الثورة – ميساء العجي:
الأمراض النفسية ليست مجرد حالة عابرة من الحزن أو التوتر، بل هي اضطرابات معقّدة تؤثر على التفكير والعواطف والسلوك.. وقد أصبحت جزءاً من النقاش الصحي العالمي، خاصةً في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها كثير من الناس، ويجب ألا ننكر أن الاهتمام بالصحة النفسية لا يقل أهمية عن الاهتمام بالصحة الجسدية، بل إن كليهما متكاملان لتحقيق التوازن في حياة الإنسان.
الباحثة النفسية سناء أزعين تقول لـ”الثورة”: إن الأمراض النفسية لها عدة أنواع، ولا يمكننا أن ننكر أن المرض النفسي هو خلل في طريقة التفكير، أو المشاعر، أو الإدراك، وبالتالي هو يؤدي إلى صعوبة في التعامل مع متطلبات الحياة اليومية.
من أبرز هذه الاضطرابات:الاكتئاب، ويتصف مريض الاكتئاب بالحزن المستمر وفقدان الطاقة والدافعية. القلق، فيشعر صاحبه بخوف دائم وغير مبرر، يترافق مع أعراض جسدية كخفقان القلب والتعرق. وكذلك اضطراب ما بعد الصدمة، نجد بعض الأشخاص يعانون من عدة اضطرابات خاصة بعد أحداث صادمة مثل الحروب أو الكوارث التي قد يعانون منها.
وحول الفصام تقول الباحثة إزعين: هو اضطراب يؤثر على التفكير والواقع والإدراك، فيما الوسواس القهري، يعاني صاحبه من أفكار متكررة تجبر المريض على القيام بسلوكيات معينة.
وعن العوامل المؤثرة في الأمراض النفسية، توضح الباحثة أنه يوجد تداخل بعدة عوامل في نشوء الاضطرابات النفسية، منها، العوامل الوراثية، والظروف الاجتماعية مثل الفقر أو فقدان الأمان، وكذلك الصدمات العاطفية أو الحروب، من دون أن ننكر أنه توجد أيضاً التغيرات الكيميائية في الدماغ.
حجر الأساس
الباحثة النفسية بينت أن الأطباء النفسيين هم حجر الأساس في رحلة العلاج، إذ يستخدمون مزيجاً من العلاج النفسي مثل (الحوار والدعم وكذلك الإرشاد) والعلاج الدوائي، إذا اقتضت الحاجة لذلك، كما يساهمون في توعية المجتمع بكسر الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي، ويكرس الطبيب النفسي يكرّس عمله لمساعدة المرضى على استعادة توازنهم النفسي.
وأوضحت أن المرض النفسي لا يقل خطورة عن الأمراض العضوية، ولا بد دائماً من طلب المساعدة، فالذهاب إلى الطبيب النفسي ليس عيباً بل هو خطوة شجاعة نحو التعافي، مؤكدة أن الصحة النفسية ضرورة وليست رفاهية، والاهتمام بها يحمي الفرد والمجتمع من آثار خطيرة قد تمتد إلى الاقتصاد والعلاقات الاجتماعية، فمن حق كل إنسان أن يعيش بسلام داخلي، وأن يحصل على الدعم اللازم ليكمل حياته بكرامة وأمل.