الثورة – هناء ديب:
فتحت حادثة وصول أكثر من 34 حالة تسمم إلى مستشفى خاص في منطقة الكسوة بريف دمشق نتيجة تناولهم مادة المايونيز المرافقة لوجبة الفروج من أحد مطاعم الوجبات السريعة الباب واسعاً للحديث مجدداً عن صحة وسلامة الغذاء الذي نتناوله، ومدى خضوعه للرقابة والمتابعة من الجهات المعنية.
اللافت في تفاصيل حالة التسمم أن صاحب المطعم أقرّ أن التسمم حصل بمادة المايونيز بسبب البيض الفاسد، لا بل وقدم اعتذاره لجميع المواطنين، واعتبر نفسه المسؤول الأول عن التسمم، ويتعهد بدفع كل تكاليف العلاج في المستشفى للمصابين، وكأن الأمر بالنسبة له يقتصر على دفع تكاليف العلاج أو الاعتذار، وسيعفيه ذلك أو يجعله يتنصل حسب اعتقاده من المحاسبة التي يفرضها القانون في معالجة مثل هذه الحالات، وهو ما سيطبق لأن حياة الناس تعرضت للخطر نتيجة الإهمال وانعدام النظافة والاهتمام بسلامة المواد.
بسطات على مد النظر
وتنتشر بسطات بيع المواد الغذائية على اختلاف أنواعها على الأرصفة وتحت أشعة الشمس الحارقة، ما يعرض تلك المنتجات لخطر التلف وعدم صلاحيتها للاستهلاك البشري والأخطر، وجديد الأسواق حالياً دخول بسطات شواء اللحوم وصنع العجة وقلي البطاطا، خاصة في منطقة كراج العباسيين وشارع الثورة تحت أنظار الجهات الرقابية الكثيرة المعنية بصحة ورقابة الغذاء المعروض للمستهلك، وتلقى البسطات إقبالاً من بعض المواطنين لانخفاض سعرها دون أدنى حد محقق لسلامة اللحمة المعدة للشواء مثلاً، فهي توضع على البسطة لساعات طويلة قبل شوائها، ما يعرضها لشتى أنواع التلوث وكذلك الحال بالنسبة للزيوت المستخدمة.
ولا يكاد يمرّ أسبوع من دون أخبار عدة عن اكتشاف أو مصادرة أغذية منتهية الصلاحية في الأسواق من قبل مديريات حماية المستهلك، أو أن تنقل الصحف والمواقع الالكترونية عناوين عن تعرض عائلة للتسمم نتيجة تناولها طعام فاسد في أحد المطاعم كما حال حادثة الكسوة أو ضبط أطنان من اللحوم الفاسدة، ومصادرة الأطنان من المواد الغذائية ألبان وأجبان وحتى الطحين غير صالحة للاستهلاك البشري.
ووصل الأمر إلى غشّ بعض الأطعمة والمنتجات المتعلقة بغذاء الأطفال، الأمر الذي بات يتطلب تدخلاً سريعاً لحالة الفوضى والفلتان الحاصل بالأسواق، لاسيما على صعيد انتشار المواد الغذائية والأطعمة على الأرصفة بعضها يضبط من قبل عناصر الرقابة وبعضها وصل للأسف لبطون السوريين.
ضبوط على الورق
تؤكد مصادر مديرية حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد والصناعة أن من أولويات عملها حماية حقوق المستهلك وضمان أسواق آمنة ومنافسة ومتوازنة وسليمة صحياً ومنتجات بجودة عالية وتسعى لضبط المخالفين، خاصة ما يتعلق بالمخالفات الجسيمة المتعلقة بالأطعمة كاللحوم الحمراء والبيضاء والألبان والأجبان وغيرها من المواد.
وحسب تقرير لمديرية حماية المستهلك في دمشق شمل أعمالها خلال النصف الأول من العام الحالي بين أنها سيرت 7855دورية ميدانية، وسحبت 4030عينة، وتلقت 2290 شكوى واردة عولج منها 2075 شكوى، ونظمت 15440 ضبطاً، منها 1799 مخالفات اللحوم الحمراء، و1002 بيع مواد منتهية الصلاحية، و841 مخالفات سلامة الغذاء، و613 مخالفة غش وتدليس، و447 مخالفات اللحوم البيضاء، طبعاً هذا غيض من فيض المخالفات المخفية المرتكبة سواء في الأسواق أو لدى أصحاب المطاعم الشعبية منها وحتى ما تصنف منها بالراقية.
وفي ظل قلة عدد المراقبين وعدم قدرة الجهات الرقابية على ضبط المخالفات خاصة الجسيمة منها تبدو المهمة أكثر من صعبة، ما يعني استمرار الوضع على حاله وتعرض صحة المواطن وسلامة الغذاء للخطر.