الثورة:
رحّبت دول عربية ومنظمات إقليمية بخارطة الطريق التي أعلنتها الجمهورية العربية السورية بالتعاون مع المملكة الأردنية الهاشمية والولايات المتحدة الأمريكية لمعالجة أحداث محافظة السويداء الأخيرة.
ففي الدوحة، أصدرت وزارة الخارجية القطرية بياناً أعربت فيه عن ترحيبها بخارطة الطريق المتفق عليها، مؤكدة دعمها الكامل لكل ما يحقق الأمن والاستقرار في سوريا ويحافظ على وحدة أراضيها وسيادتها، مشددة على أهمية المشاركة الشاملة لكل أطياف الشعب السوري في رسم مستقبل البلاد.
وفي الرياض، أعلنت وزارة الخارجية السعودية موقفاً مماثلاً، مؤكدة أن المملكة تدعم كافة الخطوات التي تتخذها سوريا لتحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على مقدراتها ووحدة أراضيها، وأنها ستسهم في بناء مؤسسات الدولة وتطبيق القانون بما يلبي تطلعات الشعب السوري نحو استقرار وازدهار أكبر.
كما أصدرت وزارة الخارجية الكويتية بياناً رحّبت فيه باعتماد خارطة الطريق لحل الأزمة في السويداء واستقرار جنوب سوريا، مؤكدة أن الخطوة تمثل دعماً لمستقبل سوريا الجديدة وتطلعات شعبها الشقيق، ومجددة موقفها الداعم لسيادة سوريا ووحدة أراضيها.
أما في القاهرة، فقد أشاد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط باعتماد خارطة الطريق الجديدة، مثمناً جهود الأردن في التوصل إليها، مؤكداً أنّ الحل يقوم على أساس وحدة الأراضي السورية والتساوي في الحقوق بين جميع المواطنين السوريين، وأنها خطوة مهمة نحو استقرار الجنوب السوري.
وكانت أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية بياناً أوضحت فيه أنّ العاصمة دمشق استضافت اجتماعاً ثلاثياً جمع وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك، استكمالاً لسلسلة المباحثات التي استضافتها عمّان في يوليو وأغسطس الماضيين حول تثبيت وقف إطلاق النار في السويداء وحل الأزمة هناك.
وبيّن البيان أنّ اللقاء أقرّ «خارطة طريق» تقوم على معالجة شاملة للأحداث الأليمة التي شهدتها المحافظة، وتثبيت وحدة الأراضي السورية وضمان المساواة في الحقوق والواجبات لجميع السوريين، مؤكداً أنّ السويداء جزء أصيل من سوريا ومستقبلها ولا مستقبل لها خارجها.
وشدّد البيان على أنّ الحكومة السورية، بدعم أردني وأمريكي، وضعت خطة عمل واضحة تتضمن الإفراج الكامل عن جميع المحتجزين والمخطوفين وتحديد المفقودين، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والطبية بلا انقطاع، وإنهاء أي تدخل خارجي في المحافظة. كما تشمل الخطة تسهيل الوصول إلى الأدلة بما في ذلك الجثث وشهادات الشهود وكاميرات المراقبة في المناطق التي شهدت عمليات قتل، والتعاون مع لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا لضمان المساءلة القانونية لكل من ارتكب انتهاكات. وتقضي الخارطة أيضاً بإعادة الخدمات الأساسية تدريجياً وترميم القرى والبلدات المتضررة وتسهيل عودة النازحين، إلى جانب نشر قوات شرطة محلية تابعة لوزارة الداخلية لتأمين الطرق وحركة الناس والتجارة، والعمل على كشف مصير المفقودين وإعادة المحتجزين والمخطوفين إلى عائلاتهم، وإطلاق مسار مصالحة داخلية يشارك فيه جميع أبناء السويداء بمختلف مكوناتهم.
وأكّد البيان أنّ الولايات المتحدة والأردن سيقدمان الدعم اللازم لهذه الجهود، وأنّ الدول الثلاث ستعمل على إنشاء آلية مراقبة مشتركة لمتابعة تطبيق الخارطة بما يحترم سيادة سوريا بشكل كامل، مع الإسراع في معالجة خطاب الكراهية والفرز الطائفي، وبناء الثقة بين المكونات المحلية في إطار الدولة السورية ومؤسساتها.
واختتمت وزارة الخارجية والمغتربين بيانها بالتشديد على أنّ هذه الخطة تعبّر عن التزام جماعي بدعم مستقبل سوريا وفق نهج عملي وبنّاء، وأنّ نجاحها يعتمد على تعاون جميع الأطراف المحلية والإقليمية لإنهاء الأزمة وفتح الطريق أمام استقرار حقيقي ومستدام في محافظة السويداء وبقية المناطق السورية.