حد سواء.